معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

القرصنة الصحية في مواجهة الكورونا.. ابحث عن أميركا و
04/04/2020

القرصنة الصحية في مواجهة الكورونا.. ابحث عن أميركا و"اسرائيل"

د. علي مطر

تمتهن المدرسة السياسية في أميركا الكذب وتزييف الحقائق. لا تختلف الإدارات الأميركية عن بعضها. إذا تتبعنا حركة هذه الإدارة فإننا نراها كيف تمتهن النفاق في التعامل مع شعبها أولاً ومع شعوب العالم ثانية. من منا ينسى كيف استثمر جورج بوش أحداث 11 ايلول 2001، وكيف أدار الحرب على أفغانستان، ومن ثم كيف لفق الإدعاءات الكاذبة لغزو العراق. من منا ينسى خلفه باراك أوباما كيف تعامل مع العالم العربي واستثمر الثورات العربية كمقدمة لتقوية نفوذ إدارته في المنطقة، ومن ثم الدخول إلى سوريا والعراق تحت حجة محاربة الإرهاب، ولا يختلف دونالد ترامب كثيراً عمن سبقه إلا أنه أكثر تصلفاً وتعجرفاً ومكراً ولا مبالاة بحياة شعبه وشعوب العالم.

عندما يقول دونالد ترامب إن وفاة 200 الف أميركي بفيروس كورونا هو عمل جيد جداً لإدارته، يظهر مدى لامبالاة هذا الشخص في التعامل مع الملف الصحي لشعبه، وعندما يسقط قانون الرعاية الصحية الذي أقره سلفه باراك أوباما يظهر كيف يتعامل بفكر استثماري حتى على حساب صحة ناخبيه. تارةً نراه يقول إنه سيفرض حالة طوارئ وأخرى نراه يقول أنه يجب عودة الحياة بشكلها الطبيعي، فقط لكي يؤّمن استمرار حملات الانتخاب لكي يضمن وصوله إلى ولاية ثانية في رئاسة البيت الأبيض.

ولطالما خرجت الإدارات الأميركية لتحدثنا عن عظمة الولايات المتحدة الأميركية، لطالما تحدثت هذه الإدارات عن القدرات الهائلة التي تملكها وحكمت فيها العالم، ولطالما تغنى دونالد ترامب بذلك لكن سرعان ما بدأ يظهر العجز الأميركي في التعامل مع فيروس كورونا، تارة من خلال عدم وجود أجهزة كافية او عدم قدرة المستشفيات على استيعاب كل الحالات، وأخرى بالتخلي عن المواطنين الذين بدأوا يموتون بالطرقات وجثثهم مكدسة في مشرحات الموتى، وأخرى عن عدم القدرة على انقاذ الباخرة الحربية التابعة للبحرية الأميركية "يو أس أس ليتل روك" وعلى متنها 5000 الف عسكري إلا بعد اتصالات عدة، وتارة أخرى من خلال قرصنة كمامات ومعدات طبية صينية كانت متوجهة إلى فرنسا، وذلك عبر دفع مبالغ مضاعفة لشرائها من على متن طائرة تستعد للإقلاع من مطار شنغهاي، عندما ظهر المشترون الأميركيون وعرضوا 3 أضعاف ما دفعه نظراؤهم الفرنسيون، وهذا ما أشعل حرباً كلاميةً بين الطرفين.

المدرسة الأميركية في السرقة، هي عينها التي تغذي المدرسة الإسرائيلية، فالتعامل الإسرائيلي يتم بخلفية استخبارية مع تأمين أجهزة التنفس ما يستدعي إثارة أسئلة كثيرة وشكوك كبرى حول كيفية الحصول على المعدات الطبية، حيث تبجح عملاء "الموساد" كيف يقومون بسرقة معدات طبية طلبتها دول أخرى وفي "إسرائيل" لن يكون نقص للناس من حيث المعدات، وهكذا بالنسبة لديهم فلا ضير ليمت كل العالم، وفقط يكون للكيان معدات صحية. حتى لو دخل هؤلاء إلى غرف العناية وفصلوا أجهزة التنفس عن المرضى. فمنذ وصول جائحة فيروس كورونا المستجد إلى كيان العدو سارع مسؤولوه إلى تأكيد وجود نقص لدى وزارة الصحة بالمستلزمات الطبية الخاصة بكشف المرض، والأخرى المتعقلة بغرف العناية المركزة كأجهزة التنفس، ومع هذا النقص بدأت سلطات الاحتلال التعامل مع أزمة فيروس كورونا القاتل على أنه ملف أمني، وتوكيل جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بجلب الأجهزة الطبية غير المتوافرة من خارج الكيان، حيث كلف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، لجنة يرأسها رئيس "الموساد" يوسي كوهين بجلب المعدات الطبية التي تحتاج إليها المستشفيات الإسرائيلية لمواجهة الجائحة. ونقلت وكالة "رويترز" عن تقارير في وسائل الإعلام المحلية قولها، الأسبوع الماضي، إن عملية الموساد شملت 100 ألف جهاز اُشتريت من دولة بالخليج، والتي يرجح أن تكون الإمارات وفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني. كما اشتملت الشحنة التي أحضرها الجهاز الصهيوني من الخارج على 27 جهاز تنفس صناعي، و10 ملايين كمامة طبية، وعشرات آلاف الأطقم لفحص فيروس كورونا.

ما تقدم يظهر عقلية القرصنة القائمة على التعجرف وحب الذات على حساب كل شعوب العالم، وكيف تتعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الإنسان الأميركي، ومع بقية دول العالم حتى حلفاءها بلامبالاة وتكبر ومن عين المصلحة السياسية والاقتصادية فقط، ناهيك عن تعاملها مع ايران من خلال فرض حصار عليها في ظل الأزمة الإنسانية الصحية الكبيرة، وعلى خطى واشنطن فإن ربيبتها "اسرائيل" تمنع المعدات الصحية عن قطاع غزة، وتسرق المعدات الطبية من أجل استخدامها لمستوطنيها، وليمت من بعدهم كل العالم.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل