معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

حادث قناة السويس.. هل تستثمره
30/03/2021

حادث قناة السويس.. هل تستثمره "اسرائيل"؟

إيهاب شوقي

في 12 أكتوبر الماضي، وصلت إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، أول سفينة شحن ‎إماراتية، والتي نفذت رحلة مباشرة من ميناء ‎جبل علي في ‎دبي إلى ميناء حيفا. وقالت صفحة "إسرائيل بالعربية" على "تويتر"، إن السفينة MSC Paris دخلت الميناء هذا الصباح، واصفة الحدث بالتاريخي، وقالت إنه بذلك تم "افتتاح أول خط تجاري بحري بين الإمارات العربية المتحدة و"دولة إسرائيل".
وفي 29 أكتوبر  قالت شركة "أحواض بناء السفن" الإسرائيلية، إنها قدمت عرضا مشتركا مع "موانئ دبي العالمية" في عملية خصخصة ميناء حيفا. وذكرت وكالة "رويترز" أن الشركتين وقعتا اتفاقا للتعاون الحصري في عملية خصخصة ميناء حيفا، الذي يعد أحد ميناءين بحريين رئيسيين في فلسطين المحتلة.

وأوردت وكالة "وام" الإماراتية أن "موانئ دبي العالمية" وقعت عددًا من مذكرات التفاهم مع شركة "دوفرتاوار"، وهي شركة يملكها شلومي فوغيل، الشريك في "أحواض بناء وإصلاح السفن" الإسرائيلية وميناء إيلات. ويأتي التوقيع في إطار تقييم فرص تطوير البنية التحتية اللازمة للتجارة بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، وكذلك تعزيز الحركة التجارية في عموم المنطقة.

وتغطي مذكرات التفاهم مجالات تعاون تشمل قيام "موانئ دبي العالمية" بتقييم تطوير الموانئ الإسرائيلية، وكذلك تطوير مناطق حرة وإمكانية إنشاء خط ملاحي مباشر بين ميناء إيلات وميناء جبل علي، ومساهمة "جمارك دبي" في تسهيل التجارة بين المؤسسات الخاصة من الجانبين من خلال تطبيق أفضل الممارسات الجمركية السلسة والمبتكرة.

جاء لافتاً تزامن الاتفاقيات الخليجية الإسرائيلية مع انفجار مرفأ بيروت، مما يعني بالضرورة أن تصبح مدينة حيفا، وميناؤها البحري، بوابة دول الخليج على البحر المتوسط، وأن يحل مرفأ حيفا محل مرفأ بيروت، من الآن فصاعداً، وإلى أجل غير مسمى، بعد أن كان أهم مرفأ بحري في منطقة شرق البحر المتوسط، وأحد أكبر 10 مرافئ، ونقطة التقاء للقارات الثلاث: أوروبا وآسيا وإفريقيا، وقد يحظى ميناء حيفا بهذه الامتيازات الاقتصادية بفعل الاتفاقيات الإسرائيلية الخليجية.

بالتزامن مع توقيع الاتفاقيات، أكدت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية أن "تل أبيب" ستعرض على أبو ظبي بناء ممر بري يربط بينهما، ليكون حلقة وصل لنقل نفط وغاز الخليج إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، وأنّ السعودية سيكون لها محطة ضمن الممر، ما قد يعني الاستغناء عن قناة السويس، لأنّ نقل النقط والغاز الطبيعي سيتم عبر الأنابيب من دول الخليج إلى إيلات، ثمّ عسقلان، لنقلها لأوروبا وأمريكا الشمالية بما يهدف لتقليل وقت نقل النفط والغاز الطبيعي ونواتج التقطير من السعودية ودول الخليج إلى الغرب، ويوفر سداد رسوم عبور السفن بقناة السويس.

وقد أعلنت شركتا "موانئ دبي العالمية" الإماراتية و"دوفرتاور" الإسرائيلية، توقيع عدة اتفاقيات للتعاون في أنشطة الشحن والموانئ، مما سيفضي إلى المس بالعوائد التي تحصل عليها مصر من قناة السويس، في حين أن شركة النفط الإسرائيلية الحكومية "كاتشا" تجري اتصالات سرية مع دول خليجية لبحث سبل التعاون في مجال الاتجار بالوقود والمشتقات النفطية، ويتركز البحث في مساهمة دول الخليج بنقل النفط بين ميناء إيلات على البحر الأحمر لمدينة عسقلان على ساحل البحر المتوسط، ويهدف للحيلولة دون الحاجة لمرور الناقلات التي تحمل النفط لإسرائيل في قناة السويس، لأن كلفة المرور في القناة مرتفعة جداً.

وهنا كان لا بد من أن تحدث كارثة بقناة السويس مشابهة لكارثة مرفأ بيروت! فهل الجنوح المريب للسفينة "إيفر جيفن"، يوم 23 مارس/ آذار الجاري، وتسببه في إغلاق قناة السويس هو محض حادث؟

تكتسب الشكوك وجاهة مع تضافر تقارير أفادت بأن الأقمار الصناعية رصدت صورًا ومقاطع فيديو لتحركات غريبة في مسار سفينة "إيفر جيفن" العملاقة قبل دخولها قناة السويس، وجنوحها. وقد نشرت وكالة "نوفوستي" الروسية صورا وفيديو يكشفان عن مسار غريب سلكته سفينة الحاويات Ever Given، العالقة في قناة السويس قبل دخولها والجنوح. وقالت الوكالة إنه وفقا للصور اتبعت السفينة مسارًا مثيرًا للجدل في البحر الأحمر. ويظهر من الصور أن السفينة الجانحة سلكت مسارًا دائريًا وغير مفهوم، قبل أن تدخل ممر قناة السويس.

هنا نحن لا نستبق التحقيقات ولا نجزم بحقائق دون أدلة، ولكننا نستعرض قرائن بخصوص المستفيد من الحوادث وخاصة التي تشوبها الريبة.
كان لا بد أن يتم تشويه مرفأ بيروت وتشكيل سابقة خطيرة تفيد بأنه غير آمن ويشوبه الإهمال والفساد ويعرض التجارة العالمية للخطر، كما أنه ولا بد من تشكيل سابقة خطيرة لقناة السويس تفيد بأن هيئتها عاجزة عن تلافي أو علاج حادث جنوح أو انسداد للمجرى الملاحي مع التركيز الإعلامي على خسائر التجارة العالمية بسبب قناة لا بد من البحث عن بدائل لها!

إن مصر ولبنان رغم ما يتعرضان له من استهداف صهيوني معلن عن طريق الخطط دون انتظار لثبوت أدلة التآمر، مطالبان بموقف رسمي من التطبيع الخليجي الصهيوني، بينما نجد الوضع بمصر رسميًا مساندًا للتطبيع، والوضع بلبنان غني عن البيان يشوبه الصراع والعداء للمقاومة التي تحرص على الحفاظ على الحقوق اللبنانية والعربية!

قناة السويس

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات