آراء وتحليلات
"قسد" تلتزم بالعقوبات الأميركية.. لا مؤازرة لدمشق بعد الزلزال
خليل نصر الله
تتحدث ما تسمى "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا الخاضعة للإرادة الأميركية، عن وحدة الأراضي السورية. خلال تلويح أنقرة بعمل عسكري، خرج مسؤولها علنا لطلب العون من دمشق. تحدثوا عن مسؤولية الجيش السوري في حماية الحدود، دون أن يتخذوا خطوات على الأرض أو يخلوا المكان كصرف عملي لتصريحاتهم.
خلال الأعوام الماضية، حضر هؤلاء إلى العاصمة السورية، وأجروا مباحثات عدة. كانت مطالبهم تتركز في الحضور "الخدماتي" للدولة السورية. كان يبدون الكثير من المطالب، لكنهم يتمسكون بسلطتهم. دمشق كانت ولا زالت، تلمس عدم جدية من قبل هؤلاء في أي خطوة يتحدثون عنها. وهم يسيرون وفق مصالح آنية، ووفق منظور وتوجه الأميركيين في تلك المنطقة.
العام الماضي، استثنت واشنطن تلك المنطقة من كثير من عقوبات قيصر، بهدف انعاش المنطقة اقتصادية، من جهة، ومن جهة أخرى تشديد الحصار على سوريا من داخلها. وهو ما ترجم في كثير من الأمور على الأرض.
مع وقوع الزلزال، كان من المتوقع أن تبادر "قسد" إلى خطوات عملية، المسألة هنا معالجة آثار كارثة طبيعية، وهي لديها إمكانات، لا تحل المشكلة لكن يمكن لها أن تساعد. لكن ما حصل أتى عكس ذلك.
تؤكد المعطيات أن كل ما فعلته "الإدارة الذاتية" هو إرسال مائة شاحتة محملة بالوقود تحت عنوان "هبة مجانية"، علمًا أنها تدفع من جيب المقدرات السورية التي من المفترض أن تكون تحت سلطة الدولة.
وعليه، أوضحت الكارثة أن ما سعى اليه هؤلاء طوال الأعوام الماضية هو تكريس حكم هدفه الرئيس هو "التقسيم" والانفصال، ومن أهدافه أيضًا خدمة مصالح أميركية لا تصب في ملصحة السوريين قاطبة بمن فيهم ما يسمى "الإدارة الذاتية".
يبين المشهد أيضا، بل ويكرس، نظرية الحصار الداخلي على السوريين، فبمجرد التزام "الادارة الذاتية" بالعقوبات الأميركية ضد الشعب السوري ودولته، هي تؤكد أنها مشروع منفصل عن أي إرادة سورية.
إن ما بعد الكارثة لن يشبه ما قبله، فما حصل هو امتحان كبير أمام المتمسكين بالإرادة الوطنية وثوابتها، وأولئك الذين يبحثون عن مكاسب آنية. وبالتالي فإن دمشق ستقف حتمًا عند كل موقف داخلي وخارجي وتقيمه وتتصرف على أساسه.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024