ابناؤك الاشداء

آراء وتحليلات

هل تكون ضربات جبهات المساندة مدخلًا إلى الهدنة؟
25/03/2024

هل تكون ضربات جبهات المساندة مدخلًا إلى الهدنة؟

انطلقت معركة طوفان الأقصى منذ أكثر من ٥ أشهر ونصف الشهر بحيث حاصر جيش العدوّ الإسرائيلي قطاع غزّة ودكه بمختلف أنواع الصواريخ والقذائف المدمرة.

حسابيًا يُعتبر قطاع غزّة محاصرًا من مختلف الجهات برًا، بحرًا وجوًا. وقد كنت أكتب هذا المقال بالتزامن مع خبر إطلاق رشقات صاروخية من غزّة تجاه الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى ضرب حزب الله لثكنات وتجمعات عسكرية بالتزامن مع ضربة صاروخية لأنصار الله في اليمن تجاه البحر الأحمر، وضربة في العمق الإسرائيلي نفذتها فصائل عراقية.
السرد للأحداث هذه أتى بالتزامن مع ثبات المقاومين في خان يونس بالإضافة إلى المعارك التي لم تتوقف في مناطق متعددة من قطاع غزّة إلى جانب ضربات تنفذها جبهات المساندة في محور المقاومة.
 
ماذا حققت حماس من فشل الهدنة في غزّة؟

يسعى رئيس حكومة العدوّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اظهار صورة تشبث في مطالب حكومته خلال التفاوض مع حركة حماس ممثلة للفصائل الفلسطينية، لكن الواقعية السياسية تشير إلى أنَّ حركة حماس تحقق إنجازًا تلو الآخر بسبب عرقلة العدوّ الصهيوني الوصول إلى هدنة في غزّة وذلك على الشكل التالي:
١ - استمرار حكومة العدوّ في الاعتراف الضمني بحركة حماس كممثل شرعي ومنتدب عن فصائل المقاومة كجهة رسمية للتفاوض عبر الوسطاء الدوليين.
٢ - مجاراة حركة حماس دبلوماسيًا لمختلف المكائد التي حاولت الدبلوماسية الغربية والدولية القيام بها في وجه حركة حماس والفصائل الفلسطينية. 
٣ - ثبات المقاومة في الميدان وعدم خضوعها للضغوطات السياسية مما يؤكد أن قدرات المقاومة العسكرية ما زالت قوية.
٤ - إصرار العدوّ الإسرائيلي على اظهار ضربه لمختلف القيم الإنسانية.
 
قد يعتقد البعض أن المقاومة مضطرة للذهاب إلى هدنة بغضّ النظر عن التفاصيل، لكن هذه الهدنة التي يتم الحديث عنها تؤثر على مجريات الأحداث بشكل كبير وتحقق انتصارات للفصائل الفلسطينية التي تخوض معركة طوفان الأقصى إلى جانب جبهات المساندة. 
 
جبهات المساندة تفاوض في الميدان
 
تتركز مفاوضات محور المقاومة دعمًا لمعركة طوفان الأقصى في الميدان. هذا الأمر كان واضحًا كما ذكرنا سابقًا في بداية المقال من خلال مختلف الضربات التي تحصل في وتيرة متواصلة.
لقد ثبتت جبهات المساندة نقاط اشتباك جديدة في منطقة غرب آسيا، كما ثبتت قواعد جديدة في الصراع مع العدوّ الإسرائيلي.
على مستوى نقاط الاشتباك استطاعت جبهات المساندة تثبيت هذه النقاط التي استنفرت على أساسها القوات الإسرائيلية وأن تنهك مجموعات كبيرة ومتنوعة من الجيش. يقول مصدر قيادي فلسطيني ان هذا الانهاك الذي الحقته جبهات المساندة في جيش العدوّ ردعه عن شن أي حرب إضافية في المنطقة.
أما على مستوى تثبيت قواعد جديدة للصراع في المنطقة فبات واضحًا أن منطقة غرب آسيا دخلت مرحلة جديدة فيها معادلة الجبهات في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، الأمر الذي أعاد الحديث عن استهداف مناطق اعتقد العدوّ أنها باتت خارج الصراع سواء في "إيلات" أو في العمق الإسرائيلي أو حتّى في شمال فلسطين المحتلة.
 
ما تقوم به جبهات المساندة حاليًّا لم يعد ذا تأثير عسكري فقط، بل تطوّر إلى أكثر من ذلك إلى ضغط ذي تأثير رئيسي على المجتمع الدولي وعلى العدوّ الإسرائيلي لتكون جبهات المساندة مدخلًا أساسيًا لفرض هدنة في قطاع غزّة.
 

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات