ابناؤك الاشداء

خاص العهد

المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية لـ
24/03/2020

المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية لـ"العهد": اليمن يعاني الأوبئة في ظل حصار لا انساني

"نور رضا"

تؤكد الحكومة اليمنية خلو اليمن الى هذه اللحظة من أي حالة مصابة بالوباء العالمي كورونا الذي اجتاح العالم كله. إلا أن الشعب اليمني لا يزال يعيش تحت وطأة الحصار وتبعاته المؤلمة فيما تزداد المشاكل التي يواجهها القطاع الصحي في البلاد.

وفي مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الاخباري، يشدد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية الدكتور يوسف الحاضري على أن تدمير اليمن يزداد كل يوم سواء بالقصف المباشر من قبل النظام السعودي وحلفائه أو الحصار المستمر. "على مدى خمسة أعوام متتالية فإن الحصار يتلازم مع الغطرسة السعودية أي أن هناك نوعين من التدمير: تدمير بالقصف المباشر وتدمير بالحصار المتمثل بنقل البنك من صنعاء الى عدن وإغلاق المطارات والحدود البرية والمشاكل في الحد البحري الوحيد والذي هو ميناء الحديدة".

وبالرغم من عدم تفشي مرض كورونا في البلاد وخلوها من أي حالات إلا أن اليمنيين يعانون من أمراض مزمنة وصعبة تحتاج الى اهتمام طبي فوري غير متوفر بسبب الحصار. ويضيف المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية "هذا كله أدى الى انتشار أوبئة كثيرة كالكوليرا والدفتيريا وانفلونزا H1N1 وغیرها من الأوبئة التي حصدت أرواح الآلاف من المواطنين من النساء والرجال والأطفال وأصابت الملايين. أيضا يجب أن نشير الى إغلاق مطار صنعاء الذي أدى الى حرمان أكثر من 320 ألف مواطن يمني من السفر للخارج للعلاج (يعني هنا أتحدث فقط عمن أرادوا السفر بهدف العلاج في الخارج) توفي منهم عشرات الآلاف وما زال هناك من يتوفى هذه اللحظة بسبب اغلاق مطار صنعاء".
 
ليست الأوبئة وحدها هي التي تفتك بالشعب اليمني العزيز. فكما يشرح الدكتور يوسف لموقع "العهد"الاخباري "هناك أيضاً الجرحى سواء الجرحى المدنيون جراء القصف أو جرحى الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عن اليمن بحاجة الى طبابة ورعاية. هذه كلها أضافت عبئًا كبيرًا على القطاع الصحي الذي يحاول مجابهة هذه الاحتياجات. بالمقابل هناك تدمير لمئات المستشفيات والمراكز الصحية وتوقف لرواتب 48 الف موظف في القطاع الصحي وغيرها من هذه الأمور أدت الى شل 40 بالمئة من القطاع الصحي". لافتًا الى أنه "في جميع الأحوال كان القطاع الصحي هشًا قبل العدوان بسبب تراكمات فساد 40 عامًا من الحكم فما بالنا بعد العدوان؟ اذاً الوضع الصحي في اليمن نتيجة الحصار هو مأساة كبيرة وما طرحته أنا بالطبع هو اختصار شديد للواقع".

فيما يتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية، يعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أنه "قبل العدوان كان هناك أكثر من 800 الف مريض بأمراض مستعصية كالسكري والقلب والأورام والتلاسيميا والكلى وغيرها من الأمراض وكانت الأدوية تصرف لهم بالمجان. مع العدوان والحصار انحرم هؤلاء من العلاج المجاني وارتفعت أسعار الأدوية لأكثر من 150 بالمئة بسبب ارتفاع سعر الدولار بالاضافة الى فقدان الوظائف بسبب العدوان. وبالتالي يكون المواطن اليمني قد تلقى ضربتين مؤلمتين معاً أي ارتفاع الأسعار مع انقطاع الرواتب".

ويؤكد المتحدث باسم الصحة اليمنية لموقع "العهد" أن "الشعب يعاني من انقطاع أكثر من 28 صنفاً من الأدوية والتحاليل المخبرية بسبب إغلاق مطار صنعاء لأن هذه الأدوية تحتاج الى نقل سريع وتبريد خاص، أما بالنسبة للأجهزة الطبية فـ 93 الى 98 بالمئة من هذه الأجهزه الطبية في المستشفيات والمراكز خرجت عن تاريخ صلاحيتها ونحن نعمل بها الآن رغم ذلك ويمكن أن تتوقف هذه التجهيزات عن العمل في أي لحظة".

أما بالنسبة للكورونا فيقول الدكتور يوسف إنه وبحمد الله ليس هناك أي حالة الى يومنا هذا "كانت هناك عدة حالات تم الاشتباه بها ولكن تأكدنا أنها ليست كورونا وكانت نتيجة الفحوصات سالبة".

فيما يتعلق بأداء الحكومة والجهات المعنية، يشير الدكتور يوسف لموقع "العهد" الى "أن هناك تعاونًا بين الجميع في وزارة الصحة والقطاعات المعنية في الدولة التي أخذت الاجراءات المطلوبة من اغلاق المدارس والجامعات والمعاهد الى منع التجمعات وحملات التوعية. ويمكننا القول إن القطاعات الحكومية ذات صلة بالموضوع تقوم باتخاذ كل الاجراءات اللازمة. هناك أيضًا حملات مكثفة من التوعية الصحية والعلمية كل هذه الامور ما زالت تبقي اليمن بلا حالات كورونا ونتمنى أن يبقى الوضع على حاله بفضل الله تعالى لأنه اذا دخل الوباء الى اليمن سيكون الوضع مأساويًا جدا في ظل انهيار القطاع الصحي وضعف البنية التحتية. طبعا هناك خطط موضوعة لاحتواء هذا الوباء بالشراكة والتعاون مع كل القطاعات والجيش في الدولة."

وليس بالأمر المفاجئ أن نرى غياب المجتمع الدولي عما يحصل في اليمن، بل وبحسب المتحدث "فلأن المجتمع الدولي للأسف غائب أو من الأصح أن نقول إنه حاضر ولكن مساهم في ما يعانيه الشعب اليمني منذ خمسة أعوام سواء الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية فهم ليسوا في منأى عما يحدث. الكل يعرف المأساة التي يعيشها اليمن بسبب حرب آل سعود ومناصريهم. بالنسبة للمساعدات وخاصة هنا أعني القطاع الصحي بكلامي هذا فهذه المساعدات لا تغطي أكثر من 19 بالمئة من الحاجات المطلوبة يعني أن هناك فجوة 81 بالمئة. منظمة الصحة العالمية تقول إن هناك اليوم 24 مليون يمني بحاجة لطبابة فورية والمنظمات لا تقدم شيئا وان قدمت فهو لا يكون خاليا من الأجندات وبالتالي نحن لا نعول على المجتمع الدولي ولا ننتظر منهم شيئاً."  

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد