آراء وتحليلات
أسابيع تفصلنا عن تحوّل لبنان الى دولة نفطية؟
زكريا حمودان
عشرات السنين والحديث يدور عن ثروات لبنان النفطية برًا وبحرًا، لكن الأحداث الإقليمية كانت دائمًا تقف عائقًا أمام تلك الدولة الصغيرة بين الدول العربية التي كانت ترفع شعارات متعددة في إطار القضية الفلسطينية. الصراعات والشعارات الكثيرة بالتوازي مع اكتشافات للنفط تم طمرها تحت انقاض الدولة القوية في ضعفها آنذاك، التي حالت دون توصل لبنان إلى اكتشاف نفسه واستكشاف ثرواته. من جهة لم يكن من السهل أن يكتشف لبنان شعبه المقاوم في ظل تلك الحقبة، ومن جهة أخرى لم يستكشف لبنان ثرواته لأنه كما يبدو كان ممنوعًا من استكشافها.
منذ أربعين عامًا تحول الزمن الغابر، وانطلقت المقاومة في مسيرة تكللت بالكثير من الانجازات التي كسرت معادلات كبيرة في المنطقة انطلاقًا من الصراع العربي - الاسرائيلي وصولًا إلى الحروب الغوغائية على خطوط امداد المقاومة كاشفة عن ضرب خلايا صناعة الارهاب الخليجي -الاسرائيلي - الأميركي التي صُنعَت كمقدمة لمشاريع التطبيع فأفشلتها.
مخاض كبير خاضته المقاومة كاسرة لجميع معادلات الصراع في الشرق الأوسط دون توقف، لكنها اليوم أمام صناعة التاريخ الحديث، تاريخ صناعة دولة لبنان النفطية!
إذا ما أردنا العودة سنوات إلى الوراء لوجدنا أن أول من أراد التآمر على لبنان في ملف النفط والغاز هو رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي يدعي أنه لم يروج للخط رقم واحد وأنه ثبت الخط 23، في المقابل مجرد اعتماد الخط 23 هو خطأ لم تتم العودة عنه سواء من حكومة السنيورة أو حتى حكومة نجيب ميقاتي الثانية في العام 2011. انطلاقًا من هذا السرد التاريخي المعيب الذي لا يمكن أن يكذبه سوى الكشف عن دراسات المكتب الهيدروغرافي البريطاني (UKHO) التي أجريت في العام 2011 والتي حددت الخط 29 الذي يتم التفاوص عليه اليوم، وقفت المقاومة آخذة المبادرة لخوض معركة تحرير جديدة، إنها معركة تحرير لبنان من واقعه الأليم وتحويله إلى دولة نفطية، شاء من شاء وأبى من أبى.
اليوم تخوض المقاومة معركتها الجديدة وهي التي اعتادت أن تضحي دائمًا في خدمة القضية اللبنانية. تخوض المقاومة معركة تحويل لبنان إلى دولة نفطية مواجهة مختلف المؤامرات الداخلية منها والخارجية، لتنتصر لشعبٍ كامل برمته، فيه المتآمر عليها وفيه الواقف إلى جانبها، بالإضافة إلى ركيزتها الرئيسية من الشهداء الأحياء والجرحى الأبطال، دون أن ننسى المجهود الجبار الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية في إيران في دعم المقاومة في لبنان والمنطقة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024