خاص العهد
اليمن بعد ستة أعوام على العدوان: صمود اسطوري وصمت دولي مخزٍ
سندس يوسف الأسعد
"من يذهب الى اليمن لا يعود" هي عبارةٌ خبرها كل الذين تواطؤوا على أبناء اليمن وحاولوا إخضاعه. ومع حلول العام السادس من الحرب أثبت اليمني ثباتًا وشجاعةً مميزَين جعلا السعودي عاجزًا عن تحقيق أيٍ من أوهامه. في هذا السياق، يؤكد الكاتب والباحث السياسي اليمني حميد عبد القادر عنتر أن اليمني يواجه اليوم قوى الاستكبار الأمريكية والصهيونية، في حربٍ عدوانية حصدت حياة ما يقارب المئة ألف شهيد مدني بينهم خمسون ألف طفل.
عنتر عقّب قائلًا إن هناك "أكثر من مئة ألف جريح وثلاثة ملايين يعملون دون تلقي أي راتب في القطاعين الخاص والحكومي، وعشرة ملايين نازح، وعشرة ملايين تحت خط الفقر، وسكان الشمال اليمني المحاصر محرومون من أبسط مقومات الحياة، وشبكات الطرق والبنى التحتية كلها معطلة بسبب تواصل العدوان."
عن الواقع الحقوقي، بيّن الكاتب أن مواقف معظم المنظمات الحقوقية تخضع لمال النظام السعودي، باستثناء بعض المنظمات التي تضامنت مع مظلومية اليمن ووثقت جرائم العدوان بحق مدنيين مشيرًا الى أن اغلاق مطار صنعاء الدولي جريمة حرب وتعدٍّ سافر على المواثيق والمعاهدات الدولية، وقال إن "إغلاق المطار يتسبب بموت آلاف المرضى وجرحى الحرب."
عنتر أشار إلى تواصل القصف الجوي الأمريكي الإسرائيلي البريطاني الفرنسي الى جانب سلاح الجو، ودول عربية وأوربية يستهدفون المدنيين العزل ومنازلهم باستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية محرمة دوليًا، والقنابل العنقودية، والقنابل الفسفورية، والقنابل الفراغية، محذّرًا من أن "كبرى شركات السلاح في العالم تقوم بتجريب كل ما تنتجه في اليمن".
وتحدث عن أن هذا العدوان الكوني يريد إعادة تثبيت حكم الرئيس السابق الفار والمنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، متسائلًا "هل يعقل أن كل هذا العدوان والتدمير من أجل إعادة هذا الفار إلى السلطة؟" يضيف عنتر أن هدف ذلك هو شرعنة الاحتلال والسيطرة على جزر وسواحل اليمن ونهب ثرواته وجعله تحت وصاية ديكتاتوريات الخليج.
وفي السياق، عبّر الكاتب أن التدمير والحصار الواسعين لم ولن ينجحا في النيل من صمود اليمني الأسطوري وإرادة التحرر والاستقلال، موضحًا أن الجيش واللجان الشعبية اليمنية سحقت أكبر ترسانة عسكرية في العالم محطمين بذلك خرافة "السلاح الامريكي الفتاك"، وهذه البطولات سيتم تدريسها في كبرى الأكاديميات. وأضاف أن اليمن أصبح اكثر قوة من اي وقت مضى، خاصةً بعد تطور ترسانته الصاروخية.
أما عن تلاحم القبائل اليمنية في مواجهة العدوان بمختلف مكوناتها السياسية والفكرية والمذهبية لمواجهة العدوان الكوني ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال والسلاح الذي سيحقق النصر الأكيد، فلفت الكاتب إلى أهمية المقاومة الجنوبية ضد قوى الغزو والاحتلال قائلًا "نحن سنكون في الشمال في صف الأخوة الجنوبيين حتى يتم طرد الغازي المحتل من كل شبر من أراضي اليمن." وتحدث عن اتفاقيات السلام المزعومة التي فشلت في ردع العدوان ووقف الحصار والانتهاكات.
عنتر مضى قائلًا إن الصمت الدولي مخزٍ والمستفيد من العدوان هما أمريكا والكيان الصهيوني لانهما وجدا في اليمن سوقًا مفتوحًا لبيع سلاحهما لأنظمة الخليج، كذلك لابتزازها متخذين من العدوان مطية من أجل استنزاف ثروات هذه الأنظمة. وفي المقابل نوّه عنتر بالمواقف المشرفة لدول محور المقاومة سياسيًا واعلاميًا: "من اليمن سيتغير وجه العالم لصالح خيار المقاومة وستدحر قوى الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني."
المحلل السياسي اليمني بيّن في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن منع اليمنيين من تقرير مستقبلهم السياسي ستدفع ثمنه عواصم دول العدوان، بحيث ستصبح في مرمى الصواريخ اليمنية البالستية والطيران المسير: "الشعب اليمني يخوض معركة التحرر والاستقلال، معركة النفس الطويل، ولن تستطيع أي قوة في العالم ليّ ذراعه لانه صاحب كرامة وصاحب قضية وصاحب مظلومية. اليمن منذ ستة آلاف سنة منشأ الحضارة والعروبة" قال عنتر.
في الختام، دعا عنتر شعوب محور المقاومة وأحرار العالم "للتحضير لمعركة كبرى فاصلة وهي معركة تحرير فلسطين وإسقاط عروش الأنظمة الخليجية المنبطحطة العميلة والمطبعة مع الكيان الصهيوني. الصراع اليوم هو بين معسكر الحق ومعسكر الباطل وسوف يتنصر معسكر الحق على معسكر الباطل."