معركة أولي البأس

خاص العهد

الاستشارات النيابية تأجلت.. فهل تنجز الخميس؟
16/12/2019

الاستشارات النيابية تأجلت.. فهل تنجز الخميس؟

فاطمة سلامة

كل شيء كان جاهزاً في القصر الجمهوري لانطلاق الاستشارات النيابية الملزمة صباح اليوم الاثنين. التحضيرات اللوجستية والادارية مكتملة منذ أيام. زحمة صحافيين ومصورين، و"عجقة" كاميرات وضعت لالتقاط عدساتها مشاركة الكتل النيابية في الاستشارات. الصحافيون منهمكون في احتساب الأصوات التي من المرجّح أن يحصل عليها الحريري. فجأة، وقبل 35 دقيقة من موعد الاستشارات، تسري معلومة بين الصحافيين عن احتمال تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة. الجميع بدا مستغرباً، ومسارعاً للسؤال عن صحة الخبر، قبل أن يصدر بيان رسمي عن المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية يعلن فيه تأجيل الاستشارات بناء على تمني من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. فما الذي حصل؟ ولماذا تأجلت الاستشارات؟.

مصادر مطّلعة على عملية تشكيل الحكومة تؤكّد لموقع "العهد" الإخباري أنّ عاملين أساسيين دفعا الحريري لطلب تأجيل الاستشارات: الأول متعلق بضعف التمثيل المسيحي، والثاني يتمحور حول هزالة الاصوات التي سيحصل عليها والتي كانت لن تتعدى الـ57 صوتاً. هذه الأجواء دفعت الحريري –وفق المصادر- الى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل انطلاق الاستشارات لطرح مسألة تأجيلها، انطلاقاً من ضرورة عدم إجرائها في ظل هذا الجو. بادر الرئيس بري الى اجراء اتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتمنى عليه بطلب من الحريري تأجيل الاستشارات لمزيد من التشاور. عقب ذلك، وبعد اتصال بري تلقى عون اتصالاً من الحريري طلب فيه تأجيل الاستشارات لأسبوع، لكن الرئيس عون رفض وأكّد أنّ مدة الأسبوع طويلة خاصةً أن هناك أعياداً، مقترحاً اجراء الاستشارات الخميس المقبل، حينها قال الحريري لرئيس الجمهورية انّ فترة الثلاثة أيام قليلة ولا أستطيع خلالها إنجاز المشاورات، فرد رئيس الجمهورية بالتأكيد أن المسألة لا تحتاج أكثر من ذلك، وتستطيع منذ الآن البدء بالمشاورات، وهذه المدة الفاصلة ستكون كفيلة بإنجاز المهمة.
عقب هذه الاتصالات، وبعد الاتفاق بين الرئيسين عون والحريري، اتصل رئيس الجمهورية بالرئيس بري للتشاور قبل أن يعلن عن تأجيل الاستشارات، ويصدر بياناً يؤكّد فيه تجاوبه مع تمني الحريري لمزيد من التشاور في تشكيل الحكومة.

وفي هذا الصدد، تؤكّد مصادر لموقع "العهد" أنّ الحريري يواجه مأزق "الميثاقية" لجهة ضعف التمثيل المسيحي، خصوصاً أن هناك كتلتين وازنتين رفضتا تسميته: "تكتل لبنان القوي"، و"كتلة الجمهورية القوية"، ما يجعل التمثيل المسيحي لتسمية الحريري يقتصر على عدد قليل من الأصوات. وهنا تبدي المصادر خشيتها من عدم تمكن الحريري من الحصول على أصوات الكتل المسيحية، ما يدخل التكليف مجدداً في دائرة المجهول، خصوصاً اذا اعتذر الحريري عن عدم متابعة المهمة تحت حجة التكليف الضعيف الذي ينتظره، والأصوات المسيحية المحدودة. وتعتبر المصادر أنّ صدور بيان "القوات" اللبنانية بعد منتصف الليل للاعلان عن عدم تسمية الحريري يثير الريبة ويضعها في دائرة الشك حول تلقيها كلمة سر خارجية لعرقلة حصول الاستشارات.

وفي سياق متصّل، تؤكّد مصادر مطلعة على أجواء لقاء السبت بين عون والحريري لموقعنا أنّ الاجتماع الذي جرى بعيداً عن الاعلام بطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال والذي لم يكن مثمراً أبداً، حاول فيه الحريري اقناع عون التوسط لدى كتلة "لبنان القوي" للحصول على أصواتها في الاستشارات، وجدّد فيه الطلب من عون الموافقة على حكومة "التكنوقراط"، فجدّد في المقابل رئيس الجمهورية الرفض، وسأل الحريري ما اذا كان يضمن الحصول على أصوات الكتل النيابية وثقتها في المجلس النيابي وفقاً لهذه الصيغة.
إذاً، تبدو الصورة غير واضحة المعالم فيما يتعلّق بالاستشارات النيابية التي حدّدت الخميس. المشاورات التي سيجريها الحريري خلال 72 ساعة ستكون كفيلة برسم السيناريو المقبل فإما أن نكون أمام تكليف للحريري أو نعود الى نقطة الصفر.

الاستشارات النيابية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة