معركة أولي البأس

خاص العهد

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية
15/01/2020

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

سامر الحاج علي

لم تكد تنقضي العاصفة الأخيرة التي ضربت لبنان خلال الأسبوع الماضي، حتى طفت إلى العلن أشكال متعددة من الإهمال الذي يؤرق اللبنانيين في العديد من المناطق لا سيما تلك التي تتحول بعض طرقاتها مع كل زخة مطر إلى ما يشبه المجاري المائية التي تصلح بشكل فاعل لإجراء اختبارات في قيادة الآليات والسيارات في ظروف صعبة واستثنائية.

إلى الشرق من مدينة صور، طريق عام يمتد من منطقة مفرق معركة عبر الحمادية وصولاً إلى طيردبا ومنها إلى عدد من القرى الجنوبية، ويطلق حالياً على جزء منه اسم "طريق كوريا" نسبة لكوريا الجنوبية التي تتمركز كتيبة عاملة ضمن قوات اليونيفيل من بلادها عند مرتفع محاذٍ له.

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

الطريق الذي يعد واحداً من أكثر المسالك حيوية في الجنوب تحول في هذه الفترة إلى مجرى مائي حمل ما استطاع من حجارة ورمول بل ومخلفات بساتين منتشرة على الجانبين ليغمر الخط العام الذي كان من الصعب تمييز حدوده حتى الوصول إلى ما يعرف بنقطة "عبّارة الحمادية" التي تتحول منها المياه التي تنساب بالأصل إليها بفعل عملية الجر الطبيعية عبر ما تبقى من أقنية قديمة تجاوز العقارات وتعبرها. ولكن لماذا لم تستطع هذه المجاري الطبيعية تصريف ما فاض من الامطار على الخط الرئيسي للمرور؟

رئيس الدائرة الفنية في بلدية العباسية المهندس حسين زين والذي تقع المنطقة ضمن دائرة عمله عقارياً، أكد لموقع العهد الإخباري أن كمية المتساقطات التي شهدتها المنطقة كانت كبيرة جداً بحيث وصل ارتفاع المياه على الطريق إلى ما يقارب الثلاثين سنتمتراً في بعض الأوقات. وهذه المياه تصل إلى طريق عام طيردبا صور نتيجة لانخفاض مستوى ارتفاع الطريق عن بقية المناطق المحيطة. "وقد قامت فرقنا الفنية خلال الفترة الماضية بتنفيذ أعمال ترميم وتنظيف للعبارة المخصصة لتصريف المياه والأقنية المحيطة بها". ويشير زين إلى أن المياه تدفقت من البساتين المحيطة ومجاري تصريف المياه الطبيعية الموجودة فيها إلا أن العبارة لم تستطع تحمل كمية السيل الذي وصل إليها وهو ما أدى إلى ما يشبه الطوفان.

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

ولأن أعمال التنظيف لمجاري المياه تعد من أهم الإجراءات التي يمكن أن تشكل حلاً وقائيا لطوفان الطرقات كانت بلدية العباسية التي تمر ضمن عقاراتها طرق رئيسية وأساسية تربط قرى الجنوب ببعضها بعضًا قد تجاوبت مع نداء وزارة الطاقة والمياه أواخر الصيف الماضي ونفذت ورشة واسعة لهذا الغرض، وفق ما يشير رئيس البلدية علي عز الدين والذي يلفت إلى أن الفرق الفنية في بلديته اطلقت ورشة كبيرة لتنظيف المجاري وخاصة المجرى الرئيسي الذي يمتد على مسافة 5 كلم من حدود بلدة طورا وصولاً إلى شاطئ البحر.

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

ويكشف عز الدين عن جزء من المشكلة التي تؤدي إلى انسداد الأقنية والعبارات ويتمثل برمي أصحاب البساتين المحيطة فضلاتهم في المجاري المحيطة، ما يؤدي بعد ارتفاع نسبة المتساقطات إلى ارتفاع منسوب المياه وطوفانها باتجاه المنازل المحيطة والملكيات الخاصة والعامة ما يلحق أضراراً فيها، موجهاً نداءً للجميع بضرورة تحمل المسؤولية كل في موقعه، وللبلديات بتنظيف المجاري كي لا تصل المياه إلى العبارات المخصصة لتصريفها والموجودة في عقارات العباسية.

وفي خضم ما كان يجري من طوفان للطرق كانت فرق الدفاع المدني لدى الجمعيات الصحية لا سيما الهيئة الصحية الإسلامية تنفذ خطة انتشار كاملة في منطقة الجنوبخاصة عند هذه الطرق لمساعدة العالقين والعابرين والذين تعطلت آلياتهم بفعل ارتفاع منسوب المياه، وفق ما يؤكد للعهد مدير مديرية الدفاع المدني في الهيئة بمنطقة الجنوب الأولى عبد الله نور الدين، والذي يشير إلى أنه وبالتنسيق مع مديرية العمل البلدي في المنطقة الأولى تم نشر آليات اسعاف وانقاذ للتدخل في حالات فتح الطرق المقفلة بسبب الأمطار أو انهيارات التربة أو تراكم الثلوج.

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

ويقول نور الدين إن الفرق المتخصصة في الهيئة والتي كانت منتشرة على امتداد كل القرى بكافة امكانياتها وطاقاتها وأطقمها، تدخلت لسحب السيارات التي حاصرتها السيول أو تلك التي تعطلت بفعلها، ولسحب المياه من الطرقات داعياً إلى أن يتخذ المواطنون بدورهم كافة تدابير السلامة العامة قبيل العواصف التي قد يشهدها لبنان خلال الفترة القادمة، لا سيما التأكد من سلامة آلياتهم والتزود بمواد التدفئة والأطعمة والأدوية المطلوبة لكي لا يضطروا للتجول والتحرك في حالات السيول التي من المرجح أن تتكرر.

بعد العاصفة: بحث في أسباب طوفان طرقات جنوبية

وقبيل وصول منخفضات جوية في القريب من أيام الشتاء، يسأل العابرون على العديد من طرقات لبنان ومنها في الجنوب عن دور الإدارات المعنية في مراقبة مشاريع تنفيذ وتأهيل الطرقات الرئيسية والتي تفتقر لأقنية تصريف المياه، وعن دور الهيئات الرقابية في محاسبة أصحاب العقارات المحيطة بهذه الطرق والذين يقومون في حالات كثيرة بالتعدي على المجاري الطبيعية التي كانت موجودة بالأصل حتى وصل الأمر إلى ردمها وتنفيذ أعمال بناء مكانها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل