آراء وتحليلات
هل تسعى ايران للتسلح النووي بحال استهدفت منشآتها النووية؟!
تتحضر "إسرائيل" لتوجيه ضربة لإيران بذريعة الرد على الضربة الصاروخية التي سبق ووجهها الحرس الثوري الإيراني للكيان الصهيوني عقابًا له على اغتياله لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. ويبدو أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي يسعى منذ سنوات لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، قد نجح في نيل الضوء الأخضر الأميركي لتوجيه هكذا ضربة، والتي ستلقى دعما سياسيا، وأيضًا لوجستيًا واستخباراتيًا وأمنيًا لتوجيه هذه الضربة.
على الرغم من اشتراط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بألّا تضرب "إسرائيل" المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، إلا أنه من المرجح ألا يلتزم نتنياهو بهذه المحاذير؛ خاصة وأنه يستفيد من الذهنية المتردية للرئيس الأميركي للعب على التناقضات بين الفريق العسكري الذي يمثله وزير الحرب لويد اوستين و"البنتاغون" الذي يبدو متحفظا تجاه التصعيد "الإسرائيلي" في "الشرق الأوسط"، وفريق المحافظين الجدد الممثل بوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ومستشار اأمن القومي "جيك سوليفان" الذي يدعم ضربة قاصمة لإيران تفتح المجال، في حال نجاحها، لتغييرات جذرية في المنطقة لمصلحة نظام إقليمي جديد تحت الهيمنة "الإسرائيلية"- الأميركية.
في هذا الإطار؛ يمكن أن نستشف موقف بلينكن وسوليفان من أحد رموز المحافظين الجدد وهو جون بولتون، والذي كان ممثلاً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومستشارًا سابقًا للأمن القومي. إذ يقول بولتون، في مقال نشره بصحيفة "التلغراف"، إن: "مقتل يحيى السنوار في رفح يسوّغ قرار رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بتجاهل إملاءات الرئيس الأميركي جو بايدن"، والذي كان يطالب بعقد صفقة تبادل للأسرى مع حماس. كما حثّ بولتون نتنياهو على عدم الاستجابة لمطالب بايدن بأن تكون الضربة "الإسرائيلية" لإيران محدودة، داعيًا إياها إلى الرد بضربة انتقامية قوية تؤدي إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فبرأيه أن دبلوماسية بايدن مضللة تمامًا.
لكن ماذا لو تمكّنت إيران من استيعاب الضربة "الإسرائيلية"؟ ما يجعلها غير قادرة على تحقيق الهدف بتوجيه ضربة ساحقة للبرنامج النووي الإيراني، أو لمصافي النفط حيث يضر بالاقتصاد الإيراني.
الأرجح أن تؤدي ضربة "إسرائيلية" لإيران لتوحيد الإيرانيين .. فالمعروف عن الإيرانيين حسّهم العالي بهويتهم القومية واعتزازهم بها ما يجعلهم يقفون ضد أي معتدٍ خارجي حين يمسّ بكرامتهم الوطنية. كذلك حيال مسألة توجيه ضربة قاسمة للبرنامج النووي الإيراني قد تكون بعيدة المنال.
الجدير ذكره أنّ مصدرًا عسكريًا إيرانيًا أكد أن: "الرد الإيراني سيكون أكيدًا، وعلى مستوى أعلى من تقديرات إسرائيل في حال اعتدائها على مواقع عسكرية إيرانية، مشدّدًا أنه في حال اعتدى الصهاينة على المواقع النووية الإيرانية، ستفكر إيران أيضًا في السياسات النووية رداً على ذلك." وهذا القول الأخير يعني أن إيران ممكن أن تعيد النظر في عقيدتها النووية الرافضة حتى الآن إنتاج قنبلة نووية، والتي سينتج عنها أسلحة نووية.
هذا؛ وقد كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي قال إن: "أي هجوم إسرائيلي على إيران، يعني تخطي الخطوط الحمراء، ولن يُترك من دون رد"، مؤكدا أن: "طهران ستردّ على أي هجوم على أهداف إيرانية أو منشآتها النووية"، ومشيرا إلى أنّ إيران حدّدت جميع أهدافها في "إسرائيل"؛ وإذا هاجمتنا سنردّ بالمثل ونقصف هذه الأهداف،" موضحًا أن: "طهران لم تهاجم منشآت اقتصادية أو مدنية في "إسرائيل"، بل استهدفت منشآت عسكرية فقط"، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لكلّ الاحتمالات، ومواجهة هذا الهجوم.
الكيان الصهيونيالاسلحة النوويةايران
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
29/11/2024