آراء وتحليلات
كيف يؤثر بيع حاكم مصرف لبنان لأملاك الدولة على الوحدة الوطنية؟
د. زكريا حمودان
يعيش لبنان أزمة مالية كبيرة تشارف على القضاء على أموال المودعين بشكل كامل اذا استمرت ادارة المصرف المركزي على هذا النهج اللا مسؤول تحت مسمى استقرار سعر الصرف، متماهية مع شركائها في السوق السوداء.
كما لا يخفى على أحد أن حاكم المصرف المركزي يمتلك أدوات إعلامية تقوم بتسويق سياساته المالية متجاهلة جميع خلفياته، وهو يعمل ضمن أجندة واضحة تستهدف الوحدة الوطنية من خلال وضع يده على أموال المودعين وتحويلهم إلى كتلة تحرق البلد من جهة، بالاضافة إلى استهداف السيادة الوطنية اللبنانية.
على مستوى الوحدة الوطنية
شكلت عملية وضع اليد على أموال المودعين منذ ١٧ تشرين الاول/ أكتوبر من العام ٢٠١٩ حتى يومنا هذا رأيًا عامًا كبيرًا، ساهم إلى جانب بعض المطبلين لحاكم مصرف لبنان من اعلاميين وقنوات اعلامية، بتغيير انتخابي فشل في تشكيل كتلة نيابية، بل تحوّل إلى كتل متناثرة، دون أن ننسى المساهمة السياسية للقوى المنغمسة في الفساد المشترك مع حاكم المصرف.
وقد تشارك حاكم المصرف أموال المودعين مع حفنة من المستشارين والموظفين الوهميين، وهم اليوم يدافعون عن أموال المودعين في وقتٍ جميع سياسات الحاكم تستهدف أموال المودعين بالتعاون مع أداء شركائه السياسيين المصرفيين.
على مستوى تهديد السيادة
مع تطور الأزمة منذ العام ٢٠٢١ إلى يومنا هذا برزت أسماء تطالب باستثمار مساحات شاسعة تعود ملكيتها إلى الدولة اللبنانية، لكن السؤال الخطير اليوم هو: ماذا لو باعت الدولة أراضي استراتيجية لمن يعادي لبنان؟
هنا الحديث يأتي عن سياسة عميقة يتم التخطيط لها خارج الحدود ويتم تنفيذها ضمن أساليب الحرب الناعمة الاستراتيجية لاستهداف السيادة الوطنية، فإذا ذهبنا صراحة الى حلول كهذه يعني أننا نذهب باتجاه غير منتج ونتجاهل الحلول العلمية التي يجب أن تتقدم على الحلول التي يقترحها متآمرون من خارج الحدود وصولًا إلى تسويقها في الداخل.
أما عن الحلول المنتجة، فهنا يمكننا أن نذهب تجاه الاقتصاد المنتج والاستثمارات بالشراكة مع القطاع الخاص من خلال التوجه نحو الدول الصديقة للبنان بالاضافة الى الدولة التي تبحث عن استثمارات في دولة تمتلك ثروة نفطية وغازية واعدة.
اليوم نعيش حرب اللحظات الأخيرة، فإما الانزلاق نحو مخططات تفجر الواقع اللبناني وهي مخططات ناعمة وغير ملحوظة وتؤثر على الوحدة الوطنية والسيادة، وإما أن نذهب نحو بناء دولة عصرية منفتحة شرقًا وغربًا دون وصاية امريكية وغربية وذات سيادة استثمارية.
المصرف المركزيرياض سلامةالمصارفأموال المودعين
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024