الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

آراء وتحليلات

رغم تحسن العلاقات بينهما.. موسكو تواصل السعي للاستقلال المالي عن واشنطن 
15/04/2025

رغم تحسن العلاقات بينهما.. موسكو تواصل السعي للاستقلال المالي عن واشنطن 

في كانون الثاني يناير 2025 استلم دونالد ترامب مقاليد السلطة للمرة الثانية بعد انقطاع لأربعة أعوام، نتيجة خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2020 لصالح الديمقراطي جو بايدن. 

وكان ترامب قد استبق وصوله للبيت الأبيض للمرة الثانية في تاريخه، بالإعلان خلال حملته الانتخابية عن عزمه حل الازمة الأوكرانية عبر الاعتراف بشرعية الهواجس الأمنية الروسية من احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" مع ما يستتبعه ذلك من تهديد للأمن القومي الروسي. 

وما إن استلم ترامب مقاليد السلطة حتى استدعى الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلنسكي إلى البيت الابيض ووبخه علنًا أمام وسائل الإعلام العالمية في سابقة دبلوماسية ليس لها مثيل. ترافق هذا مع غزل من ترامب بروسيا، تلته جولتا محادثات في إسطنبول مع وعد برفع العقوبات الغربية عن موسكو. 

وعلى الرغم من استقبال موسكو للتصريحات الترامبية بإيجابية، فإنه ونتيجة التجارب السابقة غير المشجعة لروسيا مع الغرب، فإن القيادة الروسية تخشى من عدم ترجمة تصريحات الإدارة الأميركية الجديدة إلى خطوات عملية في ظل الحضور القوي لأركان الدولة العميقة في الولايات المتحدة ودورها في فرض سياساتها وأجنداتها على مختلف الرؤساء والإدارات الاميركية المتعاقبة، وعلى رأس مؤسسات الدولة العميقة البنك الفدرالي الأميركي الذي يشكل الأداة الرئيسية بيد "الأوليغارشية" المالية الأميركية في فرض الأجندات المالية والاقتصادية التي تناسبها، سواء في الولايات المتحدة أو في العالم. 

نتيجة وعي القيادة الروسية لهذا الأمر، فإنها لن تركن لتصريحات ترامب، وستواصل سعيها لحماية استقلالها المالي والاقتصادي عبر السعي للاستغناء عن الدولار الأميركي في تعاملاتها الدولية. هذا يفسر التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتي أعلن فيها إصرار بلاده على اعتماد نظام مالي بديل عن النظام الذي تهيمن عليه واشنطن.

ففي حديثه للصحفيين في ألماتي، في 11 أبريل/نيسان، عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية رابطة الدول المستقلة، أعرب لافروف عن أمله في أن تستفيد الدول خارج تحالف "البريكس" قريبًا من أنظمة مالية ستطلقها "البريكس" وستشكل بديلًا عن نظام التحويلات المالية الأميركي "سويفت.". وأكد لافروف نية بلاده التوسع في البنية التحتية للمدفوعات داخل "البريكس"، مع وجود مبادرات مستمرة لتقليل الاعتماد على المنصات التي يهيمن عليها الغرب، مشيرًا إلى أن البرازيل قدّمت مقترحًا رئيسيًا داخل الاتحاد يهدف إلى إنشاء منصة دفع جديدة.

وأكد لافروف أن هناك عددًا من المبادرات الأخرى قيد الدراسة حالياً، معتبرًا أن عددًا كبيراً من البلدان، حتى تلك التي ليست من مجموعة "البريكس"، سيكون لديها إمكانية الوصول إلى مثل هذه الآليات عندما يتم إنشاؤها.

واعتبر لافروف أن النظام المحلي الروسي يمكن أن يشكل نموذجًا فعالًا للاستقلال المالي عن الغرب، مشيرًا إلى أن هنالك إمكانية لإنشاء منصات دفع مستقلة عن التأثيرات الخارجية، ومن الأمثلة على ذلك نظام المراسلة المالية لبنك روسيا، فهو سهل الاستخدام ولا يعتمد على أي شبكة "سويفت".

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تواصل فيه دول مجموعة "البريكس" استكشاف أدوات التعاون المالي، بما في ذلك إزالة الدولرة والعملات الرقمية، استجابة للتوترات "الجيوسياسية" المتزايدة وإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي. وتشير تصريحات لافروف إلى سعي مجموعة "البريكس" لتصبح مركزًا للاقتصادات الناشئة التي تبحث عن بدائل لأنظمة مثل "سويفت"، والتي تسيطر عليها إلى حد كبير السلطات المالية الأميركية والغربية.

روسياالولايات المتحدة الأميركية

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل