آراء وتحليلات
السباق إلى قرطاج: التونسيون يختارون رئيسهم السابع...
تونس روعة قاسم
اختتمت الحملة الإنتخابية للإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس ويذهب التونسيون الأحد إلى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم. و سيتم اختيار ساكن قصر قرطاج من بين 24 مترشحا انسحب بعضهم لصالح مرشحين آخرين قبل يوم من الصمت الإنتخابي لضمان أوفر الحظوظ لبعض المرشحين.
فقد انسحب محسن مرزوق رئيس حزب مشروع تونس من السباق لصالح وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي و مثله فعل آخرون لصالح هذا المرشح. ويبدو أن الخماسي عبد الكريم الزبيدي و عبد الفتاح مورو و نبيل القروي و يوسف الشاهد و مهدي جمعة هم الأوفر حظا للمرور إلى الدور الثاني حيث سيكون الحسم بين مرشحين اثنين.
إقبال ضعيف
ولعل المزعج في هذا الإستحقاق الرئاسي هو نسبة الإقبال الضعيفة على التصويت في دوائر الخارج وخصوصا في فرنسا حيث توجد أكبر جالية تونسية في الخارج. ويخشى أن ينسج الداخل التونسي على منوال الخارج ويحصل العزوف عن التصويت بعد أن فتح باب الأمل على مصراعيه على إثر تمكن الهيئة الوطنية المستقلة للإنتخابات من تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد ينتظر منهم أن يساهموا في تغيير الخارطة السياسية التونسية.
ولعل ما يزيد من الخشية من العزوف هو نسبة الإقبال الضعيفة التي شهدتها الإنتخابات المحلية الجزئية منذ أشهر قليلة وأيضا الإنتخابات التشريعية الجزئية التي شهدتها دائرة ألمانيا منذ سنتين وصعد بمقتضاها مهاجر تونسي إلى البرلمان ممثلا للجالية التونسية هناك ببضع مئات من الأصوات. وربما يساهم تدهور الوضع المعيشي للتونسيين بعد الثورة في هذا العزوف عن التصويت بالنسبة للإنتخابات المحلية.
الأب روحي
ورغم أن صلاحيات رئيس الجمهورية بات محدودة في النظام التونسي الجديد شبه البرلماني وتقتصر أساسا على ملفي السياسة الخارجية و الدفاع، إلا أن التونسيين يمنحون الرئيس مكانة متميزة وينظرون إليه على أنه الأب الروحي للأمة مثلما كان على الدوام الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. لذلك يتوقع البعض أن يذهب التونسيون بكثافة إلى الصناديق خلافا للتوقعات ويصوتون لاختيار ساكن قرطا ج لخمس سنوات قادمة.
وسيختار التونسيون الرئيس السابع في تاريخ الجمهورية التونسية التي تأسست سنة 1957 بعد أن أطاح الرئيس بورقيبة و رفاقه من قادة الحركة الوطنية بالنظام الملكي وأعلنوا قيام الجمهورية في 25 تموز/ يوليو من ذلك العام وأودعوا آخر ملوك تونس محمد الأمين في الإقامة الجبرية. و حكم تونس إلى جانب الحبيب بورقيبة، زين العابدين بن علي وفؤاد المبزع ومحمد المنصف المرزوقي ومحمد الباجي قائد السبسي و محمد الناصر(الرئيس المؤقت)، فمن سيكون المتربع القادم على عرض قرطاج؟
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024