خاص العهد
تضارب بنتائج اختبار كورونا.. ماذا يقول اهل الاختصاص؟
هبة العنان
مع زيادة الضغط على المستشفيات المكلّفة بمتابعة الحالات المصابة بفيروس "كورونا" وتشخصيها، يتجه بعض المواطنين القلقين الى إجرءات فحص الـPCR المخصص للكشف عن الفيروس في مختبرات خاصة. أكثر من حالة أجرت الفحص في مختبرات خاصة اظهرت نتائجها تناقضا مع النتائج الصادرة عن المستشفيات الموكلة من قبل وزارة الصحة، ما يشير الى وجود مختبرات تجارية لا تمتلك الخبرة الكافية لإجراء هذا الفحص ولا تلتزم حتى بالمعايير المحددة دوليا من أجل ضمان مصداقية نتائجها.
قبل أيام، لجأت هذه المختبرات الى تحدي وزارة الصحة ومخالفة القانون، عبر اعتماد فحوصات تدعي كشف وجود فيروس "كورونا" وحجة الإقناع أن نتائجها سريعة الصدور، مع العلم أنها غير دقيقة وغير مرخصة من قبل الوزارة ولم يُسمح بتعميم استخدامها.
أمام هذا الواقع، تشرح رئيسة قسم المختبر في مستشفى رفيق الحريري الحكومي ريتا فغالي لموقع "العهد" الإخباري كيف يمكن أن تحصل حالة يُشتبه بإصابتها بالفيروس على نتيجتين مخبريتين متناقضتين، فتوضح أن "التباين في نتائج الفحص يعود إلى اختلاف المراحل التي أُخذت خلالها العينة من المريض"، وتضيف أنه "خلال المرحلة الأولى للمرض ومع بدء ظهور العوارض بشكل طفيف يمكن ان يُظهِر الفحص نتائج سلبية، مع العلم أن الفيروس موجود دخل الجسم".
وتتابع فغالي انه "عند إعادة إجراء الفحص بعد 3 أيام يمكن أن تصبح النتائج إيجابية، ويمكن ان يجري ذلك في المختبر نفسه"، وتقول "بناء على توصيات من منظمة الصحة العالمية عند صدور نتيجة الفحص سلبية، يتم التأكيد على المريض أن نتيجة فحص سلبية واحدة لا تعني انه لا يحمل المرض، وننصحه حينها بإعادة اجراء الفحص بعد أيام".
فغالي تلفت إلى أن "هذا لا يعني انه ليس هناك احتمالات للخطأ، إذ يمكن ان يكون المختبر الذي اجرى الفحص لا يمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع هذا النوع من الفحوصات"، موضحة أن "عينات من مريض اخذت وجاءت نتيجتها إيجابية .. وبعد إعادة إجراء الفحص بعد أيام تبين أن الفحص سلبي .. ما يعني أن المريض من الممكن أن يكون قد بدأ التمائل للشفاء وهذا محتمل".
وتتحدث فغالي لـ"العهد" عن الفحص غير القانوني الذي اثيرت حوله شكوك عدة، فتييّن أن "تقنية الفحص لا تقوم على التأكد من وجود الفيروس، بل تعمل على البحث على المضادات التي انتجها جسم الإنسان بعد التقائه بالفيروس، وهذه المضادات تحتاج من أسبوع إلى 10 أيام من أجل إنتاجها من قبل الجسم، ما يعني أن الفحص لن يتمكن من التأكد من إصابة الإنسان بالفيروس في أولى مراحل الإصابة".
فغالي تحذّر من أن استعمال هذا الفحص أمر خطير تحديدا في هذه المرحلة التي يتزايد خلالها انتشار الفيروس في لبنان"، وتجزم بأنه "لن يقدم أي نتائج دقيقة يمكن الوثوق فيها".
نقيبة المختبرات الطبية في لبنان ماذا تقول؟
بدورها، تشير نقيبة المختبرات الطبية في لبنان الدكتورة ميرنا جرمانوس إلى ان وزير الصحة حمد حسن شدد خلال لقاءات عدة اجريت مع ممثلين عن النقابة على أهمية مراقبة عمل المختبرات وان تكون المختبرات ملتزمة بالمعايير الدولية المحددة لتكون الفحوصات دقيقة، وتضيف ان "الوزارة بالتعاون مع النقابة شكلت لجنة مكونة من أكثر من 11 عضوا لتقديم توصيات حول الشروط التي على كل مختبر التقيد بها".
وتوضح أن هناك أسبابا كثيرة ممكن ان تحدث خطأ في نتائج الفحص، منها ما يتعلق بطريق اخذ العينات أو بمرحلة تطور الفيروس في الجسم، وتؤكد ان المختبرات المرجعية في هذا الشأن تنحصر بمختبر مستشفى رفيق الحريري الحكومي والمختبرات الجامعية المحددة من قبل الوزارة.
وتلفت الدكتورة جرمانوس إلى أن الوزارة والنقابة بصدد منح الترخيص لفحص أميركي جديد لفيروس "كورونا"، يتم إجراؤه عبر آلة تعمل بتقنية genexpert وتكون مؤتمنة بالكامل completely automated وسهلة الاستعمال بالنسبة للمخبريين"، مشيرة إلى ان الفحص حصل على FDA approval، وبدأ يزداد الطلب عليه في الآونة الأخيرة وننتظر قريبا قدومه إلى لبنان".
وتتحدث جرمانوس بدورها عن الفحص غير القانوني، قائلة إن الفحص أوقف بناء على توصيات من نقابة المختبرات الطبية، باعتباره غير مناسب للمرحلة الحالية وتحسبا للتقصير المحتمل بطرق استعماله أو التفسير الخاطئ للنتيجة الصادرة بعد اتباعه.
وتقول جرمانوس في حديثها لـ"العهد" إن "الوزارة ارتأت، اسوة ببلدان أوروبية اخرى منها فرنسا وبلجيكا وأسبانيا، منح ترخيص دخول هذا الفحص على البلد، لأسباب تتعلق باحتمال خطأ التشخيص، وليس لأسباب اخرى غير صحية او تقنية".
فيروس كورونامستشفى رفيق الحريري الجامعي