آراء وتحليلات
الحوار الليبي في تونس: مفاوضات "الفرصة" الأخيرة؟
تونس - روعة قاسم
تستعد تونس لاحتضان الجولة الأولى من الحوار الليبي - الليبي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وسط آمال بأن تتمكن هذه الجولات من التقريب بين وجهات النظر بين الليبيين المتصارعين وأن تكون فرصة جديدة للملمة الجراح والخلافات المتصاعدة.
وكانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت حراكًا دبلوماسيًا متواصلًا انطلق مع مباحثات بين ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة عن حكومة الغرب بطرابلس وكذلك ممثلين عن مجلس النواب بطبرق واحتضنتها القاهرة وكذلك محادثات بوزنيقة المغربية. وهي لقاءات عُقدت تحت متابعة مباشرة من الأمم المتحدة وممثلتها في ليبيا. وبالتزامن أيضًا تستعد تونس لاحتضان المنتدى السياسي لحوالي 100 شخصية ليبية مستقلة غير معنية بأي منصب مستقبلًا وهدفها الأساسي هو مصلحة ليبيا واستقرارها وإيجاد حل سلمي بعيدًا عن منطق المناصب والمصالح، وهذا كان الشرط الأساسي للمشاركة في هذا المنتدى الحواري الأكبر منذ سنوات بين الليبيين.
وقد استُقبل قرار بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بعقد الاجتماع الأول المباشر بين مختلف الفرقاء الليبيين في تونس بالترحاب من قبل دول الجوار الليبي خاصة تونس الحاضنة للمؤتمر والجزائر والمغرب ومصر، فهذه الدول التي تربطها بليبيا علاقات حسن الجوار إضافة الى الترابط التاريخي والجغرافي تريد الاستقرار لليبيا ووأد الفتنة المشتعلة بعيدا عن منطق المصالح - والصراع على الثروات الليبية بين القوى الغربية المؤثرة في الصراع. فما يجمع الفضاء المغاربي، خاصة تونس والجزائر وليبيا ومصر، أكبر من مجرد حدود مباشرة وانما أمن المنطقة وسلامتها وحمايتها من كل الأطماع الغربية ومن شبح عودة الاستعمارات الخارجية بوسائل وأشكال جديدة مستحدثة منها هذا الصراع الدولي الذي يدور في ليبيا منذ سنوات دون توقف. واليوم يأمل التونسيون أن تكون بلادهم محطة هامة من محطات الحوار الليبي والتسوية العاجلة في هذا البلد الشقيق.
وتجدر الإشارة الى أن
ويبدو أن الجدل الدائر اليوم بين مختلف الفاعلين هو حول الكيفية التي ستخرج منها ليبيا من أزمتها وهل ستلجأ الى انتخابات عاجلة مباشرة أم ستكون هناك مرحلة انتقالية تسبق الانتخابات. فهناك دعوات للتوجه مباشرة الى انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا، خاصة أن وفدي التفاوض في مصر بين المجلس الأعلى للدولة و"نواب طبرق"، اتفقوا في ختام اجتماعهما بالقاهرة، خلال الأسبوع المنقضي "على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية والبدء في ترتيبات المرحلة الدائمة". ويشكل هذا الاتفاق المفاجئ منعرجًا حاسمًا في انهاء الأزمة الليبية الصعبة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024