خاص العهد
هل تلتقط الحكومة الصورة التذكارية قريباً؟
فاطمة سلامة
من يطّلع على المواقف والآراء التي برزت الى العلن الأسبوع الفائت، لا شك أنه يسارع الى القول "الحكومة وضعت في الثلاجة وذهبت الى أجل غير مسمى". إلا أنّ اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الثلاثاء الماضي قلب الصورة الحكومية رأساً على عقب. عملت نتائج اللقاء على رمي الحصى في المياه الحكومية الراكدة، لتخلق مشهداً جديداً نستطيع معه القول إنه اذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان في ربع الساعة الأخير، فإنّ الصورة التذكارية للحكومة الجديدة باتت قاب قوسين أو أدنى من الالتقاط. مع الحرص الدائم على أنّ لغة الجزم لا يمكن استخدامها في الملف الحكومي مطلقاً، فكم من مرات ومرات قيل فيها إنّ العقد حُلّت واصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة بات على الطريق، ليلقى التأليف مصير الترحيل مجدداً.
وبعيداً عن التطلع الى الوراء والدخول في الأسباب التي أجلت تشكيل الحكومة غير مرة، تؤكّد مصادر مطلعة على أجواء التأليف لموقع "العهد" الاخباري أنّ مسار الحكومة الأخير سيحدّده اللقاء الذي سيجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس الحكومة المكلف حسان دياب على مأدبة الغداء اليوم الخميس في عين التينة. الأخيرة تنتظر ما في جعبة الضيف ليبنى على مقتضاه مسار التأليف. بأي معنى؟. هل سيجري دياب بعض "الرتوش" على ما تم الاتفاق عليه ويحمل التشكيلة الى بعبدا لاعلان التأليف، أم سيحمل جديداً غير ما بات معروفاً ما يؤخّر مسار المفاوضات؟ هل سيكون لدى دياب ملاحظات جديدة بعدما تجاوزنا كافة العقد تقريباً، لجهة اسناد حقيبة الخارجية للتيار الوطني الحر ومنصب نائب رئيس الحكومة؟. بالنسبة للمصادر، كل شيء جاهز، ولكن الحذر واجب، وهناك خوف من أن تدخل الشياطين في التفاصيل في ربع الساعة الأخير.
وتقول المصادر إنه مما لا شك فيه أن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس بري والوزير باسيل أسّس للتفاؤل الذي يجتاح خط التأليف اليوم، وكان أحد أهم "الجلسات" التشاورية، خصوصاً بعدما استطاع بري اقناع باسيل المشاركة في الحكومة. فالأخير كان بصدد اتخاذ قرار المقاطعة. بالنسبة للمصادر، اذا أكملت الأمور مسارها على نفس الوتيرة، وأثمر لقاء بري-دياب، معناها أننا سنرى قريباً الرؤساء الثلاثة في الصورة التذكارية في بعبدا. لكنّ المصادر تعود وتكرّر الأداة الشرطية اذا أكملت الأمور على هذا النحو، برأيها، في لبنان لا بد من العمل بالمثل القائل "ما تقول فول ليصير بالمكيول"، فكم مرة وصل التأليف سابقاً الى المربّع الاخير؟! المهم بالنسبة اليها هو أن نكمل حتى النهاية.
كلام مصادر أخرى متابعة لعملية التأليف، يتقاطع مع ما تقوله المصادر السابقة. كل الأجواء تتوقّف على اللقاء المفصلي الذي سيجمع رئيس مجلس النواب بالرئيس المكلّف. من المفروض أن تتضح معالم الصورة الحكومية بأكملها بعد اللقاء. التشكيلة الحكومية شبه جاهزة وتتكوّن حتى الساعة من 18 وزيراً، اللهم الا اذا تمكّن الرئيس بري في جلسة اليوم من اقناع دياب بحكومة من 24 وزيراً. وفق المصادر، اللائحة الحكومية حاضرة ولا خلاف على الحقائب باستثناء حقيبتي الاقتصاد والعمل اللتين تحتاجان الى المزيد من التشاور، وهناك اسمان أو ثلاثة يجري النقاش حولهم.
وبعيداً عن الدخول في مضمون التشكيلة الحكومية التي باتت شبه معروفة للجميع بأسمائها بعد تسريبها، لا شك أنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلد خصوصاً خلال اليومين الماضيين، أعطت دفعاً قوياً لمسار التأليف. فهل يُستكمل هذا المسار عبر حكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، أم أنّ المراوحة ستخترق التأليف من جديد؟.