ابناؤك الاشداء

خاص العهد

في انتظار علي..
21/12/2019

في انتظار علي..

مهى يوسف

اليوم يبلغ علي النمر 25 عاما

اليوم ستقطف مملكة الدم سبعًا من أقحوانات عمره لتدفنها في زنازين العتمة والتهمة المذمومة نور الحرية.

كان علي في السابعة عشرة من عمره فقط عندما تم اعتقاله في مسقط رأسه القطيف في 14 شباط/ فبراير 2012. المشهد مروع: جحافل من قوات الأمن السعودي تصدم بعرباتها دراجته النارية على خلفية مشاركته بمسيرة سلمية منادية بالديمقراطية في السعودية.

ذاك هو اليوم الذي تغير فيه كل شيء في حياة علي إلى الأبد!

فالسلطات السعودية لم تكن بحاجة سوى إلى بضع كلمات لتلفيق التهمة لعلي وجعلها من الأكثر تعقيدا: الانضمام إلى منظمة إرهابية ورمي قنابل حارقة وإشعال الحرائق. النتيجة واضحة: حكم بالإعدام على 3 من الشبان القاصرين بتهمة الإرهاب. كيف لا وأحدهم هو علي ابن شقيق الشهيد آية الله الشيخ نمر النمر الذي لا يزال بعد إعدامه يؤرق عرش آل سعود؟
اليوم في ذكرى ميلاد علي يشرح مصدر مقرب من عائلته للعهد بعضا من مأساته اليومية.

السجن في زنزانات آل السعود هو من بين الأصعب في العالم لكن أسوأ ما فيه هو الجناح الطبي

فهو وبحسب تأكيد مصدر مقرب من العائلة لموقع "العهد" الاخباري واحد من ثمانية في زنزانة السجن. الشاب العشريني ممنوع من المشاركة في أي أنشطة رياضية أو حوارية. وعند السؤال عن ساعات يومه، يشرح العارفون أنه يقضي وقته في قراءة الكتب التي يدفع ثمنها للسجان للحصول عليها. فهو يعمل على الحصول على شهادة في إدارة الأعمال من وراء القضبان. تستوقفني الكلمات وأقف عندها عاجزة: كيف وماذا ولماذا يريد محكوم بالإعدام شهادة جامعية؟

يفصل المصدر لـ"العهد" أن السجن في زنزانات آل السعود هو من بين الأصعب في العالم لكن أسوأ ما فيه هو الجناح الطبي.

علي  يعاني من ورم في الجزء العلوي من ظهره وإذا ما كان ذلك الورم حميدًا بذاته فمعالجوه خبيثون. حتى الساعة لم يجر أطباء السجن عملية جراحية لاستئصال الورم بحجة أنها تحتاج الى التخدير الكامل.

وحتى ذلك الحين، يراكم علي أوجاعه ليزيدها إلى معاناة سوء التغذية والطعام "العفن" الذي يقدم له.

إذا لم يكن ذلك سيئًا بما يكفي، فمعاناة علي جزء من معاناة عائلته التي يسمح لها برؤية ابنها بمعدل مرة كل خمسة أسابيع ومكالمة هاتفية لا تزيد عن  10 دقائق. يحظر على أسرة علي إحضار الطعام أو الملابس. لكن يسمح لهم إيداع مبلغ من المال يمكنه من شراء بعض الكتب  والفطائر والضروريات البسيطة التي قد يحتاجها  مثل الأدوية.

سبع سنوات لم تعرف معها العائلة معنى للفرح. فهي تتخوف من رنين الهاتف أو خبر عاجل. فإعدام الشباب في مملكة الدم هو بهذه البساطة. إلا أنهم يأملون بيوم يحتفلون فيه بميلاد علي وهو بينهم.

وحتى ذلك اليوم، دمعتهم تكسر حاجز الصمت قائلة: عيد سعيد يا علي.

إقرأ المزيد في: خاص العهد