معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

ثورة اسلامية قوامها نهضة النساء والشباب
15/06/2021

ثورة اسلامية قوامها نهضة النساء والشباب

مختار حداد - طهران

أهم ما يميّز بناء الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 هو إشراك المرأة والعنصر الشاب ‫في مختلف مجالات الحياة، ومشاطرتهم في مراكز صنع القرار السیاسي لإيجاد دینامیكیة اجتماعیة في جميع مؤسسات البلاد.

تارجح مصير المرأة في المجتمع الإيراني منذ القدم إلى ما قبل الأربعة عقود الماضية، بين التغييب المطلق وأدنى مستوى من الحضور في المجتمع، ومما لا شك فيه أن دور المرأة في إيران قبل الثورة الإسلامية مغاير عمّا جاء بعدها بكثير.

فالنساء الايرانيات خلقن ملاحم عظيمة في ميادين الثورة الإسلامية ومرحلة الدفاع المقدس، ولم يكن هذا الدور بالمهمة البسيطة والسهلة أو العابرة، بل كانت أشبه بالمعجزة التي تحوّلت الى أنموذج نادر يُحتذى به في المجتمعات المعاصرة.

لا يخفى على أحد دور المرأة الايرانية في إحداث تحوّل جذري في المجتمع، فقد أجرت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) تغييرًا جذريًا وعميقًا في مكانة المرأة ودورها في كافة مجالات الحياة، حيث رفعت من مقامها ووسّعت نطاق مشاركتها في جميع مؤسسات الحكومة الاسلامية.

وأدرك مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني (قدس سره)  منذ فجر الثورة الاسلامية بحرصه وحنكته وحكمته، الدور الهام والمصيري للمرأة في الثورة الاسلامية، وكان متيقّناً من أنه لن يُكتب لها البقاء بدون مشاركة فاعلة للمرأة بها، وأكد على أن الإسلام لا يريد أن تكون المرأة في أيدينا كشيء ودمية، بل يتطلّع للحفاظ على شخصيتها وإشراكها في مختلف جوانب الحياة، وقال في أحد خطاباته المباركة: "لن نسمح أبداً بأن تكون المرأة مجرّد أشياء للرجال وأدوات للشهوة".

وسنتناول بعضًا من انجازات المرأة في ظلّ الثورة الاسلامية:

أولاً: سجّلت المرأة الايرانية حضورا ملحميا في جميع المسيرات الجماهرية التي جابت ايران للاطاحة بنظام الاستبداد (البهلوي)، لا سيما خلال العام 1979 حيث شاركت النساء جنبا الى جنب الرجال في النهضة الاسلامية، كما في مرحلة ما بعد انتصار الثورة الاسلامية وخلال فترة الدفاع المقدس، فقد حققت المرأة الايرانية مشاركة ملحمية ايضا في الدفاع عن أراضي البلاد ضد العدوان، وفق توصيف الرئيس الشيخ حسن روحاني.

ثانياً: باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنظام الجمهورية الاسلامية، لعبت المرأة الايرانية دورا بارزا في مجال التنمية البشرية، ولم تشارك في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فحسب، إنما كان لإشراكها في كافة مؤسسات البلاد تأثير إيجابي على تحقيق أهداف التوزيع الأكثر إنصافًا للدخل ورفع مستوى رفاهية الأسرة.

ثالثاً: على الصعيد العلمي، لا مجال للشكّ بأن وضع المرأة في الجمهورية الإسلامية قد تحسّن بشكل مُلفت، خصوصاً انه  كان لحرمان المرأة من التعليم تاريخ طويل في ايران قبل الثورة، في حين باتت المرأة الايرانية اليوم تشغل 25 بالمئة من المناصب القيادية في ظلّ الجمهورية الاسلامية، وبات لها دور كبير في تقدّم البلاد بمختلف المجالات.

رابعاً: النساء الايرانيات لعبن دورا كبيرا في ظلّ أزمة كوفيد-19 (كورونا) التي اجتاحت العالم، وسجّلت مشاركة ملحمية بهدف احتواء هذا البلاء في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقدمن تضحيات داخل المستشفيات والمراكز العلاجية وغيرها من مؤسسات الدولة، وارتقى البعض منهن شهيدات في سبيل الدفاع عن أبناء بلدهن وإنقاذهن من هذا الفيروس.

كما كان للشباب دور كبير في تقدّم ايران في مختلف المجالات، وها هي الجمهورية الاسلامية تحصد ثمار استثمارها بهم، فلا يمرّ يوم إلاّ ويحقّق الشباب فيه إنجازاً علمياً جديدا لايران، وتمكنت ايران من الانضمام الى ركب الأمم المتقدمة عبر عقول وسواعد شبابها الثوري والعقائدي النشيط.  

في الختام، لا بد من التأكيد أنه كما كان للنساء والشباب في ايران دور كبير في انتصار الثورة الاسلامية ودفع عجلة التقدّم والتنمية في الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى بلغت مصاف الدول المتقدمة اليوم، في المقابل قدّمت الثورة الكثير من أجل النهوض بمكانتهم وإعطائهم هذا الدور المحوري في تقرير مصير البلاد.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل