آراء وتحليلات
بعد "الثورة والتغيير" في سورية... لبنان يشهد موجة نزوحٍ جديدةً
يومًا بعد يوم، وحدثًا تلو الآخر، يتضح أكثر فأكثر زيف سيل الادعاءات والأضاليل عن "مظلومية الشعب السوري خلال حقبة الحكم السابق، وانها هي التي دفعت بدورها عدداً كبيراً من السوريين للنزوح إلى دول الجوار، بخاصة إلى لبنان"، والتي أطلقها أي (الأضاليل) عدد كبير من الساسة في الخارج والداخل، خصوصًا من هم في موقع القرار العالمي، وعززها الإعلام الذي عمل بدوره على ترويج الأضاليل المذكورة. ولا ريب أن ذلك أدى إلى اقتناع عددٍ كبيرٍ من اللبنانيين وسواهم من شعوب العالم، أنه بمجرد سقوط حكم البعث في "الجارة الأقرب"، ستشهد المعابر الحدودية بين لبنان وسورية حركة ازدحام غير مسبوقةٍ، للنازحين السوريين العائدين إلى ديارهم، بعدما اضطروا إلى مغادرتها، جرّاء الحرب الدائرة في البلاد السورية، وهربًا من "ظلم البعث".
غير أن واقع الحال، خصوصًا بعد سقوط الدولة في سورية، في أواخر العام الفائت، أثبت من خلال الوقائع الملموسة والحوادث التي تشهدها البلاد، أن "النهج التكفيري الإرهابي الإلغائي، هو من دفع السوريين إلى مغادرة ديارهم، خصوصًا بعد المجازر التي ارتكبتها وترتكبها المجاميع الإرهابية، التابعة "لجبهة النصرة في تنظيم القاعدة"، والتي أسسها أبو محمد الجولاني "حاكم دمشق" الموّقت.
علاوةً على ذلك، لم تسجّل حركة عودة للنازحين السوريين إلى لبنان، في اتجاه بلادهم، خصوصًا الذين كانوا يدّعون "المظلومية"، ولم يفقدوا منازلهم ومحالهم التجارية وما إلى ذلك، ولم يكونوا ملاحقين من السلطة السابقة. ففي هذه الحالة يكون الدافع الحقيقي الذي حركّهم، هي الغرائز المذهبية، والأحقاد على السلطة السابقة ورئيسها على خلفيةٍ مذهبيةٍ، ليس إلا، وهذا الأمر لا يحمل أي التباس.
وبعد سقوط الحكم السابق في دمشق، نشط الإعلام الغربي والمحلي في سورية، وكان جلّ اهتمامه، "الاستقصاء عن جرائم النظام القمعي"، وذلك برعاية خلفه "حكم جبهة النصرة في تنظيم القاعدة"، ليس القمعي فحسب، بل الإرهابي الإلغائي، وما جرائم الإبادة الجماعية والفظائع التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في حق المدنيين في الساحل السوري، والتي سبقتها جرائم متفرقة أيضًا في ريفي حمص وحماة، إلا دليل دامغ على طبيعة "حكم النصرة" الإلغائي- الإرهابي.
وبدلًا من أن يعود السوريون إلى بلادهم، إثر تغيير الحكم السابق، ها هم يهربون منها خوفًا من الذبح والسحل والحرق على يد "التغييريين الجدد"، وسط صمتٍ عربيٍ، وتخاذل الإعلام العربي، لا، بل مشاركة بعضه في الجريمة المتمادية، من خلال محاولة التغطية عليها، وتعمية الرأي العام، وتصوير المذبحة على أنها "ملاحقة الأمن العام التابع "للنصرة" لفلول النظام السابق".
أما بالنسبة للبنان الذي يعاني أزمةً اقتصاديةً حادةً تكشّفت بقوةٍ منذ العام 2019، وأسهم النزوح السوري في تفاقمها، ولا يزال. ورغم انفتاح السلطات اللبنانية على "حكم أبي محمد الجولاني في دمشق"، إذ كان أول المهرولين إليها، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان يمثّل أعلى سلطة رسمية في الدولة قبل انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، كان أي (رئيس الحكومة) أول المهرولين نحو العاصمة السورية، للقاء أبي محمد الجولاني، علّ رئيس الوزراء اللبناني، يأتي ولو بتفاهمٍ مبدئيٍ على عودة النازحين السوريين، ولو لم يكن هذا الأمر متاحًا في المدى المنظور. لا، بل جاءت النتائج معاكسة، فقد شهد لبنان موجةً جديدة من النزوح السوري، بعد عمليات الإبادة الجماعية في الساحل السوري وسواه. وتؤكد مصادر أهلية شمالية متابعة لهذه القضية، أن "موجة النزوح الجديدة، بدأت فعليًا بعد سقوط الدولة السورية في الثامن من كانون الأول 2024، إثر وصول تنظيم "القاعدة" إلى الحكم في دمشق، هربًا من الموت والإذلال".
جبهة النصرةالنازحون السوريونتنظيم القاعدةطرابلس والشمالسورية
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/03/2025
رفع رايات الاستسلام أولى أم ستر البلايا؟
28/03/2025
العراق وفلسطين ويوم القدس العالمي
التغطية الإخبارية
برنامج الأغذية العالمي: المخابز الـ 25 التي ندعمها في غزة أغلقت أبوابها
غارة جوية صهيونية تستهدف منزلًا في منطقة معن شرقي مدينة خانيونس
"فايننشال تايمز": ألمانيا تسعى إلى ترحيل مواطنين من الاتحاد الأوروبي بسبب احتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
"رويترز": انقطاع الكهرباء عن أنحاء سورية كلها جراء أعطال عديدة
إعلام العدو: سامي ترجمان مرشح لرئاسة الشاباك
مقالات مرتبطة

سلطة الأمر الواقع في دمشق: البقاع اللبناني لنا

مخطط للإطباق على المقاومة ونشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية

مجزرة العلويين: ليلة البلور ... والدرّ المنثور

الساحل السوري.. ذعر منظم لتهجير الأقليات

اتفاق "قسد - الشرع" لمصلحة من وما أسباب استعجال توقيعه؟

مكتبا البلديات في حزب الله وحركة أمل حول الدعوات المحرّضة على النازحين السوريين: مغرضة ومشبوهة

ميقاتي من دمشق: من واجبنا تفعيل العلاقات على قاعدة السيادة الوطنية لكلا البلدين

مساعدات من جمعية الإمداد في بعلبك للنازحين السوريين

هل يتجه "المجتمع الدولي" نحو إعادة اللاجئين وفك الحصار عن سورية؟

أزمة أوروبا مع النازحين السوريين

الجولاني ليس "معتدلًا".. والمرحلة تتطلب التأني

كيف تضع واشنطن يدها بيد منظمات تصنفها إرهابية؟!

نيامي: فرنسا لا تنوي الانسحاب من النيجر

جنرال أميركي سابق يدحض كلام بايدن بشأن أفغانستان

64 قتيلًا في هجومين إرهابيين في مالي.. والحكومة تعلن الحداد الوطني

موظفو الجامعة اللبنانية شمالًا اعتصموا للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة

300 موظف في بلدية الميناء دون رواتب.. هل يتقاضونها قبل العيد؟

صور| وقفة في طرابلس نصرةً لغزّة والجنوب وتأكيدًا على التمسّك بسلاح المقاومة

"وتعاونوا" تواصل توزيع المساعدات بقضاء عكار شمالي لبنان

وفد من الشمال شارك في عزاء السيدين الشهيدين في الضاحية الجنوبية

الاحتلال "الاسرائيلي" يعتدي على السوريين في ريف القنيطرة

لهذه الأسباب لم تستقبل دمشق الوفد اللبناني.. و"نبوءة حاصباني نحو التحقق"

"رويترز": المجازر ضد العلويين تصل إلى دمشق وتدفعهم إلى مغادرتها

العدوان "الإسرائيلي" على سورية مستمر والغارات تطال اللاذقية
