على العهد يا قدس

آراء وتحليلات

طبول الحرب تقرع في المنطقة ولا عقلاء لكبحها
07/04/2025

طبول الحرب تقرع في المنطقة ولا عقلاء لكبحها

تحشدات أميركية في المنطقة استُقدمت من كل أصقاع الأرض. طائرات شبحية وقطع بحرية وذخائر ضخمة وفتاكة. كل هذا تحضيراً لتوجيه ضربة لإيران. 

إيران التي وقعت على الاتفاق النووي أمام دول عظمى، لتنسحب منه أميركا على عهد الرئيس ترامب في ولايته السابقة، لنعود ونسمع النغمة ذاتها من الرئيس نفسه، أنه إذا فشلت مفاوضات الملف النووي الإيراني فسنلجأ إلى الحل العسكري. 

هذا الرئيس الذي عندما فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة صرح أنه لن يسعى إلى الحرب، بل سيسعى إلى وقف الحروب. 

وهذا ما بدا واضحاً بموضوع الحرب في أوكرانيا وكيف تعامل مع الزيلنسكي، ذاك الرئيس الدمية. لكن في موضوع إيران لم يظهر أن ترامب لا يسعى إلى الحرب، وهذا ناتج عن ضغط اللوبي الصهيوني على إدارة ترامب، لإقحام أميركا في حرب قد تؤدي إلى تفلت الأمور و تدحرجها إلى حرب إقليمية تكون تأثيراتها وأضرارها كارثية في كل المنطقة. 

إيران عرضت مدناً صاروخية تحت الأرض، كما أجرت مناورات بحرية برسالات تحذيرية لكل من يسعى لضربها، تفيد بأن لديها القدرة الكبيرة على ردع الاعتداء في حال حصوله، فلا تقدموا على ذلك، لأنه سوف يكون كارثيًا على الجميع، لتتبعه بتهديد صريح بأن إيران ستقوم بقصف قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية في وسط المحيط الهندي، والتي تبعد عنها ٤ آلاف كلم تقريباً، في إشارة واضحة إلى أن إيران تمتلك أسلحة لا تعرف أميركا عنها شيئًا. 

إظهار قدرات عسكرية ضخمة إيرانية هدفه تجنب الحرب. 

في الرسالة الأميركية التي وجهت إلى إيران مطلب أميركي يتعدى النقاش بالملف النووي الإيراني ليطول، حل الحشد الشعبي في العراق، ووقف تطوير الترسانة الصاروخية الإيرانية. ليأتي الجواب الإيراني برسالة عبر سلطنة عمان مفادها، أن إيران لن تجلس على طاولة مفاوضات تحت الضغط والتي يجب أن تكون غير مباشرة، وأن تنحصر بالنقاش حول الملف النووي فقط. 

رغم كل هذا التهديد الأميركي المترافق مع الحشود العسكرية، رشح أن هناك تراجعًا في حدة الخطاب التهديدي الأميركي، وصل إلى حد الموافقة على أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وعلى حصرها بالملف النووي. 

لكن تصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين ما زالت في دائرة التهديد، بأن فرصة الحل الدبلوماسي بدأت تنفد، والحل العسكري أصبح هو الراجح. 

جنون يلف المنطقة، يتم تسعيره بواسطة لوبي صهيوني يسيطر على إدارات القرار في العالم الغربي لجرهم إلى حرب مع إيران وصولاً إلى تدمير النظام الإيراني وقدرات إيران العسكرية وبناها التحتية. 

مسعى "إسرائيل" من الوصول إلى هذا الهدف هو أولاً القضاء على التهديد الوجودي للكيان الصهيوني من قبل إيران، ناهيك عن تحقيق حلم الصهاينة بـ"إسرائيل" الكبرى، لأنه في ظل هذه الحرب في حال فتحت، فستتمكن "إسرائيل" من التوسع بأعذار مختلفة. 

على صعيد آخر، بات واضحاً الضوء الأخضر الأميركي الممنوح لهذا الكيان الغاصب من أجل إطلاق يده وتوسيع حرية الحركة في كل المنطقة لتشمل بالإضافة إلى لبنان وغزة، الأراضي السورية، حيث تستأنف "إسرائيل" قصف بنى تحتية عسكرية في سورية، كان آخرها القاعدة الجوية في حماة، والتي كانت رسالة بعدة أبعاد موجهة لسورية ولتركيا أيضاً، تفيد بأن إسرائيل لن تسمح لتركيا بإنشاء قاعدة جوية في سورية، حيث من المتوقع أن تكون هذه القاعدة في الـ T4 التي تقع على بعد ٦٠ كلم من تدمر في الوسط السوري. 

هنا نستطيع أن نلاحظ بدء تصادم المشروعين التركي و"الإسرائيلي" على الساحة السورية، فهل سيؤدي ذلك إلى الاحتكاك العسكري؟

تركيا حالياً تعاني من اضطرابات جراء اعتقال رئيس بلدية إسطنبول بتهم فساد والذي كان شرارة لمظاهرات عارمة، خرج فيها آلاف الأتراك ليعترضوا على سياسة أردوغان، ليس فقط ضد اعتقال المرشح الرئاسي المنافس، إنما ضد  السياسة التركية المتبعة في سورية، والتي أدت إلى المجازر في الساحل السوري ضد الأقليات، خاصة الطائفة العلوية التي تشكل نحو عشرين بالمئة من الشعب التركي. 

في لبنان تمادت "إسرائيل" بالاعتداءات لتطول الضاحية الجنوبية لبيروت مرتين متتاليتين في أقل من أسبوع و لتطول صيدا أيضاً. 

في المرة الأولى كانت ضربة الضاحية كردة فعل على إطلاق صواريخ مشبوهة من على بعد مئات الأمتار من الحدود الجنوبية ولم تكتشفها "إسرائيل"، بينما استطاعت أن تكتشف أن هناك عنصرًا من حزب الله يحضر للقيام بعمل ”إرهابي” ضد طائرة "إسرائيلية" في قبرص، فقامت بتحديد مكان سريره في غرفة نومه في الطابق المئة في المبنى الموجود في منطقة فيها مئات الأبنية!

هذه الضربات رسالة "إسرائيلية" واضحة، لها هدف فرض أمر واقع جديد على لبنان، مفاده أن حرية حركة ”إسرائيل” لن تقتصر على منطقة الجنوب وبعض أطراف البقاع، وإنما ستكون العاصمة بيروت مشمولة بحرية الحركة لا بل كل لبنان. كما هناك هدف ثانٍ وهو الضغط بالنار على لبنان للرضوخ للتطبيع، ليلاقيها بعض الموتورين اللبنانيين، مطالبين بتحقيق هذا الهدف الذي سيؤدي إلى ضعضعة السلم الأهلي.   

زيارة السيدة مورغن أورتيغوس إلى لبنان البارحة، لم تكن تهديدية كما روج لها الإعلام الخاص بالمنبطحين، إنما جاءت للتأكيد على قيام لبنان بالإصلاحات المطلوبة، لكي يقوم البنك الدولي بمساعدة لبنان، على أن هذه المساعدة مربوطة بشرط الإصلاح. كما شددت على حصرية السلاح بيد الدولة. ليكون الجواب من الرئاسات اللبنانية الثلاث موحداً، أن لبنان لن يقدم على التطبيع مع ”إسرائيل”، وأنه ملتزم بتطبيق القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته وأن على "إسرائيل" أن تنسحب من الأراضي التي تحتلها، وأن توقف الخروقات، وأن تقوم  بتسليم الأسرى الذين اعتقلتهم خلال الحرب الأخيرة. 

كما عرض فخامة رئيس الجمهورية تشكيل لجان مؤلفة من تقنيين وعسكريين لمعالجة مشاكل الحدود البرية في الجنوب، وليس كما طلبت أميركا، أن تكون هذه اللجان برئاسة دبلوماسيين مدنيين. 

المنطقة على فوهة بركان، تعربد فيها ”إسرائيل” وترتكب المجازر دون أي رادع، كان آخرها فضيحة قتل ١٥ مسعفاً فلسطينيًا في غزة، أظهرت أشرطة فيديو بشكل واضح، أنهم مسعفون بلحاظ سياراتهم ولباسهم، ولكن بات واضحاً أن ”إسرائيل” فوق القانون ولا تحاسب، وأن شريعة غاب تتحكم بالعالم، فيما الكل يتفرج.

الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامبالجيش الاسرائيليايران

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
إيران: على أميركا الرد على الاقتراح.. والمفاوضات مسؤولية وزارة الخارجية
إيران: على أميركا الرد على الاقتراح.. والمفاوضات مسؤولية وزارة الخارجية
لماذا الإضاءة الأميركية على قاعدة "دييغو غارسيا" وهل انطلقت المفاوضات فعلًا بين طهران وواشنطن؟
لماذا الإضاءة الأميركية على قاعدة "دييغو غارسيا" وهل انطلقت المفاوضات فعلًا بين طهران وواشنطن؟
الكيان متخوّف من خسائر ضخمة وتسريح لآلاف العمال بسبب الرسوم الأميركية
الكيان متخوّف من خسائر ضخمة وتسريح لآلاف العمال بسبب الرسوم الأميركية
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
 دعوات أميركية إلى اعتماد المقاربة "الإسرائيلية" في سورية
 دعوات أميركية إلى اعتماد المقاربة "الإسرائيلية" في سورية
ما هي الأسباب التي دفعت لاستدعاء نتنياهو من قِبَل ترامب؟
ما هي الأسباب التي دفعت لاستدعاء نتنياهو من قِبَل ترامب؟
ملك أميركا وملك إسرائيل
ملك أميركا وملك إسرائيل
كيف وصلت رسالة ترامب إلى طهران بعد عشرين يوماً من العدوان على اليمن؟
كيف وصلت رسالة ترامب إلى طهران بعد عشرين يوماً من العدوان على اليمن؟
احتجاجات عالمية ضد سياسات ترامب
احتجاجات عالمية ضد سياسات ترامب
الصحف الإيرانية: سياسات ترامب ستحرق أميركا أولًا
الصحف الإيرانية: سياسات ترامب ستحرق أميركا أولًا
مستوطنو غلاف غزة: أين الانتصار؟
مستوطنو غلاف غزة: أين الانتصار؟
جريمة صهيونية مروّعة تستهدف خيمة الصحافيين في خان يونس 
جريمة صهيونية مروّعة تستهدف خيمة الصحافيين في خان يونس 
"هآرتس": الولايات المتحدة أعطت "إسرائيل" تفويضًا موسعًا للتحرك في غزّة
"هآرتس": الولايات المتحدة أعطت "إسرائيل" تفويضًا موسعًا للتحرك في غزّة
تشييع شهداء العدوان الصهيوني على مدينة نوى في ريف درعا
تشييع شهداء العدوان الصهيوني على مدينة نوى في ريف درعا
فيديو| الضابط الأميركي المتقاعد سكوت ريتر: إيران ليست دولة ضعيفة واستهدافها غباء
فيديو| الضابط الأميركي المتقاعد سكوت ريتر: إيران ليست دولة ضعيفة واستهدافها غباء
قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني: من يعتدي علينا سندمّره
قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني: من يعتدي علينا سندمّره
الأدميرال رستكاري: أكثر من 90 في المئة من معدّات وأنظمة القوات الإيرانية تُصنّع محليًا
الأدميرال رستكاري: أكثر من 90 في المئة من معدّات وأنظمة القوات الإيرانية تُصنّع محليًا
بالفيديو| القوات البحرية الإيرانية تكشف أنظمةً صاروخية جديدة في مضيق هرمز
بالفيديو| القوات البحرية الإيرانية تكشف أنظمةً صاروخية جديدة في مضيق هرمز
إيران تكشف عن الجيل الجديد لمنظومة باور 373 لمواجهة التهديدات العسكرية
إيران تكشف عن الجيل الجديد لمنظومة باور 373 لمواجهة التهديدات العسكرية