ابناؤك الاشداء

خاص العهد

كيف يستعد لبنان للوقاية من فيروس
27/01/2020

كيف يستعد لبنان للوقاية من فيروس "كورونا"؟

فاطمة سلامة

لم يكن ينقص العالم سوى فيروس "كورونا" الذي أحدثت تداعياته المميتة قلقاً عاماً. "مخيفةٌ" تلك المشاهد التي انتشرت عن مصابين بهذا النوع من الفيروسات. وهو الفيروس الذي سبقته أنواع عدة من الفيروسات خلال السنوات الماضية. نستذكر منها فيروس "السارس"، و"ايبولا" الأشد خطراً. هذا الأمر أحدث تأهباً حول العالم تحسباً من انتشار هذا الوباء القاتل، اذ سارعت الدول الى اتخاذ اجراءاتها الوقائية. لبنان كان من بين تلك الدول التي اتخذت مجموعة من التدابير على قاعدة "درهم وقاية خير من قنطار علاج". فكيف يبدو المشهد في لبنان؟ وما الاجراءات التي اتخذها مطار بيروت الدولي ووزارة الصحة؟. 

رئيس المطار: لا داعي للقلق

رئيس مطار بيروت الدولي الأستاذ فادي الحسن يؤكّد لموقع "العهد" الاخباري أن لا داعي للقلق في صفوف المواطنين، طالما لا توجد رحلات مباشرة بين لبنان والدول المصابة بالفيروس كالصين وتايلاند. القادمون من تلك الدول يأتون الى لبنان بواسطة "الترانزيت"، حيث يتوقفون في محطتهم الأولى في دول الخليج. هناك يخضعون للإجراءات المطلوبة، ومن بعدها يُشكّل لبنان المحطة الثانية بالنسبة اليهم. وبرأي الحسن، فإنّ مطار بيروت الدولي اتخذ الاجراءات اللازمة حيث يتم اخضاع القادمين من تلك الدول الى فحص الكاميرات الحرارية لقياس درجة حرارة الجسم، وفي حال تبيّن أنّها غير اعتيادية، يصار الى اجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وهنا يعيد الحسن التأكيد أن لا داعي للقلق اذ لم تُسجّل أي حالة في لبنان حتى الساعة. 

بري: الاحتياط واجب والاستمارة أهم إجراء

رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة الدكتورة عاتكة بري تتحدّث لموقع "العهد" الاخباري عن تدابير وزارة الصحة الوقائية، فتوضح أنّ أهم إجراء اتخذته الوزارة تمثّل في الاستمارة التي وضعتها الوزارة في عهدة رئاسة مطار بيروت الدولي، وجرى تعميمها على الطيران المدني. تلك الاستمارة يملؤها أي مسافر قادم من البلدان الموبوءة بفيروس "كورونا"، أي من البلدان التي شهدت انتقالاً محلياً للمرض "Local transition"، ونقصد هنا تحديداً الصين، -وأضافت عليها رئاسة المطار تايلاند-. وبعد ملء الاستمارة، تتابع وزراة الصحة حالته الصحية عبر الاتصال به كل يومين لمدة 15 يوماً للاطمئنان على عدم حمله هذا الفيروس. 

تعزيز  قسم مكافحة العدوى في المستشفيات

كما عملت وزارة الصحة -بحسب بري- على تعزيز  قسم مكافحة العدوى في المستشفيات وجهزت الكاميرات الحرارية في حال اضطرت الى استخدامها في مطار بيروت. بالنسبة للمتحدّثة، فإنّ عدم وجود خط مباشر بين لبنان والبلدان الموبوءة أراحنا كثيراً، وهذا الأمر جعل لبنان محطة ثالثة، اذ يتم اخضاع المسافر لمحطة أولى في البلد الموبوء، ومن ثم في البلد الذي تجري فيه محطة "الترانزيت"، ليصبح لبنان محطة ثالثة. 

كما توضح بري أنّ وزارة الصحة، وكما تصرّفت حيال فيروس "الايبولا"، عمّمت على المعنيين أنه في حال برز من لديه عوارض مشابهة للمرض على متن الطائرة تزويدنا بالأمر قبل وصول الطائرة الى مطار بيروت كي نجهّز له الصليب الأحمر لنقله الى المستشفى مباشرةً كي لا يختلط بالمسافرين. وتلفت رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة الى أنّ لدينا غرفة عزل في مستشفى رفيق الحريري تتسع لأربعة أشخاص. وهنا توضح بري رداً على الانتقادات التي تقول إن الغرفة غير كافية بالاشارة الى أنّه وفي زمن فيروس "ايبولا" الأخطر من "كورونا" الجديد لم نحتج أكثر من ذلك لأنّ نسبة الاصابات تقاس على عدد السكان.  فعندما نقول إنّ هناك الاف الاصابات، نقيس هذا الأمر تبعاً لعدد السكان لنعرف ما اذا كان كبيراً أو لا، وبالتالي فإنّ نسبة الاصابات في الصين قياساً لعدد السكان ليست كبيرة، ومن هنا فإنّ احتمالية الاصابة حتى الآن لا تزال غير مرعبة، وهذا الأمر دفع منظمة الصحة العالمية الى التريث في الاعلان عن الفيروس الجديد كظاهرة تثير القلق الدولي، الأمر الذي أعلنت عنه وقت فيروس "الايبولا". 

وتوضح بري أنّ لبنان استطاع مواجهة العديد من أنواع "الفيروسات" سابقاً كالسارس، ايبولا، "الميرس كورونا". الأخير، انتشر عام 2012 بطريقة واسعة خصوصاً في السعودية، ولا يزال حتى الآن، وهو الوحيد من أنواع الفيروسات الذي سجّل لبنان اصابتين فيه، وكانتا لعاملَين صحيَّين. وتوضح بري أنّ ميزة اللبناني وكونه لا يأكل كيفما كان، ولا يختلط بأي كان، تساعدنا كثيراً، وتقلل من خطر نقل العدوى، وهذا ما حصل وقت فيروس "ايبولا" حيث كان لدينا في الأماكن المصابة أكبر جالية لبنانية، ولكن لم تُسجل حالات.

مجموعة نصائح 

وفيما ترفض بري القول إن لا داعي للقلق، تطلب من المواطنين عدم الهلع بطريقة مبالغ بها، موضحةً أن الاحتياط واجب ووزارة الصحة تقوم بما عليها وتتابع مع منظمة الصحة العاليمة كافة الاجراءات. كما توجّه بري مجموعة نصائح للمواطنين المقيمين في لبنان. في حال شعروا بعوارض تنفسية حادة وخاصة حرارة مع سعال، وضيق تنفس وألم في الحنجرة، وصادف أن سافروا الى الصين  خلال الـ15 يوماً الماضية أن يقدّموا علما مباشرا للوزارة، وأن يصارحوا الطبيب الذي يزورونه بالأمر. 

أما اللبنانيون الموجودون في الخارج وخصوصاً زائري الصين، فتنصحهم بضرورة تجنب الزحمة، لبس كمامة، غسل اليدين المتكرر وهذه أحسن نصيحة تقدم للمواطنين في الداخل والخارج لأنها تقلل من نقل العدوى. عدم الذهاب الى أسواق الحيوانات وعدم الاحتكاك بالحيوانات الحية والميتة، عدم استهلاك منتوجات لحمة أو بيض دون طهوها جيداً.

وتوضح بري أنّ هذه هي القواعد الأساسية التي نصحت بها منظمة الصحة العالمية، وسيتم توزيع "بروشور" حولها على المسافرين في مطار بيروت خلال الساعات المقبلة.  

لا علاج حتى الآن

وفيما يتردد عن العثور على علاج لهذا الفيروس، تقول بري "لا أستطيع أن اتكلم عن علاج جُرّب على سبعة أشخاص فقط، وفي المقابل لدينا أكثر من الفي حالة، عندما يصبح هناك علاج سنعلم به جميعنا، ولن يكون تداوله بشكل خجول". 

للابتعاد عن الاشاعات

وفي الختام، توجّه رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة نصيحة الى عامة المواطنين بضرورة عدم نشر الأخبار الكاذبة عن تسجيل إصابات بدون دليل، تماماً كما حصل بالأمس عندما حُكي عن تسجيل اصابة في "أبو سمرا" بطرابلس، ما اضطر وزير الصحة الى نفي الخبر شخصياً.

إقرأ المزيد في: خاص العهد