آراء وتحليلات
غير الأردن ومصر .. إلى أين يخطط ترامب لتهجير أبناء غزة؟
من ضمن إعلانه الصريح بتحديد مصر والأردن من بين الدول العربية لتهجير أبناء غزة، كانت لافتة مؤخرًا إضافته عبارة "مناطق أخرى" أيضًا لهذا التهجير المخطط، من دون تسميتها، تاركًا الأمر مبهمًا أمام كل الأطراف والدول المعنية والتي ستبقى مرتبكة بانتظار تقديم الرئيس الأميركي توضيحاً حول المناطق الأخرى إياها.
هناك عدة احتمالات يحملها كلام الرئيس ترامب: أولاً، كأنه لم يجد هذه المناطق بعد وهو يبحث عنها، وثانيًا كأنه يرميها بشكل غامص بانتظار رد فعل كل من الأردن ومصر، وبناء على رد الفعل هذه، يحدد تلك المناطق الأخرى إذا استطاعت الدولتان الرفض، أو مع قبولها - فرضًا أو قناعة - يغض النظر.
عمليًا، ومن خلال إجراء قراءة موضوعية لهذه المناورة الأميركية، والتي هي فعليًا، مطلب "إسرائيلي" بامتياز، من الصعوبة إرغام مصر والأردن اليوم على استقبال أبناء غزة بعد تهجيرهم قسريًا، طبعًا، ليس لأن للدولتين قدرة على معاكسة الأميركيين، فهذا غير وارد ولا يمكن تصديقه ،إنما، من غير المنطقي أن يذهب ترامب اليوم، وهو في طور تحضير الأرضية العريضة لتوسيع مروحة تطبيع الدول العربية مع كيان الاحتلال، باتجاه خلق مشكلة مع الدولتين السباقتين من بين العرب إلى توقيع معاهدة سلام مع "إسرائيل"، وذلك في الوقت الذي يوجد منطقة أخرى لتنفيذ هذا التهجير، وهي الأقرب جغرافيًا ، وتملك كل مواصفات الأرض المناسبة من النواحي كافة، وهذه المنطقة هي الجنوب السوري.
فما هذه المواصفات المناسبة في بعض مناطق الجنوب السوري، والتي تؤهلها لتكون تلك "المناطق الأخرى" حسب ترامب لتهجير أبناء غزة؟
أولاً: تتجاوز مساحة المنطقة التي احتلتها "إسرائيل" مؤخرًا في الجنوب السوري، والتي تمتد شمال وشرق المنطقة العازلة من الجولان السوري المحتل، الـ ٥٠٠ كلم مربع، وهي كافية لإسكان كل أبناء غزة الذين كانوا يعيشون على مسافة لا تتجاوز الـ ٣٦٠ كلم مربعاً، كما أن هذه المنطقة المحتلة مؤخرًا، قابلة لان تتوسع وبشكل سهل وسريع، حيث لا يوجد أية عوائق لذلك بتاتًا، لا عسكريًا ولا سياسيًا ولا حتى شعبيًا .
ثانيًا: لم يظهر بتاتًا أن هناك قدرة أو رغبة من الإدارة السورية الجديدة، للوقوف بوجه المناورة العدائية "الإسرائيلية"، وهذه الإدارة، مع رضوخها الكامل لاحتلال "الكيان الإسرائيلي" لأراضٍ سورية، بالرغم من وجود قرارات دولية ترعى إدارة تلك المنطقة، هي طبعًا لن تقوى على معارضة تهجير أبناء غزة إلى هذه المنطقة، أولاً لأنها تتناعم بالكامل مع توجيهات الدول التي غطّت ودعمت استيلاءها على الحكم في سورية بسحر ساحر، وثانيًا لأن هذا التهجير سيكون مدعومًا لمصلحة كل " الراضخين - المقتنعين " بحوافز مالية سخية. والإدارة السورية الجديدة بأمسّ الحاجة اليوم للدعم المالي السخي.
ثالثًا: بالنسبة للمجتمع الدولي، والذي يدّعي أغلب أطراف اليوم خداعًا، أنهم ضد التهجير القسري لأبناء غزة، سيكونون مع هذا التهجير فعليًا، عندما يصرخ بهم الرئيس ترامب، مهددًا برفع الضرائب على بضائعهم المصدّرة إلى أميركا، أو مهددًا بضم واحدة أو أكثر من هذه الدول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بمطلق الأحوال، ورغم وجود إمكانية كبيرة لأن تسلك كل الدول المعنية بهذا الترانسفير التهجيري التعسفي الظالم لأبناء الشعب الفلسطيني، يبقى موقف هذا الشعب هو الفاصل والحاسم في تمرير هذا المشروع أو في إسقاطه ... فهل يستسلم الفلسطينيون أمام المؤامرة الأخطر على قضيتهم تحت وطأة الدمار الهائل الذي لحق بغزة، والذي أفقدها بالكامل كل إمكانيات العيش؟ أم يصمدون ويناضلون ويقاتلون باللحم الحي للبقاء على قيد الحياة؟
فلسطين المحتلةغزةدونالد ترامبالكيان المؤقتالترانسفير
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
11/03/2025
ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
11/03/2025
غزة بين الجحيم والتهديد والحيل
10/03/2025
الساحل السوري: خطاب التكفير يقود الى إبادة
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تعتقل 4 أطفال خلال اقتحام بلدة بيت فوريك شرق نابلس
لبنان| محلقة صهيونية ألقت ثلاث قنابل صوتية في كفركلا
لبنان| اتحاد بلديات بعلبك يسلّم بلدية دورس صهريجًا لرش المبيدات سعة 1600 ليتر
فلسطين المحتلة| وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: لشدّ الرحال والتوجه إلى المسجد الأقصى
غوتيريش: لا شيء يبرر قتل المدنيين في سورية وعلى جميع أعمال العنف أن تتوقف
مقالات مرتبطة

الأمم المتحدة: "إسرائيل" ارتكبت أعمال إبادة في غزة

بلدية رفح تحذر من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان

غزة مهدّدة بمجاعة جديدة

صور| كتائب القسام تشيّع عددًا من شهداء "طوفان الأقصى" بمدينة غزة

قراءة في كتاب " قناع بلون السماء" لباسم خندقجي: صراع السرديات والهويات القاتلة

"يديعوت": نهاية خطة "الترانسفير" في غزة

اجتماع في الدوحة لوزراء خارجية عرب ومبعوث ترامب لـ"بحث إعادة إعمار غزّة"

السيد الحوثي: حظر الملاحة "الإسرائيلية "خطوة أولى لمواجهة تجويع الشعب الفلسطيني

بعد 30 عامًا في سجون الاحتلال.. المحرّر نضال البرعي يقضي شهر رمضان مع عائلته

انتهاكات العدو في غزة مستمرة.. 12 شهيدًا و14 إصابة خلال 24 ساعة الماضية

اتفاق "قسد - الشرع" لمصلحة من وما أسباب استعجال توقيعه؟

بعد تنصيب ترامب.. 5 "مليارديرات" أميركيين خسروا 209 مليارات دولار

ترامب يواصل حربه التجارية على كندا ويهدّد بإغلاق قطاع تصنيع السيارات فيها

ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان

"يديعوت أحرونوت" حول طلب إقالة المستشارة القانونية للحكومة: نحن أمام أشد الأزمات

منظومة "الصحة النفسية" في أزمة غير مسبوقة: نقص 1000 طبيب نفسي و2000 معالج

بعد عملية طوفان الأقصى.. نحو 340,000 مستوطن متضرّر نفسيًّا

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهاجمون غالانت في نيويورك: "مجرم حرب.."

تطبيق الدفعة الخامسة من "صفقة" التبادل و183 أسيرًا فلسطينيًّا يعانقون الحرية

قرار التهجير لا يخضع لأوامر ترامب ولا موافقة مصر والأردن
