آراء وتحليلات
معرض الشهيد الصماد للصناعات العسكرية اليمنية.. مسار التغيير الاستراتيجي
شارل ابي نادر
لم يكن حفل افتتاح معرض الرئيس الشهيد صالح الصماد للصناعات العسكرية اليمنية حدثًا عاديًا. خلال فترة الحرب على اليمن التي قاربت مدتها خمس سنوات تقريبًا، اعتدنا على أكثر من افتتاح مماثل، كان يغطي حركة تطوير وتحديث القدرات الجوية والصاروخية لوحدات الجيش واللجان الشعبية اليمنية. لكن ما يميز هذا المعرض الآن أن ما تم الكشف عنه من قدرات وأسلحة نوعية متطورة، سوف يشكل نقطة تحول مفصلية في مسار الحرب على اليمن، لما تحمله الأسلحة الجديدة من أبعاد ميدانية واستراتيجية، وما ستقدمه في سبيل تعزيز القدرات العسكرية اليمنية.
في دراسة عامة لبعض الأسلحة التي تم الاعلان عنها، حيث لا يوجد معطيات دقيقة ومفصّلة حتى الآن عن مميزاتها بشكل مفصل - وربما يكون عدم البوح بالتفصيل لدواع أمنية واستراتيجية تتعلق بحماية تلك المميزات والقدرات - يمكن استنتاج بعض القدرات من خلال المقارنة مع الطائرات المسيرة السابقة، والتي تحمل نفس الأسماء مع تغيير في رقم النموذج الجديد ( صماد1 - صماد 2 - صماد 3 الاستطلاعية او الهجومية ، او لطائرة ( قاصف 2 كيه الهجومية التي اصبحت كما يبدو متخصصة بمطارات جنوب غرب المملكة (ابها وجيزان ونجران). والقدرات الجديدة لهذه الطائرات يمكن وضعها في خانة تطويرالخدمات الفنية والتقنية المختلفة:
- لناحية منحها القدرة أكثر على التخفي وتجاوز الرادارات العدوة، والسبب هو الحاجة لهذه الميزة أكثر بعد أن أصبح العدوان يعطي أهمية أكثر لكشف تلك الطائرات من خلال ادخاله منظومات صاروخية دفاعية أكثر تطورًا ومزودة برادرات أكثر تحديثًا.
- لناحية اعطائها الامكانية للوصول الى مدى أبعد، وهذه الميزة أصبحت ضرورية ومهمة حاليًا، بعد أن امتدت أهداف هذه الطائرات الى عمق دول العدوان، وحيث أصبحت تحمل الطابع الاستراتيجي تواكبًا مع تطور مسار الحرب مؤخرًا.
- لناحية تزويد الطائرات المسيرة الحديثة بصواريخ ذات قدرة تفجيرية أكبر، وربما بزيادة عديد تلك الصورايخ التي تحملها الطائرة الواحدة أكثر من السابق، حيث ليس مستبعدًا تكليف الطائرات المسيرة الجديدة بأكثر من هدف وفي أكثر من بقعة مستهدفة.
أما فيما خص الصواريخ الجديدة المتطورة، فكان لافتًا الاعلان عن الصاروخ المجنح قدس 1 نوع كروز الذي تم اطلاقه أواخر العام 2017 على مفاعل باراكا النووي الاماراتي وسبَّب تأخير افتتاحه حتى الآن، والذي أُطلق صاروخ ثان منه مؤخرًا على مطار أبها، مستهدفًا بدقة عالية برج المراقبة في المطار وأخرج الأخير من الخدمة. وكان (قدس 1) قد تجاوز بكل سهولة رادرات الدفاع الجوي للمملكة، رغم أن الاستهداف كان مُنتظرًا بعد الاعلان المُسبق من القوات الصاروخية اليمنية عن ذلك.
الأهمية الاستراتيجية للصاروخ المجنح الجديد ( قدس 1) أن المرحلة اللاحقة المنتظر تطويرها قريبًا منه، تقوم على امكانية استهداف مواقع تابعة للعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهذا ما يعطي للصاروخ قدس 1 البعد الاستراتيجي، حيث لن يقتصر تطوير الصواريخ اليمنية فعلى خدمة معركة الدفاع عن اليمن ضد تحالف العدوان حاليًا، بل الأهم أن الصاروخ لديه دور مُنتظر في الصراع الاساس والذي هو بمواجهة العدو الاسرائيلي، وربما هذا كان اساس تسميته (قدس 1) .
من هنا يمكن استننتاج قيمة ما ستقدمه هذه الصواريخ والطائرات المسيرة الجديدة، أولًا في الميدان لصالح معركة الدفاع عن اليمن، وثانيًا لصالح المسار الاستراتيجي الذي بدأ يفرضه أبناء اليمن في المنطقة حيث المواجهة المباشرة مع أكثر من دولة اقليمية، وعلى الصعيد الدولي حيث أكثر من دولة غربية تساند وتدعم تحالف العدوان على اليمن.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024