معركة أولي البأس

خاص العهد

هل يضغط الرئيس عون باتجاه فك المقايضة مع الرئيس المكلف؟
08/01/2019

هل يضغط الرئيس عون باتجاه فك المقايضة مع الرئيس المكلف؟

فاطمة سلامة

لم يؤت الحراك السياسي الذي شهدته الساحة السياسية أكله لناحية الإسراع بتشكيل الحكومة. في كل مرّة يُطل برأسه أرنب الحل، يصطدم بالشروط والسقوف العالية، فتسقط المبادرات أرضاً، وكأن شيئاً لم يكن. ربما من الخطأ الذهاب بعيداً في التشاؤم، خصوصاً لدى الحديث عن ملف سياسي، وتحديداً في لبنان، إذ أثبتت التجارب بأنّ الموازين والحسابات قد تنقلب رأساً على عقب في ربع الساعة الأخير، وما كان خطاً أحمر قد يستحيل أخضر بين ليلة وضحاها. تماماً كما يبدو من الخطأ الذهاب بعيداً في التفاؤل، فالتجرية الأخيرة خير دليل على ذلك، عندما أطاحت شياطين التفاصيل بالتأليف. إلا أنه ورغم ذلك، لا يمكن التعامل مع ملف التشكيل برمادية، فالواقع يُبرز اليوم تراجعاً ملحوظاً في الأمل بولادة قريبة للحكومة، طالما يستمر عناد الرئيس المكلّف سعد الحريري لجهة إصراره على تمثيل اللقاء التشاوري على ذوقه، ورفضه القبول بصيغة الـ32 وزيراً لأسباب خاصة من قبيل قطع الطريق أمام توزير الطائفتين العلوية والسريانية، ووضع "فيتو" واضح على إعطاء تكتل لبنان القوي الثلث الضامن. 

المحلل السياسي جوني منيّر يُعلّق في حديث لموقع العهد الإخباري على ملف التأليف، فيُشير الى أنّ الأجواء الحكومية ما دون الصفر. برأيه، حتى ولو كان هناك حراك في الشكل، فالمضمون لا يزال عند حاله والمشاورات لن تصل الى مكان، طالما المُعطيات السياسية كما هي. الرئيس المكلّف رفض في بادئ الأمر الاعتراف باللقاء التشاوري، وعندما اعترف بهم، رفض تمثيلهم من حصته، فرفع السقف واعتبر في ذلك خطاً أحمر. ويُشير منيّر الى أنّ الحريري يرفض القضاء على المقايضة التي حصلت بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، لأنه يرفض إعطاء الثلث الضامن لتكتل لبنان القوي، تماماً كما أن أحد أسباب رفضه صيغة الـ32 وزيراً تكمن في ذلك. برأي الحريري، فإنّ إعطاء الثلث المعطّل لـ"تكتل لبنان القوي" يعني حُكماً إعطاء رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل سلطة توازي سلطة رئيس الحكومة في مجلس الوزراء، أي يُصبح باستطاعة باسيل فرض وجهة نظر حزبه عملياً وعلى الطاولة قولاً وفعلاً. 

ومن الأسباب التي تدفع الحريري لرفض صيغة الـ32 وزيراً، برأي منيّر، هو قطع الطريق على توزير الطائفتين العلوية والسريانية. بنظر الرئيس المكلف فإن هذا التمثيل يرفع حصة الطائفة الشيعية الى سبعة وزراء، ويعطي وزيراً إضافياً للمسيحيين، وهذا ما يرفضه الحريري بالمطلق. وعليه، يلفت منيّر الى أنّ الملف الحكومي دخل في الثلاجة، وكل التحركات لن تُجدي نفعاً طالما المواقف على ما هي عليه. وفق حساباته، فإنّ رئيس الجمهورية سيضغط على الرئيس المكلّف باتجاه فك المقايضة بينهما، ودعوة الحريري لتمثيل اللقاء التشاوري من حصته. فالرئيس عون لن يقبل بأن تبقى الأمور هكذا. عندها، يتوقّع منيّر أن تتفاقم الأزمة الحكومية، فالحريري لن يتراجع الى الوراء. وفي هذا الصدد تقول مصادر مطلعة على الملف لموقع العهد الإخباري أنّ أجواء الرئيس المكلّف توحي بلاءات ثلاثة: لا تنازل، لا تراجع، ولا اعتذار. أكثر من ذلك، فالمصادر تشير الى أنّ تسريبات بيت الوسط توحي بتصعيد مفاده "البعض عطّل البلد عامين ونصف للمجيء بالرئيس عون رئيساً للجمهورية، فلا مانع من استهلاك عامين ونصف آخرين لتشكيل حكومة".  

إقرأ المزيد في: خاص العهد