آراء وتحليلات
قراءة اسرائيلية للانسحاب الأميركي من سوريا: "طعنة في الظهر"
حسن سليمان
"طعنة في الظهر"، هي الخلاصة التي وصف فيها أحد المعلقين الإسرائيليين قرارات الرئيس الأميركي، دولاند ترامب، في الشرق الأوسط، وآخرها كان قرار سحب القوات الأميركية من سوريا. هذا الانسحاب شكل صدمة في كيان العدو على المستويين السياسي والعسكري و"خلق حالة من التخلي والقلق، الى حد الخوف الشديد" بحسب المعلق العسكري في القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية، ألون بن ديفيد.
"إسرائيل" لم تعلم مسبقًا بقرار ترامب الانسحاب من سوريا، وهذا شكل مفاجأة بالنسبة لسياسييها وأمنييها، الذين اعتبروا أن قرارات ترامب الأخيرة التراجعية ـ بعد اسقاط المسيّرة الأميركية، وضرب المنشآت السعودية "آرامكو"، والآن الانسحاب من سوريا ـ ليست الا دفعة معنوية "لإيران وحلفائها".
يشعر كيان العدو أنه وحده، في سوريا والمنطقة. الهجوم على المنشآت السعودية وطبيعتها والأسلحة التي استخدمت فيه، رفع من حالة الاستنفار السياسي ـ الأمني، على خلفية التقدير ان من هاجم في السعودية، يمكن ان يفاجئ "إسرائيل" بهجوم مماثل، خاصة ان هذه الأسلحة من الصعوبة ان ترصدها الرادارات وأجهزة التحسس الموجودة.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جمع يوم الأحد (7/10) المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، وذلك لأول مرة بعد حملتين انتخابيتين، لإجراء نقاش استمر خمس ساعات، من بين جملة أمور، لمناقشة التهديد الإيراني وسبل الاستعداد له، خاصة ان الهجوم على السعودية أشعل كل الأضواء الحمراء في "إسرائيل" على جميع الأصعدة.
التهديدات الجديدة هذه دفعت القادة في الكيان الغاصب الى البحث عن تطوير قدرات دفاع جوي جديدة، وطرح نتنياهو زيادة أربعة مليارات شيكل الى ميزانية الأمن، لمواجهة المسيّرات والصواريخ المجنحة الإيرانية، التي تفترض "إسرائيل" أنها أصبحت منتشرة في محور المقاومة.
الملفت هو الصمت الرسمي الإسرائيلي شبه التام، خاصة من قبل مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، تعليقًا على قرار ترامب الانسحاب من سوريا، ترامب الذي احتضنه نتنياهو ثلاث سنوات ووصفه بأكبر صديق لـ"إسرائيل" مر حتى الآن في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
في الخلاصة، بعد خيبة الامل تشعر "إسرائيل" انها بقيت وحدها في المنطقة بمواجهة ايران، مواجهة تطرق اليها قبل يومين (الاثنين) رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بالقول "ان من يهاجمنا سنرد عليه بقوة كبيرة"، لكن الأهم، بحسب معلقين إسرائيليين، ان كلامه هو لطمأنة الجمهور القلق في "إسرائيل" أمام هذه المتغيرات في المنطقة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024