موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

آراء وتحليلات

"إسرائيل" تعتدي في العديسة.. وعين الدولة مغمضة!
16/12/2022

"إسرائيل" تعتدي في العديسة.. وعين الدولة مغمضة!

خليل نصر الله 

لم يكن زميلنا علي شعيب، مراسل قناة "المنار"، في نزهة استجمام في خراج بلدة العديسة على تخوم الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليكتشف خرقا إسرائيليا في خلة "الدبش" في خراج البلدة. هو رابض هناك لأيام، يحمل بيده كاميرته ويثقل حسابه في "تويتر" بمنشورات توثّق بالصورة انتهاكًا ينفذه العدو عبر مد أسلاك شائكة في منطقة تتجاوز ما يسمى خط الانسحاب ( نقطة التحفّظ اللبنانية وتتجاوز مساحتها 144 دونم) بأكثر من 250 متر مربع.

"إسرائيل" تعتدي في العديسة.. وعين الدولة مغمضة!
نقل الشريط الشائك لنشره في المساحة المقتطعة في خراج العديسة

بالعودة إلى عام 2000، وبعد انسحاب الإسرائيليين من أرضنا تحت ضربات المقاومة، خاض الجيش اللبناني يومها ما يعرف بمعركة "الأشبار" للتحقق من الإنسحاب، وبمعية الأمم المتحدة تم ترسيم ما يعرف بـ "الخط الأزرق" أو خط الإنسحاب، وهو لا يحاكي الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة. يومها تحفظ وفد الجيش على نقاط عدة، منها في الناقورة، ونقطة الـ B1 وأخرى في رميش، ونقطة قرب مستعمرة المطلة، وأخرى في العديسة، ونقاط أخرى على طول الحدود.

بحسب، الأمم المتحدة فإنها ترى أن "التحفظ" يعني لبنان فقط، لكن العدو كان يتحاشى الإقدام على أعمال فيها قد تستفز المقاومة بالدرجة الأولى.

بقيت هذه النقاط محتلة بحسب التوصيف اللبناني، فيما تعتبر اليونيفيل أن الإنسحاب قد تم وأن التحرك في هذه النقاط هو خرق من قبل اللبنانيين، ولا تعتبر دخول العدو إليها بمثابة خرق لخط الإنسحاب.

خلال اليومين الماضيين، وفيما كان لبنان الرسمي يحج إلى الناقورة لتقديم العزاء بوفاة أحد جنود اليونيفيل في حادثة العاقبية، وآخرون يصوبون على المقاومة وأهالي الجنوب واتهامهم بعملية قتل مدبرة دون دليل وكجزء من حملات الإفتراء والموجهة خارجيا دائما، كان جيش العدو الإسرائيلي يقوم بعملية تجريف واسعة، غابت عن الإعلام اللبناني باستثناء من يعنيهم الأمر في حماية الحدود والقتال لأجل عدم مسها وإيصال صورة الواقع.

"إسرائيل" تعتدي في العديسة.. وعين الدولة مغمضة!
الجرافات تعمل على تسوية الأراضي المحترقة

بناء على تقدم يمكن تسجيل ملاحظات عدة:

- العدو أقدم على خرق خارج منطقة ما يسمى خط الانسحاب وأبعد من النقطة المتحفظ عليها، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية بأجهزتها المعنية كافة، مطالبة بمعالجة الأمر وعدم السكوت عنه، وتكليف الأجهزة المعنية بإزالته.

- أن لبنان الرسمي، بأكثره، لا يتحرك وفق الأولويات اللبنانية، وهذه مسألة خطيرة.

- أن التعتيم الإعلامي على الأمر مقصود، فلطالما تجنب الإعلام المشبوه الإضاءة على الخروقات الإسرائيلية لأرضنا وسمائنا وبحرنا والتعامل معها على أنها عدوان، تماما كما يحصل مع استخدام العدو للأجواء اللبنانية لإستهداف الأراضي السورية.

"إسرائيل" تعتدي في العديسة.. وعين الدولة مغمضة!
جنديان من الجيش اللبناني في مواجهة الميركافا 

إن مشهد التعاطي مع حادثة العاقبية خلال الأيام الماضية، وإقدام بعض المسؤولين على التهديد والوعيد لأبناء منطقة العاقبية قبل بدء التحقيق حتى، والذي أتى بعد بيان إدانة موجّه سياسيًا من قبل السفارة الأميركية، واتهام قوى على خصومة مع المقاومة لحزب الله بالأمر، يبين أن الغيرة التي يبديها البعض لا تصب في مصلحة لبنان وانطلاقا من مصالحه السياسية والأمنية. من هنا، يفرض السؤال نفسه، أين الغيارى على لبنان وشعبه وسيادته من خرق العدو الإسرائيلي في خراج بلدة العديسة؟ هل سيرفعون الصوت؟ أم أن الأمر لا يعنيهم؟
الصور بعدسة الزميل علي شعيب

الخروقات البريةالعديسة

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات