آراء وتحليلات
تصعيد لافت في شمال الكيان.. فهل اقترب ردّ حزب الله؟
في المبدأ؛ لا يوجد ارتباط مباشر بين مناورة جبهة الإسناد اللبنانية دعمًا لغزة من جهة، وبين الردّ الحتمي المرتقب على الكيان بعد اغتياله القائد الجهادي الشهيد فؤاد شكر من جهة أخرى. هذا الأمر، أي عدم الارتباط، قائم ميدانيًا وعسكريًا، وأيضًا هو قائم ومؤكد، استنادًا إلى كلام سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
لكن من يتابع حركة تصعيد الأعمال القتالية على الجبهة المذكورة - بين الكيان وبين المقاومة الاسلامية في لبنان- لا يمكن إلا أن يجد رابطًا تقنيًا بين الردّ المرتقب وبين حركة التصعيد هذه، فما هو هذا الرابط الذي، من جهة يُظهر الرد معزولاً عن مناورة الإسناد، ومن جهة أخرى، يجعل من حركة التصعيد مدخلاً لتنفيذ ردّ محكم وناجح؟.
عمليًا، تقوم مناورة الإسناد اللبنانية لغزة على استهدافات صاروخية ومسيّرة، تنفذها وحدات حزب الله على كامل الجبهة الشمالية للكيان، ضمنًا الجولان السوري المحتل، من دون أن تستثني أي موقع او قاعدة عسكرية، وعلى عمق متصاعد، بدأ من مسافات متقاربة ليصل اليوم إلى حدود الـ٤٠ كلم، تبعًا لخصوصية الأهداف في شمال فلسطين المحتلة.
من ناحية اخرى؛ ومن دون أن نعزل أو نُلغي احتمالات أخرى؛ مثل عملية خطف أو عملية تصفية لقيادات عسكرية عدوة داخل الكيان، تبقى الوسائل الأكثر احتمالاً لتنفيذ ردّ حزب الله هي الأسلحة الصاروخية والمسيّرات الانقضاضية بمختلف نماذجها.
انطلاقا من هنا، يظهر الرابط التقني بين الردّ وبين مناورة الإسناد القائمة حاليًا، والذي هو الصواريخ والمسيّرات. ونجاح هذه الوسائل يعتمد على أكثر من عنصر تقني وتكتيكي، لتأتي عملية التصعيد الحالية التي يخوضها حزب الله ضد مواقع العدو وقواعده في شمال فلسطين المحتلة، لتشكّل فرصة أساسية وضرورية لكشف نقاط الضعف في جهازية الدفاع الجوي للعدو.
هذا ما بدأ يظهر في مناورة الاستهداف المركّبة من صواريخ ومسيّرات، والتي نفذها حزب الله في اليومين الأخيرين، والتي طالت موقع "تسنوبار" المعادي في الجولان المحتل ومحيطه ضمنًا مستوطنة "كتسرين" من جهة، وقاعدة عميعاد (احتياط لمركز قيادة فرقة الجليل ومقر لوجستي للفيلق الشمالي) شمال غرب طبريا، والبعيدة ١٩ كلم عن الحدود اللبنانية من جهة أخرى.
في هذا السياق؛ تكتشف صواريخ حزب الله ومسيّراته محورًا ضعيفًا دفاعيًا، عندما تتجاوز منظومة الدفاع الجوي المتشعبة للعدو (صواريخ اعتراضية وقاذفات جوية)، وتنجح في التسلل بين قواعد العدو في الجولان المحتل وبين قواعده في الجليل الأعلى (صفد وميرون وايلييت وكفربلوم ونيمرا وعين زيتيم ...)، والتي تشكّل قواعده الساسية التي يدير من خلالها معركته الواسعة على كامل جبهته الشمالية.. فهذا الأمر يشكّل نجاحًا في اكتشاف مسربًا جويًا ضعيفًا وغير محمي ولا تغطيه مناورة الدفاع الجوي العدوة، ما قد يشكّل مدخلاً مناسبًا لتنفيذ رد ناجح مستقبلاً.
طبعا - وهذا هو المهم في الموضوع - ليس بالضرورة بتاتًا أن يكون المحور الجوي- المشار إليه أعلاه- هو محور الردّ لاحقًا، ولكن المهم في مناورة التصعيد التي نفذها حزب الله مؤخرًا أنّها، إضافة إلى كونها مناورة أساسية ضمن معركة الإسناد التي يخوضها منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولكونها أيضًا مناورة ردّ على اعتداءات العدو الأخيرة في البقاع وفي صيدا وفي بلدات جنوبية أخرى، فهي مناورة استكشاف وتحضير لعناصر عملية الردّ الحتمية المنتظرة، وهنا يمكن إيجاد الرابط بين مناورة الإسناد وبين الردّ الحتمي المرتقب.
حزب اللهغزةالجيش الاسرائيليطوفان الأقصى
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
19/11/2024