معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

"خميس الدوحة"..  أي أوراق بيد المقاومة وكيان العدو؟
13/08/2024

"خميس الدوحة".. أي أوراق بيد المقاومة وكيان العدو؟

يحلّ يوم الخميس المقبل موعدًا للمفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو برعاية ثلاثية الوساطة القطرية والمصرية والأمريكية، والذي يأتي في الشهر الحادي عشر من العدوان والمجازر الوحشية، وبعد فشل عدة جولات سابقة في القاهرة والدوحة، ولكنها هذه المرة تبدو مختلفة لعدة أسباب:


الأول: هي تأتي بعد عمليات الاغتيال الجبانة لقادة المقاومة في فلسطين ولبنان، باغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيّة في العاصمة الإيرانية طهران والسيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. 


الثاني: هو زيارة رئيس وزراء العدو "الإسرائيلي" إلى واشنطن وحديثه أمام الكونغرس وحفلة التصفيق الصاخبة التي رافقته، بالرغم من هول الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيشه في غزة، والتي حصدت حتى الآن أكثر من 155 ألفًا بين شهيد وجريح ومفقود، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية لغزة تصل إلى 80 بالمئة من المرافق والمساكن، فضلًا عن التجويع والحصار الخانق والمتوحش.


الثالث: هو توسيع جبهات الإسناد لغزة، من اليمن إلى لبنان والعراق، فقد دخلت اليمن المرحلة الخامسة من التصعيد ووصلت طائراتها المسيّرة إلى عمق الكيان الصهيوني. فقد عمل حزب الله على توسيع شعاع النار وأدخل مستوطنات جديدة ضمنها، وكثّف من العمليات الصاروخية والمسيّرة على قواعد ومناطق عدة في شمال فلسطين المحتلة.


الرابع: هو الجهوزية الكبيرة عند جبهات الإسناد، من طهران إلى صنعاء وبيروت، لشن ضربة عقابية على الكيان. وتحيّن الفرص التكيتيكة لاختيار أهداف عملية ومؤلمة ورادعة للكيان المجرم، بعد عدوانه على طهران والضاحية والحديدة. هذه الجهوزية يقابلها القلق والترقب والاستنفار التي يعيشها الكيان الغاصب وداعمه الأمريكي الذي يحشد المزيد من قواته الى المنطقة، سواء حاملات الطائرات أم الغواصات الصاروخية وغيرها.


كل هذ المعطيات تلقي بظلالها، بشكل أو بآخر، على جولة المفاوضات القادمة التي تراها واشنطن مهمة لمنع أي تصعيد قادم، وتعني به منع أي ضربة انتقامية من إيران وحزب الله لاغتيال هنية في طهران وشكر في الضاحية.


عندما صدر البيان الثلاثي المصري والقطري والأمريكي، والداعي إلى جولة الدوحة، شاعت أجواء التفاؤل ووصفت عبارات البيان بأنها أكثر جدية هذه المرة. تفاؤل قضت عليه مجرزة صهيونية عن سبق إصرار وترصد بالفلسطينين المصلين في مدرسة التابعين في حي الدرج، وعلى المفاوضات المرتقبة في الدوحة على حد سواء. 


تلك الجريمة رأت فيها بيانات خارجية عدد من الدول، وعلى رأسها مصر, عدم جدية الكيان للذهاب نحو وقف إطلاق النار. وحتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك أي مؤشرات على نجاح هذه الجولة. إذ إنّ نتنياهو ما يزال عند موقفه المطالب بتسليم السرى وعدم الانسحاب من قطاع غزة. كما ظهرت تصريحات في وسائل إعلام العدو لعدد من الوزراء في حكومته تطالب باحتلال غزة، بشكل طويل الأمد، وأقل ما يطرحه الكيان هو البقاء في محور "نتساريم" و"فيلاديلفيا".


البيان الثلاثي قال إن مفاوضات الدوحة ستبحث في سد الثغرات بين الطرفين. إلّا أن بيان حماس قد جدد موقف الحركة الذي سلمته للوسطاء بالموافقة على عرضها بتاريخ، 2-7-2024، وطالبتهم بتقديم خطة لتنفيذ العرض استنادًا إلى رؤية بايدن وقرار مجلس الأمن.


بناء على هذه المعطيات والوقائع على الأرض، المقاومة لا تتوقع الكثير من مفاوضات الدوحة بخصوص وقف إطلاق النار بظل تعنت نتنياهو. وهي لديها أوراق قوة إلى جانب قوة الحق والقضية العادلة والمظلومية التي لا نزاع فيها. وهي تحمل صمود المقاومة وشعبها وحاضنتها في غزة، كما تحمل مزايا توسيع جبهة الإسناد والترقب الدولي والعالمي للرد الإيراني، والذي يبدو أنه سيكون ضاغطًا على العدو "الإسرائيلي"، ومن خلفه على الولايات المتحدة الأمريكية، في حال فعلاً كانت جادة في عدم رغبتها بتوسيع الحرب الإقليمية.


أما كيان العدو، فهو ذاهب بأثقال عظيمة على كتفه، ليس أولها الفشل والخيبة طوال عشرة أشهر من الحرب الفاشلة في غزة، لآلة حرب تعدّ الأكثر تقدمًا في المنطقة وجيش مدرّب ومسلّح بأعلى المستويات أمام مقاومة محاصرة في قطاع ضيق، وليس آخرها الوحشية المفرطة والجرائم المروعة وجرائم الإبادة التي ليست في مصلحته بأي حال من الأحوال، باعتراف الإعلام "الإسرائيلي" نفسه.


في مقال في "يديعوت أحرنوت"، أكد الكاتب "مايكل مليستين" أن المقاومة لن ترفع الراية البيضاء باغتيال قادتها، ومن المرجح - بحسب "مليستين" - أنّ القيادات البديلة ستحمل الايديولوجية ذاتها للقادة الشهداء، مستدلاً بصعود السنوار على رأس الحركة، وأن الكيان لا يستطيع تحويل الاغتيالات ليصرفها مكاسب على طاولة المفاوضات. واستخلص في المقال أن "إسرائيل في النقطة نفسها التي كانت فيها عشية اغتيال هنية".


آخيرًا.. جاءت حادثة مقتل واصابة أسرى صهاينة بنيران الحراسة المكلفة، بحسب بيان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "في حادثتين منفصلتين؛ قام مجندان من المكلفين بحراسة الأسرى بإطلاق النار على أسير إسرائيلي وقتله على الفور، بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطيرة، وتجري محاولات لإنقاذ حياتهن". هذه الحادثة التي لم تقبل بها حماس، إلا إنّها مؤشر على السخط والامتعاض عند عناصر في الحراسة، والتي يمكن أن تتكرر، تحت ضغط الجرائم المتوحشة لكيان العدو بحق النساء والأطفال بكل وحشية. وعلى سبيل المثال، في "مجزرة الفجر" في مدرسة التابعين، استخدم العدو "الإسرائيلي" قنبلة أمريكية فتاكة وكبيرة الحجم، يصل وزنها قرابة الطن، وحرارة انفجارها تصل 7 آلاف درجة، وهذه الحال من ردّ الفعل هي التي أشار إليها بيان القسام الذي حمّل "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، وما يترتب عليها من ردّ الفعل التي تؤثر في أرواح الأسرى".

الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزةقطر

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
فيتو أميركي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
فيتو أميركي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
بعد تعرضها لضربات يمنية.. حاملةُ الطائرات الأميركية "لينكولن" تهرُبُ عبر المحيط الهندي
بعد تعرضها لضربات يمنية.. حاملةُ الطائرات الأميركية "لينكولن" تهرُبُ عبر المحيط الهندي
مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن
مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن
كولونيل أميركي: على واشنطن التأنّي في قرار الانجرار نحو الحرب مع إيران
كولونيل أميركي: على واشنطن التأنّي في قرار الانجرار نحو الحرب مع إيران
نتائج الانتخابات الأمريكية: نار تحت الرماد
نتائج الانتخابات الأمريكية: نار تحت الرماد
بعد أيام من الهدوء الحذر.. غارات صهيونية على الضاحية الجنوبية  
بعد أيام من الهدوء الحذر.. غارات صهيونية على الضاحية الجنوبية  
وزير الحرب السابق غالانت: حكم عسكري في غزة تصرف سياسي خطير وغير مسؤول 
وزير الحرب السابق غالانت: حكم عسكري في غزة تصرف سياسي خطير وغير مسؤول 
لبنان يرفض اتفاق إذعان..العين على الميدان .. والكرة في ملعب ثنائي العدوان
لبنان يرفض اتفاق إذعان..العين على الميدان .. والكرة في ملعب ثنائي العدوان
خليل الحية: هناك اتصالات لتحريك المفاوضات بشأن غزة
خليل الحية: هناك اتصالات لتحريك المفاوضات بشأن غزة
إيهود باراك: ترامب قد لا يعتمد سياسات تروق لنتنياهو
إيهود باراك: ترامب قد لا يعتمد سياسات تروق لنتنياهو
 حماس: مجزرة بيت لاهيا إمعان في الإبادة نتيجة للفيتو الأميركي
 حماس: مجزرة بيت لاهيا إمعان في الإبادة نتيجة للفيتو الأميركي
حماس تدعو لتصعيد الحراك الشعبي العالمي أيَّام الجمعة والسبت والأحد القادمة رفضًا لاستمرار العدوان الصهيوني 
حماس تدعو لتصعيد الحراك الشعبي العالمي أيَّام الجمعة والسبت والأحد القادمة رفضًا لاستمرار العدوان الصهيوني 
حماس: لتكن الأيام القادمة أيامًا تتحرّك فيها كلُّ الشعوب والقوى والأحزاب
حماس: لتكن الأيام القادمة أيامًا تتحرّك فيها كلُّ الشعوب والقوى والأحزاب
حماس: إقرار قانون ترحيل فلسطينيي الـ48 انتهاكٌ لأبسط معايير حقوق الإنسان
حماس: إقرار قانون ترحيل فلسطينيي الـ48 انتهاكٌ لأبسط معايير حقوق الإنسان
منذ بداية الحرب.. نحو 400 بين شهيد وجريح من عناصر الدفاع المدني في غزّة 
منذ بداية الحرب.. نحو 400 بين شهيد وجريح من عناصر الدفاع المدني في غزّة 
66 شهيدًا بتدمير حي سكني قرب مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
66 شهيدًا بتدمير حي سكني قرب مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
اعتصام أمام مقر "الأونروا" بخان يونس للمطالبة بفتح معابر غزة
اعتصام أمام مقر "الأونروا" بخان يونس للمطالبة بفتح معابر غزة
عراقتشي من السعودية: "إسرائيل" تجرّ المنطقة إلى كارثة.. ونعمل لوقف الحرب على غزة ولبنان
عراقتشي من السعودية: "إسرائيل" تجرّ المنطقة إلى كارثة.. ونعمل لوقف الحرب على غزة ولبنان
بزشكيان من الدوحة: سنواصل دعم المقاومة حتّى تحرير فلسطين
بزشكيان من الدوحة: سنواصل دعم المقاومة حتّى تحرير فلسطين
الرئيس الإيراني يلتقي مسؤولي حماس في قطر: الاحتلال سيتلقى ردًا أكثر قسوة إذا ارتكب أدنى خطأ
الرئيس الإيراني يلتقي مسؤولي حماس في قطر: الاحتلال سيتلقى ردًا أكثر قسوة إذا ارتكب أدنى خطأ
الرئيس الإيراني من قطر: "إسرائيل" اقترفت جرائم لم يرتكبها أي مجرم في التاريخ
الرئيس الإيراني من قطر: "إسرائيل" اقترفت جرائم لم يرتكبها أي مجرم في التاريخ
قطر: التقاعس الدولي إزاء هجوم "البيجر" في لبنان مرعب
قطر: التقاعس الدولي إزاء هجوم "البيجر" في لبنان مرعب