آراء وتحليلات
قصف قوات الاحتلال الأمريكي: الصوت في سوريا والصدى في الكيان
إيهاب شوقي
لا شك في أن الأحداث الأخيرة في سوريا والمتمثلة في المواجهات المباشرة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال الأمريكي، تدخل الصراع لمرحلة جديدة عنوانها الرئيسي هو المواجهة عوضا عن الترقب، ومسارها العملي هو تثبيت معادلات الردع كمقدمة لطرد هذه القوات.
وهناك عدة ملاحظات يمكن رصدها من تطور الأحداث وثنايا التصريحات يمكن إيرادها كما يلي:
1- أمريكا تخشى التصعيد
رغم الاحتلال الأمريكي والصلف والعدوان، إلا أن التحركات الميدانية والسياسية تبرز خشية أمريكية كبيرة من التصعيد وتطور الأوضاع باتجاه مقاومة شاملة تقلب الطاولة على القوات الأمريكية، وقد صرح الرئيس الأميركي جو بايدن أن "واشنطن لا تسعى لصراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها"، وهو تصريح يفيد بالتهدئة وأقرب لكي يكون مناشدة بعدم الوصول بالأوضاع لمواجهة صريحة وشاملة.
ويضاف لذاك تصريحات البنتاغون، والتي قالت إن الطائرات الأميركية التي استهدفت دير الزور شرق سوريا انطلقت من قاعدة العديد في قطر، وهو ما يمكن قراءته في سياق الخوف من استهداف القوات الأمريكية في العراق كإجراء انتقامي منها، وهو ما يعني أن أمريكا تعي جيدا حساسية الوضع بالعراق وترابط ساحات فصائل المقاومة.
2- المقاومة تقطع الطريق على التعاون الصهيو – أمريكي
من المعلوم أن التواجد الأمريكي في سوريا، يهدف إلى جانب النهب للثروات السورية، إلى التموضع لقطع الطريق على تواصل محور المقاومة، وهو من أسباب التموضع شرقا باتجاه الحدود العراقية وكذلك في التنف ، وهو دعم استراتيجي للعدو الصهيوني، ولكنه غير معلن من جانب أمريكا، والتي تتذرع بالحرب على الإرهاب لتبرير احتلالها.
ولكنه لوحظ في الآونة الأخيرة أن فصائل المقاومة تستهدف قواعد الاحتلال الأمريكب عقب كل قصف صهيوني للأراضي السورية، وهي رسالة مباشرة لأمريكا تفيد بوعي المقاومة للترابط الصهيو أمريكي، وتقطع الطريق على أي تعاون وتنسيق صريح في العدوان على سوريا، وهو بمثابة فصل للمسار الصهيوني الذي سيأتي وقت الرد عليه، والمسار الأمريكي الذي يتم الرد عليه بشكل مباشر ومتكرر باعتباره قوة احتلال مباشرة تتطلب معادلة مختلفة عن معادلة التعاطي مع الكيان على الجبهة السورية.
3- الصوت في سوريا والصدى في الكيان الصهيوني
لا شك أن تطور الرد المقاوم على قوات الاحتلال الأمريكي قد وصلت رسالته للعدو الإسرائيلي، وربما كشف عنوان موقع " ديبكا " الاستخباراتي، طبيعة الرسالة التي وصلت للعدو، حيث عنون الموقع تقريره عن الأحداث الأخيرة بعنوان: "مبارزة انتحارية وطائرات مقاتلة وصواريخ هي الأولى من نوعها بين الولايات المتحدة وإيران في شرق سوريا. قررت طهران الرد على الهجمات الأمريكية على قواعد الحرس الثوري الإيراني".
أي أن التقديرات الصهيونية هي أن هناك قرارا مقاوما تم اتخاذه بالرد وعدم تمرير أي عدوان.
كما نقل ديبكا تصريحات الجنرال مايكل كوريلا، والتي قال فيها أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في واشنطن يوم الخميس، إن أسطول الطائرات دون طيار الإيراني هو أكبر وأقوى قوة جوية دون طيار في المنطقة.
وعلق الموقع بالقول إن هذه التصريحات من شخص مطلع جيدا على أسطول الطائرات دون طيار الإسرائيلي وقدراته، يجب أن تضيء العديد من الأضواء الحمراء في "إسرائيل".
يمكننا القول باطمئنان أن زمن الصمت على الاحتلال قد ولى، وأن الصبر الاستراتيجي له أسقف قد انخفضت كثيرا مع تطور قدرات المقاومة وربط ساحاتها، وأن أيام الاحتلال الأمريكي في سوريا بدأت في العد التنازلي وخاصة مع نذر تحولها لأزمة داخلية مع مطالبات الجمهوريين بالانسحاب، وإن كان الصوت لهذا التطور في سوريا، فإن الصدى قد وصل إلى داخل الكيان الصهيوني والذي يجب عليه إعادة حساباته قبل التمادي في العدوان.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024