مخطط للإطباق على المقاومة ونشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية

ثلاثة قتلى وجريح من الفصائل المسلحة التابعة للنظام السوري الجديد سقطوا داخل الأراضي اللبنانية تم تسليمهم من قبل الجيش اللبناني بواسطة الصليب الأحمر إلى السلطات السورية. 

سارعت فوراً وزارة الدفاع السورية إلى الادعاء أنهم اختطفوا من داخل الأراضي السورية من قبل حزب الله وتمت تصفيتهم مهددة بأنها ستقوم بحملة عسكرية واسعة للقضاء على حزب الله في هذه المنطقة.

لكن الرواية الحقيقية هي أن أربعة مسلحين من الجهة السورية دخلوا إلى الأراضي اللبنانية بهدف سرقة مواشٍ من راعٍ في الأراضي اللبنانية فتصدت لهم عشائر المنطقة مما أدى إلى مقتلهم. 

لتبدأ الفصائل المسلحة السورية باستهداف عدة قرى هناك بالقذائف الصاروخية والمدفعية . 

مما أجبر الجيش اللبناني على التدخل والرد على مصادر النيران وتعزيز انتشاره. 

كما تكثفت الاتصالات بين لبنان وسورية لتخفيف حدة التوتر بين الجهتين.

بكل الاحوال أصبح واضحاً بعد هذا الاستنفار السوري وهذه التهديدات التي تطلق كل مرة من قبلهم أن هناك مخططاً للإطباق ومحاصرة المقاومة من كل الاتجاهات، لا بل رشح أن السلطات السورية تطلب تدخلاً دولياً لفك النزاع على الحدود، بما يوحي أن هناك نية لنشر قوات دولية على طول الحدود اللبنانية السورية، وذلك بضغط دولي لاستكمال مشروع محاصرة المقاومة.

الوضع في منطقة البقاع الشمالي أصبح خطيراً وينذر بانفجار دموي كبير إذا لم يتم تدارك المسألة بسرعة قصوى. فوجود مليوني نازح سوري في لبنان يجعل هذه القضية محفوفة بمخاطر كبيرة لا يمكن ضبطها في حال تفلتت الأمور. لأنه أصبح واضحاً أيضاً أن من خطط منذ البداية لإبقاء النازح السوري في لبنان وصل إلى مبتغاه بعد مرور كل هذه السنين ليستعمل النازح السوري كوقود لفتنة داخلية  على الأراضي اللبنانية. 

من هنا يجب على الحكومة اللبنانية وبأسرع وقت، تشكيل وفد وزاري رفيع المستوى للذهاب إلى سورية لمناقشة مواضيع كثيرة تخص البلدين وأهمها ضبط الحدود السورية اللبنانية في كل المناطق وليس فقط في سهل البقاع، كما مناقشة موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بأسرع وقت ممكن خاصة أنه دخل منهم مؤخراً آلاف جديدة نتيجة المجازر التي ارتكبت في منطقة الساحل السوري. 

موضوعان ملحان يجب معالجتهما بأقرب فرصة لما سيترتب عن ذلك من أحداث دموية في حال لم يعالجا. 

الأزمات في لبنان متشعبة و خطيرة. من الاحتلال "الإسرائيلي" واستمرار خرق وقف إطلاق النار والاغتيالات وقصف العمق اللبناني، إلى إعادة الإعمار وابتزاز المقاومة في هذا الملف إلى أزمة النزوح السوري بهذا العدد الهائل نسبة إلى عدد سكان لبنان، إلى الوضع الاقتصادي المتفاقم، إلى الضغوط الدولية التي تجعل من بعض الداخل اللبناني يتماهى مع مطالب "إسرائيل". 

كل هذا جعل من لبنان ساحة صراعات إقليمية تنفذ أجنداتها على الأراضي اللبنانية مما يجعل فريقاً لبنانياً يبرر للعدو "الإسرائيلي" كل ما يقوم به بحجة نزع سلاح المقاومة شمال الليطاني. 

من المرتقب حصول زيارة للسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إلى لبنان لمناقشة موضوع السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. موضوع مهم جداً ليتمكن لبنان من ضبط السلاح على كامل الأراضي اللبنانية بما فيها سلاح هذه المخيمات، لكي لا تبقى جزراً أمنية يلجأ إليها كل فار من وجه العدالة. 

أما بالنسبة لسلاح المقاومة فليس له سوى حل وحيد هو إستراتيجية دفاعية يشترك فيها كل الفرقاء اللبنانيين. وكل من يعتقد بحل غير هذا الحل يكون يبحث عن حرب أهلية لن تبقي ولن تذر. 

أصداء تطبيع مع العدو "الإسرائيلي" بدأت تلوح في الأفق وربطه بالانسحاب "الإسرائيلي" من النقاط التي يحتلها في جنوب لبنان. هذا الطرح قابلته تصريحات لعدة مسؤولين لبنانيين وأبواق إعلامية مأجورة تنادي بذلك. هذا الموضوع مشروعٌ لحربٍ أهلية أيضاً لأن هناك آلاف الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدو "الإسرائيلي" منذ عشرات السنين حتى اليوم، لذا لا يمكن أن ينتهي الأمر بلبنان إلى التطبيع.

 فجل ما يمكن الوصول إليه هو اتفاقية هدنة على غرار ما حصل عام ١٩٤٩. و غير ذلك نكون متجهين إلى أزمة داخلية كبيرة ستفجر البلد. 

على المسؤولين اللبنانيين التحلي بالوعي والحكمة والسعي للوحدة الوطنية لمواجهة العواصف الهوجاء التي تهب على لبنان من كل حدب وصوب، وإلا سنخسر الوطن والهوية.

جبهة النصرةالمقاومةالبقاعالحدودالجيش الاسرائيليسورية

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات