معركة أولي البأس

خاص العهد

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين
07/10/2019

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين

"نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون". ظهر يوم السبت الواقع فيه السابع من شهر تشرين الأول من العام 2000 وفى حزب الله بوعده وعهده لأهله وأمته، فنصبت مجموعة الشهيد محمد الدرّة من المقاومة الاسلامية مكمناً محكماً لدورية إسرائيلية عند بركة شبعا وتمكن المجاهدون من أسر ثلاثة جنود صهاينة.

"عملية الأسرى الثلاثة" والتي أطلق عليها لاحقًا اسم "صدى الأقصى" أهدتها المقاومة الاسلامية الى روح شهيد القدس الفتى محمد الدرة، وكل شهداء انتفاضة الاقصى، أكدت الموقع الصحيح لمساندة الشعب الفلسطيني المضحي في انتفاضته المباركة.

وفي تفاصيل العملية أنه يوم السبت، في وقت كان أبطال الأقصى يرجمون جنود العدو بالحجارة ما بين "رامية" و"غزة"، كان بواسل المقاومة الاسلامية يكمنون في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة لدورية صهيونية، فينقضون عليها بخطة دقيقة وعالية المستوى ويقبضون على ثلاثة جنود صهاينة ويخرجون بهم الى الاراضي المحررة، حاملين معهم الى امتهم نصرًا آخر كبيرًا وعزيزًا، يضع العدو مجددًا أمام هزيمة موصوفة، تعيده الى ما قبل اندحاره عن لبنان، حيث اعتاد العدو أن يتجرع كؤوس الهزائم المرة، بدءا من عملية الأسيرين في شباط عام 1986، الى انصارية المظفرة في ايلول 1997، الى هذه العملية التي وجد العدو نفسه مكبلًا أمامها، وأمام أعين مجاهدي حزب الله المفتوحة على مستوطناته شمال فلسطين المحتلة، من الناقورة حتى جبل الشيخ.

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين

* بيانات المقاومة الاسلامية

 وتوجهت المقاومة الاسلامية ببيانين متلاحقين الى اللبنانيين وجماهيرها في العالم العربي والاسلامي، شرحت فيهما تفاصيل عملياتها في مزارع شبعا، وزفت لهم تباشير النصر المظفر:

بيان رقم 1:

بسم الله الرحمن الرحيم

 "ويومئذ يفرح المؤمنون* بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم* وعد الله لا يخلف الله وعده".

تنفيذا لوعد حزب الله بتحرير كل اسير ومعتقل، وكل شبر من ارضنا المحتلة، ومساندة للشعب الفلسطيني المجاهد والعظيم في انتفاضته المباركة، هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية البواسل العديد من مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ونفذوا عملية نوعية ادت الى اسر عدد من الجنود الصهاينة، وتمكنوا من اخلائهم نهائيا من منطقة العمليات الى مكان آمن.

ان المقاومة الاسلامية اذ تجدد عهدها لاسراها الشرفاء، وتؤكد وعدها لهم بالحرية، تهدي عمليتها النوعية والمباركة الى روح الشهيد المظلوم الفتى محمد الدرة، وكل شهداء انتفاضة الاقصى، معاهدة على الوقوف الى جانب هذا الشعب المضحي والشريف، وألا تنسى المسجد الاقصى مهما بلغت التضحيات.

بيان رقم 2:

بسم الله قاصم الجبارين

استكمالا للبيان رقم واحد الصادر عن غرفة عمليات المقاومة الاسلامية، افادت غرفة العمليات بالتفاصيل التالية:

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين

نصبت مجموعة الشهيد محمد الدرة من المقاومة الاسلامية مكمنا محكما لدورية اسرائيلية عند بركة شبعا الواقعة ضمن اراضي شبعا اللبنانية المحتلة، ولدى وصول الدورية الى نقطة المكمن الساعة الواحدة والثلث من ظهر يوم السبت (الماضي) الواقع فيه 7/10/2000، انقضّ عليها المجاهدون بأسلحتهم الرشاشة الصاروخية، ودار مع عناصرها اشتباك تمكن خلاله المجاهدون بعون الله تعالى من اسر ثلاثة من جنود الدورية الاسرائيلية، فيما اجهزوا على من تبقى من افرادها.

وفي الوقت نفسه، كانت مجموعات اخرى من المقاومة الاسلامية تخوض اشتباكات عنيفة بمختلف انواع الاسلحة مع سبعة مواقع تشكل معظم مواقع العدو المنتشرة على جبهة مزارع شبعا، وهي: الرادار، حبوشيت، رويسات العلم، مغر شبعا، رأس السماقة، رمتا وكفوة، مانعة اياها من تقديم أي مساندة للدورية المهاجَمة، ومعطلة أي دور ممكن لها.

وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار

                                          المقاومة الاسلامية

وأعلن حينها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن المقاومة الاسلامية لن تقدم أي معلومات بسهولة عن الاسرى الثلاثة الذين هم بحوزتها، مؤكدًا أن للعملية أهدافًا عديدة في مقدمتها تحرير أسرانا من السجون الصهيونية، وأن أي معلومة عن الاسرى الثلاثة لها ثمن في الاتصالات التي ستجري حولهم.

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين

* العدو الصهيوني

 قوات الاحتلال الصهيوني ومواقعها المتمركزة في مزارع شبعا المحتلة، لم تكتشف حقيقة ما يجري الا بعد مرور أكثر من نصف ساعة. وهو ما كشف عن قدرة مجاهدي المقاومة الاسلامية على تجاوز أجهزة الانذار المبكر وأجهزة المراقبة والرادارات الحديثة.

 وذكرت مصادر العدو الصهيوني "ان قوات الاحتلال أدركت لاحقًا أن الجنود الصهاينة أسروا، غير أن هذا الادراك جاء متأخرا، فالجهد الذي بذلته القوات الاسرائيلية طوال ساعات لشل كل حركة للسيارات في منطقة شبعا باء بالفشل، والسبب أن الادراك الاسرائيلي لحقيقة ما جرى جاء متاخرًا، وربما متأخرًا جدًا".

وفي حين أعلن العدو حال التأهب في المستوطنات الشمالية، حيث طلب من مجالس هذه المستوطنات فتح الملاجئ والاستعداد لمواجهة احتمالات مفتوحة، فقد رد حزب الله على تهديدات العدو ببيان هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

 "الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".

                                    صدق الله العلي العظيم

لقد آن الاوان ليتعلم الصهاينة ان لبنان عصي على التهديد، وانه مقبرة الغزاة، وان المقاومة الاسلامية لا ترعبها اساطيل الارض، فضلا عن التهويل والوعيد.

ذات تشرين من عام 2000: مجموعة الشهيد محمد الدرّة تأسر 3 جنود إسرائيليين

اننا نعلن بوضوح ان الاعتداء على لبنان تحت أي ذريعة سيكون عملا اسرائيليا احمق، وسيقابل بشدة وشمولية، وسيكون الصهاينة جميعا من جنود ومستوطنين هدفا لضربات مجاهدينا البواسل، وسيبقى الاسرى من جنود الاحتلال الصهيوني في ايدينا حتى تحقيق الهدف المنشود لهذه العملية الجهادية المباركة، والعدو يعرف انه لا يوجد امامه خيار آخر".

* تحقيق الهدف:

في 29 كانون الثاني 2004، حققت المقاومة الاسلامية هدفها من العملية، حيث أفرج كيان العدو عن 431 أسيرًا بينهم 400 فلسطيني و23 لبنانيًا خلال عملية تبادل مع المقاومة. في المقابل أعادت المقاومة جثامين ثلاثة جنود إسرائيليين وأفرج عن الحنان تننباوم رجل الأعمال والكولونيل الاحتياطي في جيش الاحتلال، وشملت حينها هذه العملية الافراج عن الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني.

إقرأ المزيد في: خاص العهد