خاص العهد
تقنين قاسٍ للكهرباء في لبنان.. هذه أسبابُه وموعد انفراج الأزمة
لا كهرباء على امتداد لبنان. هذا هو الحال منذ نحو شهر. مؤسسة كهرباء لبنان أصدرت قبل يومين بيانًا أوضحت فيه أنها ستضطرّ لاتخاذ مزيد من الإجراءات اللازمة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الاستقرار في التغذية بالتيار الكهربائي، بسبب الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد وما ينتج عنها من صعوبة في فتح الاعتمادات المستندية لبواخر المحروقات لزوم معامل الإنتاج.
أمام هذا الواقع، تحدّثت المسؤولة الإعلامية في المؤسسة ماري طوق لموقع "العهد الإخباري" عن أسباب المشكلة، فقالت إن ميزانية العام 2020 لم يجرِ تسلمها، وما زلنا نصرف من اعتمادات العام الماضي، وهذا ما يؤدي الى التقنين الحالي الذي أعلنا عنه. وأضافت أن هناك اعتمادات سجّلت في 2019 وهي تعود للعام 2018، إذ إن الاعتمادات في العامين السابقين هي نفسها من دون زيادة أو نقصان، كما أن الإنتاج كان هو نفسه في العامين".
وإذ أشارت الى أنه في حال بقي الوضع على ما هو عليه سنذهب الى تقنين اكبر من السابق، لفتت الى أن "هناك مشكلة كبرى ما زالت تواجه مؤسسة كهرباء لبنان، تكمن في عدم تحصيل أيّة حوّالات واعتمادات تقرها وزارة المالية من المصارف، وهذا ما يوقع المؤسسة بأزمة سيولة كبيرة تعجز من خلالها عن شراء الفيول والمشتقات النفطية (المحروقات) التي تشغّل شركات الكهرباء".
وأوضحت طوق لـ"العهد" أن مشكلتنا ليست مع وزارة الطاقة، بل مرتبطة بشكل مباشر بتحويلات المصارف، وتابعت "من أجل ذلك، نحن نقوم بالعديد من الإجراءات الاحترازية التي بدأنا بها منذ فصل الصيف لكي لا نصل لمرحلة من التقنين المتواصل ولساعات طويلة".
وبيّنت طوق أن "المؤسسة تستمر حاليًا بوضع حوالي 1500 ميغاوات فقط على الشبكة حتى شهر شباط /فبراير المقبل، في حين أن بمقدورها تقنيًا وضع طاقة إضافية بما لا يقل عن 500 ميغاوات وزيادة ساعات التغذية في حال توفرت لها الإمكانيات اللازمة".
وزارة الطاقة توضح أسباب الأزمة ومتى تعود التغذية الى طبيعتها
هذا وأشار المكتب الإعلامي في وزارة الطاقة والمياه في بيان الى انه "نظرًا للصعوبات الكبيرة التي واجهت مؤسسة كهرباء لبنان في عملية فتح الاعتمادات المستندية لشراء مادتي الفيول والغاز اويل المخصصة لتشغيل معامل توليد الكهرباء والتي تم لغاية اليوم حلّ جزء منها ما سمح باستقدام البواخر، إلا ان العاصفة التي تضرب لبنان حالت دون تفريغ هذه البواخر في خزانات المؤسسة"، لافتا الى أن "العاصفة أدت الى انفصال بعض مجموعات الانتاج عن الشبكة مما أدى الى تقنين إضافي في التغذية الكهربائية، حيث عملت الفرق الفنية في مؤسسة كهرباء لبنان على اعادة وضع هذه المجموعات تدريجيا في الخدمة".
وأكد مكتب وزارة الطاقة انه "من المتوقع عودة التغذية الكهربائية تدريجيًا الى ما كانت عليه قبل العاصفة ابتداء من يوم السبت المقبل الواقع فيه 11/1/2020، وذلك بعد أن تسمح حالة الطقس بالشروع بعملية تفريغ بواخر المحروقات ابتداء من يوم غد الجمعة".
وكشفت الوزارة أنه "لغاية آخر شهر شباط سوف تؤمن مؤسسة كهرباء لبنان التغذية الكهربائية للمناطق خارج بيروت الادارية بمعدل 8 الى 10 ساعة يوميا ولبيروت الادارية بمعدل 16 الى 21 ساعة يوميا في حال استقر الانتاج على قدرة 1500 ميغاوات، علمًا أن المؤسسة بحاجة بعد هذا التاريخ الى اعتمادات لعام 2020 الواردة في مشروع الموازنة للاستمرار بالتغذية".