اليمن
بعد حصار العدوان.. أدوية فاسدة تهدّد حياة أطفال اليمن
مرة جديدة يقع أطفال اليمن ضحية العدوان السعودي الإمارتي بعد محاصرته وقطع كل سبل الحياة عنه. لم تعد آلة القتل لدى العدوان من الطائرات والمدافع والرشاشات وحدها من تستهدف الأبرياء في البيوت والمدارس وعلى الطرقات، بل بات للقتل فنون متعددة، التجويع حتى الرمق الأخير أحد الأساليب، واليوم تُضاف إليه التلاعب في الدواء.
وفي التفاصيل، تبيّن أن 19 طفلًا حقنوا بجرعة من دواء "الميثروكسيت" فاسدة في مركز لوكيميا الأطفال في صنعاء، توفي منهم 10 أطفال و8 حالات تحسنت وحالة لا تزال في العناية، حسب ما أكد وزير الصحة اليمني الدكتور طه المتوكل الذي كشف عن وجود تلويث بالتحليل المختبري في الهيئة العليا للأدوية بعد 14 يومًا وأن الدواء ملوّث وأُعيد الاختبار في المختبر المركزي.
وحمّل المتوكل دول العدوان على اليمن السبب المباشر عن مقتل الأطفال، لأن مشكلة نقص الأدوية نتيجتها محاصرة مطار صنعاء الدولي والموانئ، وهي شحيحة التداول بسبب هذا الحصار الجائر، مضيفًا أننا نضطر أحيانًا إلى صغار التجار لإعطائنا ما لديهم من أدوية منقذة للحياة.
وفي السياق، ترأس المتوكل تشكيل لجنة من المجلس الطبي الأعلى والهيئة العليا للأدوية والمركز الوطني للأورام للوقوف على حقيقة ما جرى فيه، وقال "إننا خاطبنا الصحة العالمية بشأن تلوث تشغيلة دواء "ميثروكسيت" لمخاطبة الشركة المصنعة للتحقيق في واقعة التلوث وتحمل مسؤوليتها بحسب اللوائح الصحية الدولية وحفظًا لحقوق الضحايا".
وأضاف المتوكل "الشركة المصنعة لدواء "الميثروكسيت" هي شركة مسجلة وهي الوحيدة التي توفر الدواء بعد عزوف الشركات الدولية نتيجة الحصار"، موضحًا أن الشركات الأصلية المنتجة للدواء تطلب وجود خط مباشر بين بلدانها وصنعاء وهو ما يمنعه تحالف العدوان، ولم يعد لدينا سوى الهند وجهة للدواء.
وخاطب المتوكل الأمم المتحدة بسبب انعدام جانب من الأدوية وشحّ البعض الآخر، مشيرا إلى أن الأدوية تُحجز في جيبوتي وتسحب في كثير من الأحيان إلى ميناء جدة وتمنع حتى من دخول ميناء عدن.
وأوضح المتوكل أن المواد الطبية بحسب الاسم العلمي تحتاج إلى ظروف نقل خاصة، وهي شحيحة التوافر بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، مبيّنًا أن عدد المستوردين للدواء المسجلين الذين توقف نشاطهم بسبب العدوان والحصار 83 مستوردًا كانوا يوفّرون 1329 صنفًا من الأدوية.
ولفت إلى أن عدد الشركات والمواقع التصنيعية الخارجية التي أغلقت سوقها في اليمن بسبب العدوان والحصار هي 16 شركة كانت تنتج 559 صنفًا من الأدوية.
وأشار المتوكل الى إقفال عدد كبير من الصيدليات بسبب العدوان، مضيفًا "لدينا 4500 من مرضى الأورام سنويًا بزيادة 50% عن فترة ما قبل العدوان التي كانت تصل إلى 2200 مريض".
وزير الصحة اليمني تحدّث في الختام عن أن المركز الوطني للأورام سجل خلال فترة العدوان نحو 85 ألف مريض، معتبرًا أن مكافحة العدوى لم تكن تطبق في اليمن ولم تكن هناك سياسات أو مكافحة للعدوى لمنع حدوث مضاعفات للمرضى نتيجة نقص الدواء.
إقرأ المزيد في: اليمن
21/11/2024