ابناؤك الاشداء

خاص العهد

المقاومة بالفن والثقافة.. سلاح من نوع آخر
24/01/2020

المقاومة بالفن والثقافة.. سلاح من نوع آخر

تونس – روعة قاسم

 

على مدى أسبوع كامل تتواصل فعاليات الدورة الأولى من أسبوع أفلام المقاومة والتحرير بتنظيم كل من الجمعية اللبنانية رسالات والمكتبة السينمائية التونسية في مدينة الثقافة في العاصمة التونسية، وبحضور ثلة من المثقفين والمناضلين والمفكرين العرب في مقدمتهم المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد أيقونة النضال في العالم العربي وملهمة أجيال كاملة حول أهمية المقاومة والعمل النضالي لدحر المحتل.

البداية كانت مع فيلم "دمشق حلب" للمخرج باسيل الخطيب وبطولة دريد لحام وفيه يجسد البطل دور عيسى المواطن السوري الذي يحب وطنه ويأسف لوضعه بعد غدر الإرهاب وتدميره. بعدسة كاميرا الخطيب تنقلنا الصورة بين أحياء دمشق التي تصرّ على مقاومة الإرهاب والفكر التكفيري ويواصل أبناؤها نسج احلامهم وفرحهم رغم كل التهديدات الإرهابية. ويختتم الفيلم برحلة الباص الى حلب وهناك تنقل لنا الكاميرا مدى الوحشية التي تعرضت لها المدينة الصامدة في وجه الإرهاب التكفيري وتكشف الدور الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري لحماية أبناء المدينة من كابوس الإرهاب المرعب.

أفلام عديدة عرضت خلال المهرجان من سوريا والجزائر وتونس وفلسطين وكلها تجسد قيمة النضال وحمل السلاح دفاعا عن الأوطان المحتلة في مؤامرة العصر التي تتكرر في أكثر من بلد عربي والعدو واحد هو الاحتلال واطماع الغرب. ومن أبرز الأفلام "مطر حمص" للمخرج جود سعيد و"دم النخيل" للمخرج ندوة انزور ورحلة الشام للمخرج الإيراني إبراهيم حاتمي كيا ومن تونس كان عرض فيلم "أسد عرباطة" و"سجنان" للمخرج عبد اللطيف بن عمار و"الفلاقة" للمخرجة سماح ماجري وغيرها من الأعمال الفنية التي تبرز أهمية الفن في إيصال الرسالة وتخليدها من خلال اختيار الفن الملتزم بقضايا الأمة العربية والإسلامية.

المقاومة بالفن والثقافة.. سلاح من نوع آخر

عن أهمية انعقاد أسبوع أفلام المقاومة في العاصمة التونسية، يؤكد القيادي التونسي عبد الفتاح مورو رئيس مجلس نواب الشعب السابق وأحد ضيوف المهرجان في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن تونس بلد مناضل وعاش على النضال ماضيًا وحاضرًا وان دحر الظلم يقتضي التضحية. مشيرا الى أن العمل النضالي ليس مجرد اصطدام مادي بل هو توق للتغيير وهذا لا يكون الا عبر مرجعية فكرية ثقافية تضفي على العمل المقاوم معنى الكمال الإنساني. بحسب مورو فالمثقفين كانوا ملهمين للمناضلين وهنا تفاعل بين المثقف والمناضل.

أما الباحث والكاتب اللبناني فيصل جلول الحاضر في المهرجان فيقول لموقع "العهد" الاخباري إن انعقاد مهرجان من هذا النوع في عاصمة مثل تونس لا يمكن أن يكون له أثر بسيط أو سطحي لأسباب عديدة أهمها أن تونس هو البلد العربي الوحيد حتى الآن الذي ترافق التغيير الذي حصل به مع موقف جيد من المقاومة بخلاف المواقف التي تميزت بها الحكومات السابقة وهو يتم الدليل عليه بأكثر من مناسبة وبأكثر من تقدير رسمي وشعبي. يرى جلول أن الشعب التونسي عموما لا يزال يحتفظ بأثر لاحتضان المقاومة الفلسطينية وتعاطفه مع المقاومة اللبنانية وتأييده لها وهو استمرار لموقف ثابت في الثقافة الشعبية التونسية، معتبرا أن هذه الثقافة الشعبية هي ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي ومع المقاومة باستمرار بمختلف اشكالها وخاصة المقاومة الفلسطينية واللبنانية  و"الواضح منذ فترة معينة أن تونس الرسمية بدأت تكون على مستوى الثقافة السياسية الشعبية وهذا التطابق تجسد في هذا المهرجان الذي ما كان ليتم بهذه الطريقة الا بعهد هذا الرئيس وموقف الرئيس الداعم للمقاومة".

أما محمد خزاعي مدير مهرجان أفلام المقاومة في طهران فيلفت الى مشاركة ايران بأسبوع أفلام المقاومة في تونس عبر فيلم "بتوقيت الشام" وهو من الأفلام التي انتجت في سنة 2017  حول موضوع داعش الإرهابي وتمّ عرضه في عدة دول، ويوضح في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن الفيلم يتحدث عن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له سوريا. وعن أهمية انعقاد أسبوع أفلام المقاومة في تونس، يجيب "المقاومة ليست مرتبطة بسوريا أو ايران بل المعني بها كل الدول العربية وكثير من شعوب المنطقة التي عانت من "داعش" الإرهابي. الذي لا يعرف حدودًا معينة وتجاوز الحدود. و"داعش" مثل الغدة السرطانية التي انتشرت في الجسم العربي فهي جزء من المخطط الذي يستهدف المنطقة. وبيّن خزاعي أهمية الثقافة في محاربة الإرهاب و"داعش".

من جهته، يؤكد محمد خفاجا المدير التنفيذي للمهرجان لموقع "العهد" الاخباري أن "أسبوع أفلام المقاومة ينعقد في نسحته الأولى في تونس وتمّ اختيار هذا البلد نتيجة الدور الثقافي لتونس، موضحًا أن الفكرة تمّ طرحها على المؤسسات الصديقة في تونس وتم تلقفها وتجسدت عبر شراكة تمت في تونس. الأسبوع السينمائي يتواصل حتى الأحد القادم مع مجموعة من 15 فيلمًا من مختلف الدول من تونس والجزائر ولبنان وسوريا وفلسطين وايران. يشدد خفاجا أن "أهمية التظاهرة تتمثل في أنها تعيد تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومقاومة العدو الإسرائيلي والاستعمار في هذه الظروف خاصة وفي خضم ما نعيشه من محاولات لإلغاء الأدوار المرتبطة بالمقاومة".

سيكون اختتام المهرجان يوم الأحد القادم بفيلم "معركة الجزائر" للمخرج جيلو بونتيكورفو والذي يروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري في العاصمة الجزائري إباّن ثورة التحرير الوطني الكبرى من بطولات ضد الاستعمار الفرنسي. ولعل الرسالة الأهم التي يريد القائمون على هذا المهرجان إيصالها هي ان الفن رسالة أيضا تعبر عن قضايا الأمة والمواطن العربي.

ان احتضان تونس لأسبوع أفلام المقاومة والتحرير يؤكد مجددا ان هذا البلد كان ولا يزال مهد النضال العربي وحاضنة كل أشكال المقاومة بدءًا بالمقاومة الجزائرية مرورا بالمقاومة الفلسطينية. واليوم يعد المجتمع المدني التونسي أحد أهم الداعمين للمقاومة اللبنانية ومنه انطلقت المعركة السياسية والثقافية والفكرية لمواجهة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

إقرأ المزيد في: خاص العهد