خاص العهد
بعد بطولة آسيا.. كلمات من نادي "العهد" الى شهيده قاسم شمخة
ايمان مصطفى
ارتقى ضمن الفئات العمرية لنادي "العهد" الرياضي من البراعم إلى الأشبال وصولًا إلى الشباب. كانت صولاته كثيرة بين ملاعب الكرة تارة، وساحات الجهاد أخرى، والشغف مرافقه في كلتا الساحتين، إلى أن أطلق القدر صافرة الشوط الأخير معلنًا فوزه باللقب الأسمى، تاركًا مسيرة وعدته بالإنجازات والوقوف خلف المنصات العالمية.
هو الشهيد قاسم شمخة اللاعب "المشاغب" المليء بالحيوية والعفوية بنظر كل لاعبي نادي "العهد" الرياضي لكرة القدم. "قاسم كان يقود حملة الشغب والاعتراضات دائمًا في النادي" يقول المدير الفني لفريق "العهد" باسم مرمر لموقع "العهد" الاخباري"، ويضيف ممازحًا: "كان ياكل قتلة من المدربين كمان ويا ريت يتوب عن الشغب"، لافتًا الى أنه بحضوره "كان ياخد كل الجو، ومطرح ما يكون بحرك الكل".
قاسم شمخة، لا زال اسمه "يزود محطات قوتنا بالطاقة حتى بعد شهادته" بحسب مرمر، فالفريق أطلق على كأس الاتحاد الاسيوي لقب "قاسم شمخة"، حيث كل ركلة وتعب وجهد كانت من أجل قاسم، وكلما ضعف أحد من أعضاء الفريق تذكر قاسم فيعطيه القوة للمتابعة حتى نال الفريق الفوز ببركته.
يؤكد مرمر أن "لمهمة ابطال نادي العهد بإحراز الألقاب والبطولات معنى خاصًا بعيدًا عن الفوز بالكأس فقط، فبالنسبة إليهم، هناك هدفٌ آخر وهو اهداء الفوز للشهيد قاسم شمخة".
يتحدث مرمر بحب عن شمخة، يظهر من نبرة صوته الحنين، يحكي عن دماثة أخلاق الشهيد وقربه من الجميع، يشير الى الحب الذي زرعه في قلب كل من عرفه في النادي بطيبته وعفويته والبسمة التي لا تفارق ثغره.
المدير الفني لفريق "العهد" لا يفوته التشديد على جدارة شمخة الذي سريعًا راح يرتقي مع فرق الفئات العمريّة، وفاز بعدد من البطولات مع الفريق، مؤكدًا أن شمخة فتحت له الحياة أبواب الرفاهية الواسعة فملك منها كل شيء وكان بامكانه السفر الى الخارج ليصبح لاعبًا عالميًا، لكن كل هذه المغريات لم تحل دون تحقيق حلمه بالشهادة.
ويوضح مرمر "في الفترة الأخيرة قبل شهادته تبدلت أحاديثه، أصبحت كلها عن أهل البيت وعن الجهاد"، لافتًا الى أن ملامح قاسم بدأت تتغير مع تغيره هو وبدا فيها شيء من نور الشهداء، ويقول مرمر ضاحكًا: "كنا نقول لقاسم انت رح تستشهد؟! الشهادة للعاقلين انت ما فيك تستشهد".
شهادة أخرى من نادي العهد لموقع "العهد" عن الرياضي الشهيد . "شخصية مميزة بكل تفاصيلها"، يقول كابتن فريق "العهد" هيثم فاعور، ويتابع "رأينا بشمخة مشروع لاعب عالمي كبير"، موضحًا أنه تفوق في كل الفئات العمرية بفترة قصيرة فتدرج سريعًا ووصل الى الفريق الأول.
في سياق الإضاءة على شخصية اللاعب الشهيد مع كابتن فريق "العهد" تشعر كأنك سمعت الكلام ذاته من مرمر؛ الشقاوة، الأخلاق العالية، الطيبة، البشاشة.
يقول فاعور: "شفنا بعيونو حلم كبير"، مضيفًا: "لكن، قاسم قرر أن يحقق حلمًا آخر".
ويخبرنا: "في البطولة الأخيرة (بطولة كأس آسيا) لعبنا من أجل قاسم، في كل مباراة وشوط وركلة جزاء، في كل موقف صعب كان الشهيد حاضرًا في وجداننا، قاتلنا في كل المباريات لنهدي الفوز لقاسم"، مؤكدا "لم يفارقنا اصلًا منذ شهادته، سيظل اسمه محفورًا في وجدان كل لاعب في العهد"، مضيفًا: "نيالو عنجد، ترك كل شي بالدنيا كان مأمنلو ومشي بطريقو وراح مطرح ما بدو".
بصوته المتقطع ودموعه التي حاول اخفاءها توجه كابتن فريق "العهد" الى الشهيد قاسم شمخة: "منعرف انك بمطرح مبسوط فيه أكتر منا بكتير بس يا ريتك كنت معنا بالبطولة وعشت هالفرحة"، مؤكدًا أن الملاعب أيضًا افتقدت ركلاته.