آراء وتحليلات
دروس فشل ورشة البحرين.. إلى الشرق در "يا العربي"
أحمد فؤاد
زمن جديد، وعهد ينضح بالانتصارات، تهديد مدوِّ خرج من سيد المقاومة إلى أضخم قوة عسكرية في تاريخ الكوكب، قوة ظنت - حتى وقت قريب - أنها مسيطرة على الأرض والبشر والخواطر، في منطقتنا العربية، تلاها صاروخ إيراني، مصنع محليًا، أسقط كامل رداء الغطرسة الأميركية، وكتب على علمها الذل، وأجبر أساطيلها على الفرار من خليج لطالما اعتبرته من أملاكها.
لحظة فارقة، كانت تمر بها الأمة العربية، والأرض العربية، بعد أن طُبخت في واشنطن، عاصمة الشر، صفقة "إعادة هندسة" المنطقة، بما يضمن الأمن والقيادة للكيان الصهيوني، على حساب أنظمة باعت وأدمنت الخضوع والغنج في الأحضان الصهيونية، سرًا وعلانية.
القوة كانت المعيار الوحيد المفهوم للمتآمرين على فلسطين، وعلى القدس، وعلى الشعوب العربية كافة، و"ترمب" قبل جنرالات جيوشه يعلم أن التهديدات وراءها واقع جديد يخشون التحرش به، وأوروبا تحاول "فرملة" الجنون الأميركي إلى الحرب، وروسيا والصين لا يمكنهما التفريط في الشرق الأوسط بالكامل، وتركه للأميركيين.
على وقع الفشل الأميركي، والعجز أمام حقائق جديدة، قلبت الوضع الإستراتيجي في الشرق الأوسط إلى الأبد، أكد سياسيون مصريون، اجتمعوا تحت لافتة العلم الفلسطيني، في ندوة بعنوان "فشل صفقة القرن"، أن المقاومة هي صاحبة الشرعية، والمالك الحصري لحق تمثيل شعوب العرب، والمدافع الأمين عن قضايانا ومقدساتنا، وناقل أعز الأماني العربية من قضبان النفوس إلى واقع الفعل.
"السعيد": المقاومة أفشلت المشروع
يقول الكاتب الصحفي والخبير السياسي الدكتور مصطفى السعيد في حديث لموقع "العهد" إن الشعب العربي أُريد له أن يعيش في حالة من الفوضى، تؤدي لإجهاد يستنزف بشكل مستمر ومتسارع إمكانيات الوحدة والعمل المشترك، والانتباه للعدو الحقيقي، خلال سنوات طويلة ماضية.
يشدد "السعيد" على أن ورشة البحرين الفاشلة، بدأت بفشل وانتهت بفشل، وهي أغبى صفقة في التاريخ، يتم تجهيزها في سنوات، وتفشل في أول مواجهة، مضيفًا إن الورشة عقدت في عاصمة صغيرة "المنامة"، لأن الداعين إليها السعودية والإمارات، فضلا عن الابتعاد عن هذا المستوى من التنسيق العلني، المرفوض شعبيًا في كل جزء من الوطن العربي.
يضيف إن الصفقة بعد أن كانت تتحدث عن تريليون دولار، يشتري بها الأميركيون السلام في الشرق الأوسط، تراجعت إلى 50 مليار دولار فقط، ونصفها قروض وليست منحاً، كما كان يدور الحديث في البداية، مؤكدًا أن الورشة رفعت شعارات "كامب ديفيد"، وهي الرخاء والأمن والسلام، والاستثمارات الهائلة.
ويوضح أن كامب ديفيد لم تورث المصريين إلا الفقر والحرمان، وتدهور التعليم، ومرض القطاع الصحي، وهي أول صفقة بيع للقضية العربية.
ويؤكد أن كل من حضر ورشة البحرين، باستثناء "كوشنر"، حاول التملص من نتائجها وجلساتها، وشاهد العالم مهزلة على الهواء، مسرحية رديئة تجري بلا نص أو انضباط، والأغرب أن الجمهور مدفوع، لذا لم تخرج الورشة ببيان ختامي، ولم تعقد فيها جلسات حوارية أو مباحثات.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024