اليمن
السيد الحوثي: مستمرّون في عملياتنا
أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن "معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار "المعيّة" مع الأميركي وهي تدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة"، ولفت إلى أن "الأعداء يسعون لإبادة هذه الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر"، وحذّر من أن "ما فعله الأميركي سابقًا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع "الإسرائيلي" في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة".
وسأل السيد الحوثي في كلمة له حول آخر تطوّرات العدوان "الإسرائيلي" على غزّة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية "أي مصلحة لأمتنا في أن تسخّر إمكاناتها لمصلحة أعدائها الذين يحقدون عليها ولا يعترفون بها كبشر ولا يحق لها الاستقلال؟"، وأضاف "405 أيام من العدوان والإجرام "الإسرائيلي" والأميركي ضدّ الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني، يقابلها خذلان عربي وخذلان البلدان الإسلامية ما عدا القليل"، وتابع "405 أيام من الثبات الفلسطيني، ومن الثبات اللبناني العظيم، وثبات جبهات الإسناد".
ولفت السيد الحوثي إلى أن "العدو "الإسرائيلي" ابتكر له خطة جديدة في شمال قطاع غزّة أكثر إجرامًا ودموية في سياق تنفيذه الإبادة الجماعية"، وأضاف "معظم شهداء جرائم القتل الجماعي لأبناء الشعب الفلسطيني هم من الأطفال والنساء"، وأوضح أن "العدو "الإسرائيلي" يستهدف الخيام القماشية بقنابل أميركية خارقة للتحصينات، ويستهدف الشعب الفلسطيني بالتجويع وبالتهجير القسري وتدمير كلّ مقومات الحياة بهدف إبادته".
ونوّه إلى أنه "بالرغم من اتضاح الصورة لكل العالم، فإنه لا يوجد أيّ تحرك جاد من معظم الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية"، وقال "تسكت أكثر الدول لأن الأميركي شريك الإجرام، ولا تتّخذ حتّى خطوات سهلة مثل المقاطعة السياسية الاقتصادية، وهو ما شجع العدو"، وأضاف: "لم يتخّذ العرب والمسلمون الحد الأدنى من الموقف الذي هو واجب عليهم ضمن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقومية وبكل الاعتبارات".
وفيما لفت السيد الحوثي إلى أن "بعض الحكام والأنظمة العربية والإسلامية يصرون على أن يحتفظوا بعلاقاتهم السياسية والاقتصادية مع العدوّ الإسرائيلي"، ندد بالكلمات التي ألقيت خلال القمة العربية الأخيرة والتي "نددت بما يقوم به اليمن ضدّ كيان الاحتلال وحلفائه"، وأسف "لغياب أي إجراء لنصرة الشعب الفلسطيني، لا من خلال المقاطعة، ولا عبر الدعم الإنساني، ولا حتّى تصنيف العدوّ بأنه إرهابي"، وأضاف: "مخرجات التحرك الرسمي لبعض الدول العربية والإسلامية تحت عنوان "القمة العربية الإسلامية" مؤسفة للغاية"، وأوضح أن "إصدار بيان هو أقصى شيء يمكن أن تفعله قمم كهذه، ومن هنا يجب أن تعي الشعوب الخطر الذي يتهدّدها جميعها"، مؤكدًا أن "عمليات القسام في شمال القطاع رغم الحصار وحرب التجويع تعبر عن صمود عظيم، وهو ما كان يستحق الدعم الفعلي، وليس بالبيانات".
السيد الحوثي أكد أن اليمن "يواصل عملياته وأنشطته في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وقال "نفذت العمليات العسكرية في هذا الأسبوع بـ 29 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيّرة"، وأضاف "عملياتنا العسكرية منها ما كان باتّجاه عمق وجنوب فلسطين المحتلة في يافا وعسقلان وأم الرشراش وقاعدة جوية للعدو "الإسرائيلي" في صحراء النقب ومنها ما كان إلى البحار"، وأشار إلى أن "أبرز عملياتنا البحرية هي استهداف حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" في البحر العربي، والتي هربت بعد استهدافها مئات الأميال"، ولفت إلى أنه "من بعد هروب حاملة الطائرات الأميركية التي كانت في ما سبق في البحر الأحمر أصبح العدوّ يتهرب من البحر الأحمر، ولم تدخله حاملة الطائرات منذ تلك المدة".
وأوضح السيد الحوثي أن "حاملة الطائرات الأميركية كانت تتحرك أحياناً إما من الخليج إلى بحر عمان أو أطراف المحيط الهندي أو في البحر العربي بتخفٍ وتمويه"، وقال: "وصل الأمر في بعض الحالات إلى أن تتحرك حاملة الطائرات الأميركية على مقربة من بعض السواحل الإفريقية خوفًا من الاستهداف".
وبيّن السيد الحوثي أنه "مع استهداف حاملة الطائرات في البحر العربي تم استهداف سفينتين حربيتين أميركيتين في البحر الأحمر، وتم تنفيذ العملية البحرية في وقت كان يحضّر الأميركي لتنفيذ أكبر عملية جوية عدوانية على بلدنا في تلك الليلة منذ إعلانه للعدوان الذي يساند فيه العدوّ الإسرائيلي"، وأضاف: "العملية التي كان يحضّر لها الأميركي فشلت، وفي نفس الوقت أصبح في موقف الدفاع، وهربت حاملة الطائرات لمئات الأميال".
وذكر السيد الحوثي أن أياً من بلدان العالم لم يُصدر قراراً باستهداف حاملة الطائرات الأميركية "كما فعل اليمن، وذلك بتوفيق الله وثمرة من ثمار التوجّه الإيماني والقرآني والجهادي لشعبنا العزيز"، وسأل "من يجرؤ على أن يتخّذ قرارًا باستهداف حاملة طائرات أميركية وينفّذ ذلك فعليًا بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهدافها؟!".
وأكد قائد حركة أنصار الله أنه "طالما "الإسرائيلي" مستمر في عدوانه الذي يشترك معه فيه الأميركي على قطاع غزّة وعلى الشعب اللبناني فنحن مستمرون في عملياتنا"، وأضاف "الأميركي يعتبر نفسه معنيًا بالإسناد للعدو "الإسرائيلي" في جرائمه وعدوانه وإبادته للشعب الفلسطيني، ونحن نعتبر مناصرتنا للشعب الفلسطيني واجباً بكلّ الاعتبارات".
وتمنّى السيد الحوثي لو بمقدوره أن يفعل الكثير والكثير لمناصرة الشعب الفلسطيني، وأن يسعى لفعل ما هو أكبر على المستوى العملي"، وقال: "لو أراد الأميركي أن يقدم حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فهو سيقربها أكثر لاستهدافها، وإذا أراد أن يتجرأ على ذلك فليجرب"، وبيّن أن "غارات الأميركي هذا الأسبوع على محافظات متعددة ليس لها أي تأثير في القدرات العسكرية اليمنية".
وفي سياق كلمته، لفت السيد الحوثي إلى أن "الاحتلال يفشل كلّ يوم ويتكبد الخسائر في جنوب لبنان من جراء مقاومة حزب الله، والذي تتصاعد عملياته وتصل إلى "تل أبيب""، وسأل "كيف يمكن الحديث عن "النأي بالنفس" من قبل بعض الأطراف في لبنان حيال عدو يستهدف البلد ويعتدي عليه؟".
وفي ختام الكلمة دعا الشعب اليمني "العزيز للخروج المليوني غدًا الجمعة في العاصمة والمحافظات استجابة لنداء المجاهدين والمظلومين في فلسطين ولبنان".
القوات المسلحة اليمنيةالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي