آراء وتحليلات
هل اتخذ قرار تعديل "قواعد الاشتباك" بمواجهة "إسرائيل" في سوريا؟
خليل نصر الله
طوال سنوات، وبغص النظر عن أهداف الاعتداءات في سوريا، تميل قواعد الاشتباك لمصلحة العدو الاسرائيلي. وتمكن الإسرائيليون عبر مخطط متقن عبر الاستفادة من موجة الإرهاب التي ضربت سوريا منذ عام 2011، من أخذ مساحة واسعة، سمحت لهم بحرية حركة في الأجواء السورية لحدود معينة مكنتهم نتيجة ظروف سياسية وعسكرية من التحرك وتنفيذ اعتداءات واسعة لم تتوقف طيلة عقد ونيف من الزمن.
الأزمة التي مرت بها سوريا وتفرّغ خلالها جيشها بدعم من حلفائها لضرب جيوش الارهاب التي سيطرت على مساحات واسعة من البلاد كأولوية قصوى، منعت من رسم قواعد اشتباك أو تعديلها خلال سنوات الحرب، بالرغم من قدرة حلفاء دمشق، تحديدا حزب الله، من وضع خطوط حمر بمواجهة الاعتداءات، ساعدت في لجم الاسرائيليين من الذهاب بعيدا، لأن أي خطأ سيترتب عليه ردود فعل من لبنان، وهو ما حصل اكثر من مرة.
بعد هدوء الجبهات، وتحرير دمشق مناطق واسعة، وحصر الارهاب في شمال غرب وشمال شرق سوريا، وبعد عودة علاقاتها مع العديد من الدول العربية وإمكانية اعادة لم الشمل العربي، يمكن الحديث عن توجهات لمحاولة الحد أو إنهاء الاعتداءات الاسرائيلية ولو على مراحل.
في يوم القدس العالمي، افرد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مساحة للحديث عن الاعتداءات على سوريا. تحدث بواقعية عن ما تواجهه دمشق، لكنه حذر من بناء العدو حسابات خاطئة، متحدثا عن أن الوضع القائم قد لا يستمر طويلا، مرجعا الأمر إلى الحسابات المستجدة في المنطقة وما حصل من عمليات انطلقت من سوريا عبر إرسال عدد من المسيرات وبعض الصواريخ باتجاه الجولان السوري العربي المحتل.
تصريح السيد حسن نصرالله لا يأتي من باب تسجيل الموقف، بل من باب إعداد انطلق في سوريا لاتخاذ خطوات، وقد بدأت عبر المسيرات، لتعديل قواعد الاشتباك تمهيدا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية عليها، سواء كانت تستهدف الجيش أو حلفائه أو أي قوى صديقة لدمشق تقيم على الأراضي السورية.
لا شك أن الأمر يحتاج إلى خطوات تأخذ بعين الاعتبار واقع الأمور، وأن الأمر لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، إنما يحتاج إلى وقت لا يمكن تحديده لأنه منوط بخطوات قد تتخذ.
لكن إشارة السيد نصرالله إلى أن الوضع القائم قد لا يستمر طويلا، ومقصده الاعتداءات الإسرائيلية وتواصلها، يدلل على أن قرارا في سوريا قد اتخذ لبدء خطوات عملية في هذا الصدد، وهناك إشارات أن شيئا منه قد بدأ تنفيذه، لكن الأمور قد تحتاج الى وقت لتتبين نتائجه، ويمكن فهم النتائج من خلال السلوك الإسرائيلي في سوريا في المرحلة المقبلة.
يجب الإشارة إلى أن العدو أخذ علما مسبقاً بالأمر، من بعد خطاب السيد نصرالله الواضح وبالتالي عليه ترقب ما سيحصل، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024