آراء وتحليلات
السنوار شهيدًا والعدو على موعد مع تداعيات كارثية
مرتديًا زيه العسكري وحاملاً بارودته، ارتقى القائد يحيى السنوار شهيدًا مجاهدًا مشتبكًا، ليقدم برهانًا جديدًا على مصداقية المقاومة وشرفها وبطولتها، وأن قادة المقاومة كجنودها محاربون في الصفوف الأولى، لا يميزون أنفسهم بأمان زائف، ولا يتخذون شعوبهم دروعًا.
بعد نحو عشرين يومًا من استشهاد سيد شهداء محور المقاومة سماحة السيد نصر الله، قدم القائد السنوار مصداقًا جديدًا على بطولة القادة وصدقهم وشجاعتهم ووجودهم في الميدان.. وبعد نحو عشرة أيام من الذكرى الأولى لـــ"طوفان الأقصى"، والذي اتخذ الشهيد السنوار قراره وأشرف على خططه، ارتقى شهيدًا في الصمود الأسطوري لحركة مقاومة محاصرة تواجه جيشًا مدججًا بأحدث وأقوى الأسلحة الأمريكية، ولم يحقق هدفًا واحدًا من أهدافه المعلنة، سواء بتحرير أسراه أم القضاء على المقاومة في غزة.
بالرغم من مرارة الفقد والخسارة الكبيرة، إلّا أن استشهاد القائد السنوار لا تخلو ملابساته من دلالات قوة وبشارات عنفوان للمقاومة على طريق النصر القادم، حتمًا، مهما عظمت التضحيات.
لذلك؛ هناك تداعيات كارثية على العدو، هنا لا بدّ من رصد بعض من الملابسات ودلالاتها:
أولاً : باعتراف العدو، لم يكن الحدث اغتيالًا للقائد، ولم تكن عملية مدبرة ومقصودة بالرغم من استهدافه لأكثر من عام ووضعه على رأس قائمة المطلوبين؛ بل كان اشتباكًا مع قوة مقاومةـ ولم يخطر ببال الصهاينة أن يكون القائد السنوار، صاحب الثلاثة وستين عامًا، أحد أفراد القوة المقاتلة، وهم من روّجوا عنه الأكاذيب باختبائه في الأنفاق وتركه لأهالي غزة تحت نار القصف والاستهداف. وهذا ما ينزع صفة الإنجاز العسكري والاستخباراتي عن الكيان مهما خرج قادة جيشه وقائد الشاباك ليسوّقوا ما حدث إنجازًا يمكن أن يمحو فشلهم الكارثي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ثانيًا: بالرغم من خروج مجرم الحرب نتنياهو لتسويق الحدث إنجازًا، إلا أنه بدا محتاطًا في إعلان ذلك، وهو ما انعكس على خطاب نتنياهو عندما قال إن الحرب لمّا تنته، بعد وأن هناك تحديات ما تزال قائمة.
ثالثًا: كعادة العدو وبالرغم من احتياطه، إلا أنه تعجّل، أيضا، النتائج بعد ادعائه أنّ حكم حماس ينتهي بنهاية السنوار، وبعد أن خاطب المقاومين والأهالي مطالبًا إياهم بتسليم الأسرى والاستسلام مقابل البقاء على قيد الحياة، وكأنّ العدو لم يتعلّم من كل جرائمه بأن المقاومة تزداد صلابة وشراسة مع استشهاد قادتها، والقادة يشكّلون رموزًا ملهمة ووقودًا للإرادة والصمود.
لم تتلقَّ حماس ضربة أقسى من استشهاد مؤسسها وزعيمها الروحي، وهو الشهيد الشيخ أحمد ياسين، فواصلت بعده طريق المقاومة، بالرغم من استشهاد زعمائها وقادتها مثل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي وسعيد صيام ونزار ريان، إلا أنها ازدادت صلابة وخاضت عدة حروب مع الكيان وتوجتها بسيف القدس ومؤخرًا بــــ"طوفان الأقصى". ولم يتأثر الميدان باغتيال قادة بحجم الشهيدين صالح العاروري وإسماعيل هنية، واستطاعت الحركة مواصلة استنزاف العدو واصطياد جنوده الغزاة، وقصف "تل أبيب" والعمق الصهيوني بعد عام كامل من الحصار وحرب الإبادة.
الخلاصة التي يجب أن يعلمها العدو، هي أنه، وبعد الطريقة التي استشهد بها القائد السنوار وهو يقاتل بزي عسكري مع كونه رئيسًا للجناح السياسي، فإن جميع أفراد المقاومة، سياسييها وعسكرييها سيكونون مقاتلين، سواء على طاولة المفاوضات أم في جبهات القتال، ولن يتحقق هدف العدو ومطالبه الساذجة بالاستسلام وتسليم الرهائن؛ بل ستشتعل جبهات القتال، وتزداد جبهات السياسة صمودًا؛ لأن التضحيات كلّما عظمت تتسق معها المكاسب الاستراتيجية، حجمًا وعظمةً.
لا بدّ وأن العدو قد لاحظ اشتعال جبهات القتال في ساحات جبهة المقاومة كلها، بعد شهادة القائد السيد حسن نصر الله، والتي ألهبت شهادته المقاتلين في غزة واليمن والعراق وايران، وستكوّن شهادة القائد السنوار مزيدًا من اللهيب في الجبهات، وهو ما سيفسد الدجل الصهيوني والأكاذيب التي تحاول ترميم صورته وردعه الساقط بلا عودة منذ اندلاع الطوفان.
حركة المقاومة الإسلامية ـ حماسيحيى السنوارالكيان المؤقت
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024