اليمن
لله أنصارٌ.. إذا أرادوا أراد
ليلى عماشا
ما جرى على اليمن من عدوان أميركي - بريطاني، هو عدوان ممتد منذ أكثر من تسع سنوات، وما بدّل أنصار الله اليمانيون تبديلًا. بحسب مصادر الولايات المتحدة الأميركية، فقد تمّ استهداف اليمن بأكثر من مئة قنبلة وصاروخ من مختلف الأنواع. العدد الذي يبدو كبيرًا يتساقط مثله على أهل اليمن المحاصرين منذ سنوات تسعة، قامت فيها السعودية وحلفاؤها من سائر الأدوات الأميركية في المنطقة بمحاولات لكسر صخر الهيبة اليمنية وتطويع الأحرار من أهل الأصالة، كي يصبحوا جميعهم عربانًا خاضعين للأميركي. وشاء الله أن يكون اليماني أصل العروبة لأن الأصيل لا يخضع، فما خضع اليمن، وبقي أنصار الله فيه عربًا يحفظون شرفهم وشرف الأمّة كلّها، تعينهم دولة الوليّ الفقيه ناصرة المستضعفين في الأرض، دولة التمهيد لـ {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.
تحدّث النّاطق الرسمي لأنصار الله عن تعرّض الجمهورية اليمنيّة لعدوان أميركي - بريطاني سافر، وقال إن الهدف الرئيسي من هذا العدوان غير الجديد هو حماية "إسرائيل" ومنع اليمنيين من مساندة غزّة. وأضاف إنّ المعتدين ارتكبوا حماقة كبيرة، فالموقف اليمني الدينيّ والإنساني المساند لفلسطين بكلّ إمكاناته لن يتغيّر. كما أنّ الأميركيين والبريطانيين وجميع العالم على معرفة تامّة بأن لا خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأن الاستهداف كان وسيظلّ يطال السفن "الاسرائيلية" وتلك المتوجهة إلى موانىء فلسطين المحتلّّة دعمًا للصهاينة. وبذلك، يسقط الادّعاء الأميركي بأن ضرب اليمن يهدف إلى حماية الملاحة الدولية.
إذًا، بعد سنين من العدوان عبر الأدوات، وبعد أن هدّد اليمن "اسرائيل"، خلية الغرب السامة في المنطقة، اعتدى الأميركي مباشرة، فأمن "اسرائيل" هو أمنه، وتهديدها هو تهديد مباشر وقويّ لوجوده هنا. ولكن السؤال، هل سينفعه هذا العدوان مهما تكرّر؟ قبل أن يجيب اليمنيون بالكلمات وبالصواريخ، كان ينبغي على الأميركي أن يبحث عن الإجابة في التجارب: لقد تعرّض اليمنيون طيلة سنين لأبشع عدوان، وبيد "ذوي القربى" الذين تديرهم أميركا، حُوصروا بشكل تام، وما استسلموا. على العكس، اشتدّ ساعد قوّتهم وحوّلوا جرحهم إلى سلاح يقاتل، وينتصر! هل يمكن، بالمنطق فقط، أن يثنيهم عن نصرة فلسطين هذا العدوان؟
ببساطة، متابعة حسابات بعض الأسماء اليمنية عبر منصات التواصل كانت كافية حتّى قبل التصريحات الرسمية لفهم الحماقة الأميركية: أهل الأصالة الذين يخرجون في ظلّ الحصار حفاة كي ينصروا فلسطين، والذين يحتشدون تحت القصف والغارات ليعبروا عن التزامهم بالقضية الفلسطينية والذين يجودون بكلّ ما لديهم وبأجمل ما لديهم كي ينصروا غزّة، ليل أمس كانوا يحمدون الله على أنّهم تعرّضوا للقصف كأهل غزّة، رغم أنّهم ما كانوا منذ سنين بمنأى عن العدوان في المعركة الواحدة.. بات اليمنيون ليلتهم فرحين، رافعين مستوى التحدّي والمواجهة.. فكانوا ويظلّون خيرة أنصار لله، يرمي ربّهم بأيديهم وإذا أرادوا أراد!
إقرأ المزيد في: اليمن
21/11/2024