معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

الامبراطورية الامبريالية العالمية لأميركا.. الى الانهيار (1)
13/11/2020

الامبراطورية الامبريالية العالمية لأميركا.. الى الانهيار (1)

صوفيا: جورج حداد

تُعَد الظاهرة الامبريالية ـ كما يصفها لينين ـ المرحلة الأعلى في تطور الرأسمالية. وهي تقوم على تدامج ركيزتين:

الأولى ـ تحول النظام الرأسمالي (أو "تطوره") الى النظام الرأسمالي الاحتكاري للدولة.

والثانية ـ نزعة السيطرة الاستعمارية (الكولونيالية التقليدية)، للدولة المتطورة رأسماليًا الى مرحلة الامبريالية، على الدول والشعوب الاخرى، ولا سيما الضعيفة والمتخلفة، ونهبها واستعبادها. وهذه النزعة الاستعمارية ـ الاستعبادية هي موروثة من عهد النظام العبودي للدولة الرومانية القديمة، أو الأدق القول انها امتداد تاريخي للنظام العبودي، بعد نزع صفته القومية القديمة المحددة (الرومانية القديمة).

وقد أعطتنا السيرورة التاريخية للرأسمالية نموذجين للامبريالية:

النموذج الأول ـ هو النموذج القومي ـ الشوفيني، أي المرحلة العليا الامبريالية للرأسمالية، المندمجة عضويا بنزعة التعصب والتفرد والاستعلاء القومي المحدد (الالماني، الانكليزي، الفرنسي الخ.). ويمكن القول ان جميع الامبرياليات الاوروبية (واليابانية) كانت امبرياليات قومية ـ شوفينية. وفي النصف الاول من القرن العشرين برزت النازية الالمانية بوصفها الصيغة "الأرقى" للنموذج القومي ـ الشوفيني للمرحلة العليا الامبريالية للرأسمالية. وبهذا المفهوم فإن كل امبريالية هي نازية، بدرجة أقل أو أكثر وحشية من النازية الالمانية.

والنموذج الثاني ـ هو النموذج الامبريالي الكوسموبوليتي ـ أي غير المرتبط بقومية معينة، أو نزعة قومية ـ شوفينية معينة. أي أنه نموذج امبريالي تجريدي "خالص"، يقف بمعزل عن جميع القوميات، وفوق جميع القوميات، الامبريالية وغير الامبريالية.

وفي الظروف التاريخية المحددة، فقد اختصت بالنموذج الامبريالي الكوسموبوليتي ما سمي "الولايات المتحدة الاميركية"، التي هي تسمية مجازية اعتباطية أو تعسفية ليس لها أي مدلول قومي ـ حضاري ـ تاريخي محدد. وهذا ما ينبغي على كل باحث في علم التاريخ والسياسة أن يتوقف عنده. وهو ما نحاول مقاربته هنا من وجهة نظرنا المتواضعة. ولفهم النموذج الامبريالي الاميركي، في نشوئه وتطوره، علينا أن ننظر في الملاحظات الرئيسية التالية:

ـ1ـ ان الامبريالية، كمرحلة أعلى في تطور الرأسمالية، هي جزء وحسب، ومرحلة وحسب، من السيرورة التاريخية ـ الحضارية لكل أمة ـ دولة، امبريالية. أي أن الأمة ـ الدولة، الامبريالية، يكون لها وجود قومي وتاريخ وحضارة، قبل المرحلة الامبريالية، وخلالها، وبعدها، وبها وبدونها. فالأمة الانكليزية، مثلا، (او الالمانية وغيرها) وُجدت كلغة، وكحضارة، وكشعب محدد له أرضه الخاصة وتاريخه الخاص، قبل أن توجد الظاهرة الامبريالية الانكليزية. وبالتالي فإن هذه الأمة ستستمر بالوجود بعد زوال الظاهرة الامبريالية. وبكلمات أخرى يمكن القول إن الأمّة ـ الدولة المعينة، في مرحلة محددة من تاريخها، هي التي أوجدت الامبريالية، في ارتباط وثيق مع توفر شروط تاريخية محددة لوجود هذه الأمة ـ الدولة، وللأوضاع الدولية المزامنة. وأن الصفة أو الحالة "الامبريالية" لهذه الأمة ـ الدولة، ستزول بزوال تلك الشروط والأوضاع. أما الأمة ـ الدولة الامبريالية المعينة بحد ذاتها فستبقى كشعب، وأمة، ودولة، وحضارة الى ما بعد زوال الظاهرة الامبريالية.

ـ2ـ وبعكس ذلك تمامًا، كان نشوء الامبريالية "الاميركية"، ومن ثم الدولة "الاميركية". فاذا كان يمكن القول إن الأمة الانكليزية (او غيرها من الامم "الامبريالية" غير الاميركية) قد أوجدت الدولة الانكليزية، ومن ثم أوجدت "امبرياليتها" الانكليزية؛ فإن الأمر هو بالعكس تمامًا في الحالة الاميركية. فقبل احتلال واستعمار الأرض التي سميت "اميركية" لم يكن يوجد "أمة أميركية" أو "حضارة أميركية" أو "دولة اميركية". والسكان الأصليون لما يسمى "الولايات المتحدة الاميركية" قد جرت ابادتهم، والاستيلاء على أرضهم، على ايدي "المكتشفين" الاستعماريين، بدءا من "الاكتشاف" الاستعماري لاميركا في نهاية القرن الخامس عشر. ثم ان "المكتشفين" الاستعماريين "استقلوا" او انفصلوا عن المتروبول (الدولة ـ الام) الاستعمارية التي جاؤوا منها، في الربع الاخير من القرن الثامن عشر، فيما يعرف بـ"حرب الاستقلال الاميركية"، وأنشأوا "الولايات المتحدة الاميركية"، التي نشأت كنتيجة لعملية قطع تاريخي مركبة مزدوجة:

 ـ أ ـ قطع وجودي تام مع السكان الاصليين (الذين تمت ابادتهم).

 ـ ب ـ قطع قومي ودولوي مع المتروبول الامبريالي الاوروبي، الذي انطلقت منه عملية "الاكتشاف" الاستعماري للارض التي سميت اعتباطا "اميركية".

وبالتالي فاذا كان يمكن القول إن كل دولة امبريالية معينة في أوروبا هي في الأساس دولة قومية "أوجدت امبرياليتها"، فإن الامبريالية "الأميركية!"، بمكوناتها البشرية من "الرواد المكتشفين": اللصوص والقتلة والغانغستر والمرابين وكل انواع المجرمين، اليهود والبروتستانت والتوراتيين المتهودين، ـ هذه الامبريالية هي التي اوجدت الدولة الاميركية، والامة الاميركية، الكولومبوسية. اي انه لم ولا ولن يوجد، لاميركا، اي تاريخ الا تاريخها كدولة امبريالية. وبالتالي فإنه لا يوجد امة اميركية، بالمعنى التاريخي ـ الحضاري لمفهوم الامة. ومتى سقطت الظاهرة الامبريالية، التي اوجدت ـ او التي وُجدت بها ـ اميركا، فمن المحتم ان تسقط الدولة الاميركية، وما يسمى مجازا وزورا "الامة" الاميركية، الموجودة فقط بفعل وجود المؤسسة الامبريالية الاميركية.

ـ3ـ ان آلية العمل الاقتصادية الرئيسية للامبريالية الكلاسيكية هي تصدير الرساميل الى الخارج، واستغلال الشعوب والبلدان والدول الأخرى بواسطة تكبيلها بالقروض وجني الفوائد، والحصول على الارباح من التوظيفات والاستثمارات الخارجية، وشراء المواد الخام ومنتجات البلدان المستضعفة بأسعار رخيصة أدنى من قيمتها الحقيقية، وبيع تلك البلدان مصنوعات بلدان المتروبول الامبريالية بأسعار احتكارية مرتفعة أعلى من قيمتها الحقيقية. وتدخل الكولونيالية (اي الاحتلال والقوة العسكرية للدولة الامبريالية) في خدمة سياستها واقتصادها الامبرياليين. اما في "الولايات المتحدة الاميركية" فإن نمو الامبريالية فيها تم في مراحله الاولى، التأسيسية، بطريقة مغايرة. اذ ان "مكتشفي اميركا" و"مؤسسي الدولة الاميركية" لم يقوموا بتصدير الرساميل خارج "الولايات المتحدة الاميركية"، بل على العكس تمامًا قاموا باستيراد وتكديس الرساميل "غير الاميركية"، في "الدولة الاميركية" الجديدة التي تأسست على الأرض "غير الاميركية"، المغتصبة من سكانها الأصليين الذين تمت ابادتهم. وفي الوقت ذاته بدأ اصحاب هذه الرساميل المكدسة، في ما سمي "اميركا"، باستيراد شعب جديد "غير اميركي" للعمل في الدولة الجديدة. أي أن الامبريالية "الاميركية" تكونت أساسًا من رساميل "غير اميركية"، على أرض "غير اميركية"، ومن "شعب" "غير اميركي". وقد تألف أحد أجزاء هذا الشعب الجديد من العبيد الأفارقة الذين تم شراؤهم من شبكة تجارة العبيد الدولية واجبارهم بقوة السياط والسيوف على العيش والعمل العبودي، بالطريقة "الرومانية" القديمة، لبناء "اميركا" الجديدة. ولكن القسم الأكبر من الشعب الاميركي الجديد كان يتألف من المهاجرين، المسلوخين عن مجتمعاتهم الأصلية، من مختلف البلدان والقوميات من: اللصوص والمجرمين والمغامرين، العاديين؛ ومن الهاربين من النزاعات والحروب الدينية والاجتماعية والبينية في اوروبا؛ والهاربين من الظلم والجور في الامبراطوريتين السابقتين الروسية والعثمانية؛ ومن العاطلين عن العمل والفقراء والجياع في اوروبا الرأسمالية؛ ومن الثوار والمعارضين الهاربين من القمع بعد فشل الثورات الشعبية في اوروبا ولا سيما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان الهم المشترك شبه الوحيد، والهدف الاول، لهذا الخليط العجيب من الناس "المستوردين"، هو الحصول على حق المواطنة في اميركا وعلى حد ادنى مقبول للمعيشة، مقابل العمل العبودي، بالطريقة "الرومانية" المتوحشة او بالطريقة الرأسمالية "المتحضرة"، لبناء "اميركا" الجديدة. ومن "المكتشفين" الاوائل الانغلو ـ ساكسونيين واليهود، والخليط العجيب من العبيد والمهاجرين، نشأ في أميركا شعب جديد يتألف من فئتين هما:

ــ من جهة أولى، "الاميركيون الأصيلون" البيض: اليهود ـ البروتستانت ـ الماسونيون ـ التوراتيون المتهودون، الذين هم مالكو الكتلة الأكبر من الرساميل البنكية والقطاعات الصناعية والزراعية والسياحية والعقارية والثقافية والتعليمية والاعلامية، والمسيطرون على أجهزة الدولة السياسية والعسكرية والأمنية.

ــ من جهة ثانية، الغالبية الساحقة من "الشعب الاميركي" من المواطنين العاديين، الذين يعاملون كمقيمين وكمواطنين من الدرجة الثانية أو أقل، وكعبيد للرأسمال الامبريالي "الاميركي".

وهنا تجدر الاشارة الى نقطة مفصلية تمامًا وهي: اذا كانت مختلف الطغمات الامبريالية الشوفينية تستخدم الاستعمار (الكولونيالية) كوسيلة أو آلية خارجية لاستعمار واستغلال الشعوب والبلدان الأخرى، فإن الطغمة الامبريالية "الاميركية" (الانغلوساكسونية ـ اليهودية العنصرية البيضاء) تقوم بدءا بعملية استعمار داخلي لـ"شعبها" بالذات، الذي هو "شعب" مستورد مفكك حضاريًا وقوميًا واتنيًا، كما أسلفنا.

وقد توفرت للدولة الامبريالية الكوسموبوليتية "الاميركية" الجديدة ثلاثة عوامل تكوينية ملائمة هي:

أولًا ـ الاتساع الجغرافي الكبير والغنى المواردي الهائل للأرض "الاميركية" التي تم الحصول عليها "مجانا" بعد ابادة سكانها الأصليين، الذين أطلق عليهم "مكتشفو اميركا" اليهود والتوراتيون المتهودون تسمية "كنعانيين"، لتبرير ابادتهم، طبقًا لما أوصى به "الله؟؟؟" "شعبه اليهودي المختار!!!" بابادة الكنعانيين (الفلسطينيين) والاستيلاء على ارضهم! (راجع كتاب: "أميركا والإبادات الجماعية: حق التضحية بالآخر"، لمنير العكش).

ثانيا ـ انسلاخ ابناء "الشعب الاميركي!!!" عن تواريخهم، وحضاراتهم، وقومياتهم، واتنياتهم الاصلية، وتحولهم الى مجرد "قطيع عمل" في خدمة الرأسمال الامبريالي "الاميركي"، وإذعانيتهم لهذا المصير من اجل مجرد البقاء الفيزيائي على قيد الحياة.

وثالثا ـ الابتعاد الجغرافي عن النزاعات والحروب، وما كان ينتج عنها من تدمير ذاتي وتدمير متبادل، في بلدان "العالم القديم".  

وبنتيجة هذه العوامل تحولت "الولايات المتحدة الاميركية" (العالم الجديد)، في اقل من مائتي سنة، الى اغنى دولة رأسمالية امبريالية في العالم، مؤهلة لـ"اعادة اكتشاف" العالم، اي "أمركته"، والقضاء على تواريخه الحضارية والقومية والاتنية، وتفتيته، والهيمنة الرأسمالية الامبريالية عليه، وتحويل جميع سكان العالم الى مجرد "دواجن بشرية" و"قطعان عبيد عمل" في خدمة طغاة الرأسمال الامبريالي "الاميركي" ونواته الرئيسية: الطغمة المالية اليهودية العالمية، التي تمتد جذورها الى "النبي التوراتي" يوسف، الذي استعبد المصريين القدماء بقبضة من الحنطة؛ مثلما تريد اميركا اليوم، بقيادتها اليهودية، استعباد شعوب العالم اجمع بقبضة من القصاصات الورقية ـ الدولارية.

ولهذه الغاية تأسس في اميركا في نهاية سنة 1913 بنك "نظام الاحتياط الفيديرالي" (الفيديرال ريزرف سيستيم)، الذي هو شركة بنكية خاصة تقوم مقام البنك المركزي للدولة الاميركية، وهي شركة مملوكة بنسبة 100% من قبل الطغمة المالية اليهودية.

وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت قد اكتملت عملية تقسيم العالم الى مستعمرات ومناطق نفوذ ومصالح لشتى الدول الامبريالية ـ الكولونيالية الاوروبية، وبدأت تبرز التناقضات بين تلك الدول على خلفية ضرورة اعادة تقسيم العالم، تبعا لتغير موازين القوى الاقتصادية والعسكرية بين مختلف الدول. وفي هذه الاجواء العكرة انفجرت اول ازمة مالية ـ اقتصادية عالمية في 1907، التي كانت بمثابة مقدمة للحرب العالمية الاولى. وقد استغلت القيادة الاميركية ـ اليهودية هذه الاجواء الاقتصادية والسياسية المأزومة لتحريض الدول بعضها ضد بعض، عن طريق تقديم القروض للاطراف المتناقضة، و"شراء" وتحريك السياسيين والاعلاميين ورجال المال في مختلف الدول، وعن طريق الدبلوماسية السرية. ويمكن القول ان القيادة الامبريالية الاميركية ـ اليهودية كانت هي المُخرج الاول لتراجيديا الحرب العالمية الاولى التي اودت بحياة عشرات ملايين البشر. وكان الهدف "الاميركي" ـ اليهودي من هذه التراجيديا هو ضرب الكل بالكل، واضعافهم، واخيرا السيطرة بسهولة على الجميع وعلى العالم اجمع.

ولكن القيادة الاميركية ـ اليهودية مع حلفائها واذنابها الاوروبيين، فوجئوا، بل تلقوا صفعة جيوستراتيجية تاريخية مزلزلة، بانتصار الثورة الاشتراكية العظمى في روسيا القيصرية، التي فتحت افقا جديدا للانسانية؛ ومن ثم تأسيس الاتحاد السوفياتي؛ وانتشار الحركة الشيوعية في اوروبا كلها كالنار في الهشيم، بما في ذلك في صفوف الانتلجنتسيا اليهودية والعمال والحرفيين والبرجوازيين الصغار اليهود، الذين اختاروا باكثريتهم الساحقة "الحل الاشتراكي" الانساني لـ"المسألة اليهودية" وقاتلوا وضحوا بحياتهم جنبا الى جنب الشيوعيين والثوريين الاوروبيين الاخرين (في روسيا وبولونيا واوكرانيا استشهد ملايين الشيوعيين اليهود خلال الثورة الاشتراكية والحرب الاهلية وحرب التدخل الاستعماري الدولي ضد روسيا السوفياتية؛ وفي المانيا استشهد عشرات الوف الشيوعيين اليهود الى جانب المفكرة والقائدة الشيوعية التاريخية، اليهودية الاصل، روزا لوكسمبورغ، التي تم اغتيالها واخفيت جثتها في الاحداث الثورية سنة 1919، ولم يعرف لها قبر الى الان).

وللرد على هذا الوضع الكارثي، بالنسبة لها، عملت القيادة الاميركية ـ اليهودية، من وراء ومن امام الستار، وبالتعاون السري مع الفاتيكان، على تحريك وتمويل وتشجيع الحركة الفاشية في اوروبا والحركة النازية في المانيا ("النازية" وتعني "الاشتراكية القومية" بمواجهة "الاشتراكية الاممية" للشيوعيين). وقد وُضعت امام "النازية" ثلاثة اهداف رئيسية هي:

ـ أ ـ ضرب الحركة الشيوعية في اوروبا، ولا سيما في صفوف الشيوعيين اليهود الذين وقفوا ضد الصهيونية وعطلوا حتذاك تنفيذ "وعد بلفور" بالهجرة اليهودية الى فلسطين التي وقعت في براثن الاحتلال الانكليزي. ولا بد ان نؤكد هنا على حقيقة تاريخية صادمة، وهي ان 99% منن اليهود ضحايا "المحرقة" (الهولوكوست) كانوا ـ وليس بالصدفة طبعا ـ من اليهود الشيوعيين خاصة والمعادين للصهيونية عامة.

ـ ب ـ احتلال اوروبا الغربية واذلالها واضعافها تمهيدا للسيطرة الاميركية عليها في نهاية الحرب بحجة "تحريرها". وقد انجزت الهتلرية بنجاح هذه المهمة، باستثناء احتلال انكلترا التي تولت الدبلوماسية السرية الاميركية حمايتها.

ـ ج ـ اجتياح الاتحاد السوفياتي وتدمير روسيا تدميرا كاملا.

ولتحقيق هذه الاهداف عملت القيادة الاميركية ـ اليهودية على إخراج تراجيديا الحرب العالمية الثانية، كما سبق وأخرجت تراجيديا الحرب العالمية الاولى. وكانت الخطة الاولية الاميركية تقضي انه، بعد تدمير روسيا تماما، تدخل اميركا في الحرب وتضرب القوات الالمانية النازية المنهكة، ومن ثم تفرض السيطرة الاميركية على العالم ربما لمئات السنين. ولكن كل هذا المخطط سقط بفضل المقاومة الباسلة للشعب الروسي العظيم، الذي ـ وبالرغم من الخيانة المتمادية للستالينية وبيروقراطيتها "السوفياتية" المزيفة ـ قدم التضحيات الجسام ولكنه استطاع دحر العدوان النازي وسحق الافعى النازية في وكرها الخاص بالذات.

وشكل ذلك مفاجأة او صفعة كبرى للقيادة الاميركية ـ اليهودية المعادية للانسانية جمعاء. ثم تلقت هذه القيادة الامبريالية صفعة شديدة ثانية بانتصار الثورة الشعبية الصينية في 1949.

والان تتشكل موضوعيا على الساحة الدولية جبهة اممية جبارة، تقف بوجه نزعة الهيمنة الامبريالية الاميركية على العالم. وتتألف نواة هذه الجبهة من: روسيا، الصين، الجمهورية الاسلامية الايرانية، المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله في لبنان، المقاومة المسلحة الفلسطينية، الثورة اليمنية، كوريا الشمالية، فيتنام، فينزويلا وكوبا. وتمتلك هذه الجبهة وحلفاؤها قدرات عسكرية واقتصادية هائلة تفوق قدرات اميركا وحلفائها.
وبفعل هذا الواقع اصبحت كلفة آلية الهيمنة الاميركية على العالم اكثر بكثير من فوائدها. ونتيجة لذلك تقف القيادة الاميركية ـ اليهودية اليوم امام خيارين كلا منهما يقودها الى جحيم الهزيمة:

ـ1ـ إما تجويع "الشعب الاميركي" من اجل الاحتفاظ بالهيمنة الاميركية الخارجية الخاسرة تماما. وفي تلك الحالة مواجهة الانفجار الاميركي الداخلي والتشظي التام للمجتمع الاميركي الى فتافيت بشرية يعجز ابليس نفسه او يهوه بذاته عن اعادة جمعها.

ـ2ـ وإما "الانسحاب من العالم"؛ ومن ثم ترك اسرائيل وجميع "حلفاء" وعملاء اميركا وجها لوجه امام شعوب العالم المظلومة والغاضبة، مما سيؤدي ـ فيما سيؤدي ـ الى حدوث موجة عارمة من النزوح "الحلفائي" والعملائي الى اميركا، وهذا ما سيغرق اميركا في ازمة وجودية لا خروج لها منها الا الى الجحيم وبئس المصير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب لبناني مستقل    

 

ــ من جهة ثانية، الغالبية الساحقة من "الشعب الاميركي" من المواطنين العاديين، الذين يعاملون كمقيمين وكمواطنين من الدرجة الثانية أو أقل، وكعبيد للرأسمال الامبريالي "الاميركي".

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات