خاص العهد
رسالة سوريا الى المجتمع الدولي لرفع العقوبات بعد كورونا.. اقامة حجة أخلاقية
محمد عيد
رغم أن الإعلان الرسمي عن اكتشاف الإصابة الاولى بفيروس كورونا في سوريا كان أمراً متوقعاً على الصعيد الرسمي، لكنه مع ذلك بقي بالنسبة للعديد من السوريين خبرًا صادمًا أتى على بعض السلام الداخلي الذي اعتمر النفوس بعد التأخر النسبي في وصول الوباء إلى هذا البلد الأمر الذي أدخل البلاد منعطفاً جادا في التعاطي مع هذا الموضوع، والذي سبقه دعوة الخارجية السورية المجتمع الدولي لرفع العقوبات الجائرة على سوريا بغية تعزيز قدرتها على مجابهته في ظروف أفضل من هذه التي تعيشها حالياً.
رسالة الخارجية السورية إلى المجتمع الدولي بخصوص ضرورة رفع العقوبات عنها في زمن مواجهة وباء الكورونا اكتست بعدًا رمزيًا مع علم دمشق السالف بماهية الجواب الذي سيصدر عن مجتمع دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، يؤكد عضو مجلس الشعب السوري وليد درويش أن الغاية من الرسالة تكمن في إقامة الحجة الأخلاقية على الولايات المتحدة الأمريكية وبقية المجتمع الدولي وبعض السوريين الذين صدقوا الشعارات الأمريكية الخاصة بتحرير الشعوب وانساقوا وراءها دون أن يسألوا أنفسهم إن كانت أمريكا مهتمة بحياة السوريين، معارضة كانوا أم موالاة، وإن كان تشديد الحصار على سوريا سيسهم في حماية الشعب من هذا الوباء أم سيزيد الأمر سوءًا.
ويلفت درويش إلى علم سوريا المسبق برضوخ المجتمع الدولي للهيمنة الأمريكية وعجزه حتى لو وجدت الرغبة لديه في رفع الحصار عنها وخصوصاً في زمن الكورونا، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي ترامب يشكل قمة الجشع والتوحش ومحاولة استغلال الأزمات لجني المال وإلا كيف يزيد العقوبات على ايران في الوقت الذي تجهد فيه حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكافحة هذا الوباء والتصدي له وكيف يحاول ابتزاز خليفته المفترضة ألمانيا بمطالبتها بدفع مليار ونصف المليار ثمنا للقاح المفترض بدل المسارعة باحتواء هذا الداء الذي لا يعدو وفق قناعة الكثيرين صناعة مخبرية أمريكية جندت كسلاح بيد الادارة الامريكية المتوحشة.
درويش يناشد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري السوريين موالاة ومعارضة، التحلي بالوعي وإعادة النظر وخصوصاً بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يثقون بأمريكا فيما يخص موقفها الحالي من الحصار في زمن الكورونا، وما يمكن أن يقدمه من مقاربة صحيحة ودقيقة لحقيقة هذا البلد فأميركا علة الشر في هذا العالم، على حد وصف عضو مجلس الشعب السوري.
وحول قدرة الحكومة السورية على مواجهة هذا الوباء في ضوء الإعلان عن الإصابة الاولى وما سيترتب عليها من تحديات، يؤكد درويش أنه وبحكم كونه عضواً في مجلس الشعب يتابع عن كثب كل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تقوم بها الحكومة، وهي تسعى من وجهة نظره للاستفادة من الإيجابيات التي سجلتها بعض الدول في مكافحة الوباء والسعي لتجاوز السلبيات في دول أخرى، وهو أمر يبدو أن الحكومة السورية قد نجحت فيه إلى حد معقول، مضيفاً أن سوريا دولة مؤسسات تعمل بتكامل ملحوظ وفيها مجتمع أهلي نهض منذ اللحظة الأولى بدور توعوي ومجتمعي بارز شكّل الرديف الحقيقي للعمل الحكومي فيما يبدو الشعب السوري وفقاً لتوصيف درويش مدركاً بشكل جيد للعواقب ولهذا الأمر نراه يلتزم بتوجيهات حكومته فيما يتعلق بالتعاطي مع الوباء الخطير.