معركة أولي البأس

خاص العهد

تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية ومسؤولية واشنطن عن كورونا: ما الحقيقة؟
13/03/2020

تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية ومسؤولية واشنطن عن كورونا: ما الحقيقة؟

محمود ريا

أثارت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليجيان تشاو الخميس حول مسؤولية محتملة للجيش الأميركي في تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في مدينة ووهان الصينية الكثير من الجدل على الصعيد العالمي، ودفعت إلى إطلاق تحليلات عديدة حول خلفيات هذه التصريحات وما يمكن أن تؤدي إليه على صعيد العلاقة المتوترة أصلاً بين الصين والولايات المتحدة.

لقد قال السيد ليجيان في تغريدتين متتاليتين على موقع التدوينات القصيرة تويتر إن الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضررا بسبب التفشي.

ونشر تشاو لي جيان تغريدته في حسابه على تويتر بالإنجليزية وجاء فيها: "متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان.. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير".
وفور صدور هذه التغريدة تهافتت أجهزة الإعلام العالمية على تداولها بصفتها موقفاً صينياً رسمياً يتهم الولايات المتحدة بنشر الفيروس في الصين، سواء عن قصد أو غير قصد، مع ما يؤدي إليه ذلك من ترددات، إن على مستوى العلاقة بين الدولتين الكبريين، أو على مستوى الوضع العالمي ككل.

والواقع أن ما قاله السيد ليجيان تشاو ليس جديداً، فقد تم التداول به من قبل العديد من وسائل الإعلام العالمية، ولا سيما تلفزيون أساهي الياباني، ومفاد الخبر أن وفداً عسكرياً أميركياً شارك في الألعاب العسكرية العالمية التي جرت في مدينة ووهان الصينية (بؤرة انتشار الفيروس) في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وربما يكون الوفد قد حمل الفيروس معه إلى المدينة.

ويحمل هذا الاتهام خلفية أخرى، نابعة من كون الولايات المتحدة عانت خلال الأشهر الماضية من موجة انفلونزا ضخمة أصابت حوالي 22 مليون مواطن، وأدت إلى عشرات الآلاف من الوفيات، واليوم بدأت تتضح معلومات أن الكثير من الوفيات كانت بسبب فيروس كورونا الجديد وليس بسبب الانفلونزا العادية.

إذاً، ما قاله السيد ليجيان تشاو ليس دون أساس، وربما يكون قد أتى رداً على التهجم الأميركي المستمر على الصين، بتهمة المسؤولية عن "إنتاج" الفيروس ونشره في أنحاء الصين ومن ثم في كل العالم. وكان آخر الذين وجهوا هذا الاتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، الذي قال بالأمس إن من الواضح أن الفيروس مصدره الصين، فيما طالب مسؤولون أميركيون آخرون الصين بالشفافية وكشف الحقائق وغيرها من التعابير المستفزة والتي لاقت استياء كبيراً لدى القيادة والشعب في الصين.

الآن، بعد كل هذه الوقائع، ما هو موقع تصريحات السيد ليجيان تشاو من الموقف الرسمي الصيني؟

لقد أكدت مصادر دبلوماسية رسمية صينية لموقع "العهد" الاخباري أن تصريحات السيد تشاو لا تمثل الموقف الرسمي الصيني.
وقالت المصادر إن السيد تشاو ليس المخوّل بالتصريح هذا الأسبوع، وإنما هذا الأسبوع الدور للسيد قنغ شوانغ، كما أن الموقف الرسمي لا يتم إعلانه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وإنما من خلال المؤتمر الصحافي الرسمي اليومي الذي يُعقد في مقر وزارة الخارجية الصينية في بكين.

وختمت المصادر بالتأكيد على أن السيد قنغ شوانغ سيعيد التأكيد على الموقف الرسمي من الموضوع في مؤتمر صحافي رسمي، وهو الموقف الذي أعلنه الخميس ومفاده أنه لا يمكن تحديد أصل الفيروس إلا عن طريق العلم. نحن بحاجة إلى الاعتماد على الآراء العلمية والمهنية.  وأضاف: لا نأمل أن نرى أي شخص يثير مشكلة من هذا النوع لوصم دول أخرى. وختم السيد قنغ شوانغ: مع تحول COVID-19 إلى وباء، يجب على العالم أن يتحد لمحاربته بدلاً من توجيه الاتهامات والهجمات ضد بعضها البعض، وهو أمر غير بناء على الإطلاق.

يبقى السؤال: ما هي دوافع تصريحات السيد ليجيان تشاو من خلال تويتر؟ هل هي اجتهاد شخصي أم رسالة موجهة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل