اليمن
من اليمن: هيهات منا الذلة
سراء جمال الشهاري
لا العدوان ونيرانه، ولا الحصار وحرمانه، منع اليمنيين من اللحاق بركب الامام الحسين عليه السلام واحياء ذكرى العاشر من محرم الحرام، بل هُم كلما أوغلت قوى التحالف في سفك دمائهم، زادوا حبًا وعشقًا وولاءً للحسين(ع).
اكتظت أحياء وحارات أمانة العاصمة اليمنية بالمئات من المجالس والفعاليات الحسينية الشعبية، وأُقيمت العديد من الأمسيات والبرامج الثقافية المجتمعية في رحاب هذه الفاجعة الأليمة، واستلهم اليمنيون قيمها ومبادئها في مواجهتهم ظُلّام عصرهم. كما نظم الجانب الرسمي العديد من الفعاليات والندوات الثقافية، التي ناقشت برامجها مدلولات المناسبة، لتُنير درب السائرين على نهج الحسين(ع).
يتحدث نائب وزير الثقافة ورئيس اللجنة الفنية للفعاليات الأستاذ محمد حيدره لـ"العهد" عن البرامج والأنشطة الخاصة بالمناسبة: "نظمنا الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والميدانية الشعبية والرسمية لإحياء ذكرى عاشوراء في اليمن، فهناك برامج ثقافية متنوعة، تؤكد أن ثورة الإمام الحسين(ع) صنعت وعيًا في أوساط الأمة، وقدمت النموذج والقدوة في الثبات على الحق والصمود في مواجهة الطغيان والتفاني والاستبسال في سبيل الله. إلى جانب الأمسيات والمعارض الفنية والأدبية المعبرة عن أهمية ذكرى عاشوراء، وفاجعة استشهاد الإمام الحسين(ع)، والمسيرات والتظاهرات الجماهيرية في كل المحافظات. وصاحبت البرامج الثقافية برامج اعلامية متعددة في كافة الوسائل الاعلامية الوطنية المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك اعلام الشارع".
كربلاء في اليمن
يمتزج مشهد أنقاض وركام منازل اليمن المقصوفة مع مشاهد رمال الطف المحروقة، في مظلومية واحدة، ومنهجية حقٍ ممتدةٍ منذ زمن سبط رسول الله(ص) الى اليوم، وما تزال فعاليات عاشوراء مستمرةً حتى بعد الخروج الجماهيري اليماني الكبير في العاشر من محرم.
يتحدث نائب وزير الثقافة لـ"العهد" الإخباري عن ارتباط اليمانيين بذكرى عاشوراء "إنَّ احياء اليمنيين لذكرى عاشوراء بهذا الزخم، لقناعتهم بأنهم في واقعهم يعيشون امتداد الظلم الأموي اليزيدي بحق الحسين(ع) ومن معه، المتمثل في العدوان الأمريكي السعودي. وارتباطهم بالإسلام المحمدي الحسيني الصادق هو منهجٌ ثابتٌ لا يتزعزع. لقد ناصروا رسول الله محمد(ص)، وجاهدوا وقدموا التضحيات مع الامام علي(ع)، وكذلك كان لهم دورٌ بارزٌ وهامٌ في الوقوف مع الإمَــام الحُـسَين(ع) والتضحية معه في سبيل الله، فهُم على ارتباطٍ وثيقٍ بثورة الحسين عليه السلام، ويؤمنون بمنطلقاتها، وأنها ثورة الحق ضد البطل و ثورة الايمان ضد الضلال".
ويقول حيدره لـ"العهد" الإخباري إنَّ "ثمرة ارتباط اليمنيين بالحسين عليه السلام وثورته، تجلت في تصديهم للعدوان الأمريكي السعودي، فمظلومية الشعب اليمني الذي يتعرض لحربٍ دوليةٍ كبرى منذ ما يقارب سبع سنوات، تتصل بمظلومية الإمام الحسين(ع). لقد عزّزت ثورة الحسين(ع) لدى أبناء الأنصار عوامل الثبات على الحق، ومقاومة المعتدين، واستلهموا الدروس من شجاعة الإمام وتضحياته، واقتدوا به في التحرك العملي الجاد لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم".
إن قوافل الشهداء اليمنية اليوم تلتحق بقافلة عاشوراء الحسين عليه السلام، ومنذ بداية العام الهجري الجديد وأمهات اليمن يفدين مسيرة أبي عبد الله بدماء فلذات أكبادهن، وهن على يقينٍ أن الدم سينتصر على السيف طال الزمان أم قصر.
وفي هذه الذكرى الأليمة يوصل نائب وزير الثقافة رسالته للمستكبرين وللعالم أجمع عبر موقع "العهد" الإخباري، ويقول لـ"أمريكا وأدواتها القذرة إن الإمعان في قتل وتجويع الشعب اليمني والتضييق على حياته المعيشية، والإمعان في الحصار، يجعلنا أكثر تصميمًا على تحرير اليمن من دنسهم ودنس أتباعهم ومرتزقتهم، ويحتّم علينا مواجهتهم بكل السبل والوسائل حتى تحقيق النصر، مقتدين بشجاعة وتضحية الإمام الحسين عليه السلام، وإحياؤنا لذكرى عاشوراء هو إحياء لثورة صمودنا وجهادنا في مواجهة قوى الاستكبار".