اليمن
اليمانيات يُصيّرن منازلهن جبهات مدد
سرّاء الشهاري
من منطلق الوعي والإيمان الذي تحلت به نسوة الأنصار، لم تكتفِ حرائر اليمن بدفع ذويها من أب وابن وأخٍ وزوج للجهاد في سبيل الله، بل صارت تواكب تحشيد الرجال بتحشيد المال والمؤونة. وبات تجهيز النساء الكعك والخبز والمواد الغذائية للمجاهدين عادة أسبوعية إن لم تكن يومية. وتحولت بعض المنازل إلى معامل، تتقاطر إليها المتطوعات في كل حارة لتتطوع وتسهم بما استطاعت لإعداد زاد المرابطين. وهن على هذا المنوال من النشاط المنقطع النظير منذ ستة أعوامٍ وما زلن.
كما لدى اليمنيات أيضًا معامل خاصة بإعداد طعام الجرحى والوجبات الرئيسية بشكل يومي، ثم يوزعنه على مستشفيات الأمانة. ولا ينتهي عطاء اليمانية وجُودها عند ذلك وحسب، بل تنظم في كل حارة أنشطة إنفاق دائمة تخصُ أسر الجرحى والمرابطين وأسر الشهداء والأسرى.
وتحرص العاملات في الهيئة النسائية لـ"أنصار الله" في مختلف أحياء أمانة العاصمة على إعداد وجبة الفطور لأطفال تلك الأسر. كذلك تقوم بتوفير ما أمكن من المستلزمات الدراسية المختلفة، من ضمنها القرطاسية والمصروف اليومي، وغيرها من الاحتياجات المدرسية.
كل هذه الأعمال لا ممول لها إلا اليمانيات أنفسهن بما يبذلنه ويجمعنه من مجتمعهن. في هذا الإطار، تؤكد المنسقة العامة للهيئة النسائية أن "المرأة اليمنية العظيمة شكلت مجموعات لرعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين، وكانت على الدوام إلى جانب هذه الأسر ترعاهم وتهتم بهم وتنظر إلى حالتهم".
التصدي لحرب التجويع الأمريكية السعودية
تكتظ العاصمة بالنازحين من مختلف المحافظات جراء العدوان، ويتجه الوضع المعيشي والصحي أكثر نحو الهاوية. وأزاء هذه الكارثة الانسانية، لم تقف حرائر اليمن مكتوفة الأيدي لترى أبناء بلدها يقتلون جوعًا، بل ابتكرت أنشطة مجتمعية متعددة لمواجهة هذه الحرب الضروس التي تستهدف اليمني في لقمة عيشه. ونظمت جمعية "الكوب" الخيرية، والتي تقوم فكرة مبادرتها على تقديم النساء ما مقداره "كوب" من المواد الغذائية الأساسية كالطحين والزيت والأرز، ثم تُجمع هذه الأكواب في الجمعية لتُشكل سلالًا غذائيةً متكاملة توزع على الأشد فقرًا وحاجة.
وبحسب المحطوري فإن بعض الأحياء جمعت من حملة الكوب في شهرٍ واحدٍ 350 سلة غذائية، قُدمت من الفقراء أنفسهم ووزعت للعائلات الأشد فقرًا. كذلك في إحدى المديريات وخلال شهر فقط، جمعت النساء أكثر من 8 ملايين ريال يمني، وُزعت على الأسر المستضعفة بذات المديرية.
وقد بلغت حملات الإحسان للهيئة النسائية لأنصار الله لعام 41هـ في دائرة الأمانة وحدها 160219حملة، استفاد منها أكثر من 367000 مستفيد، فيما جمعت قافلة الإحسان الخاصة بالمولد النبوي في دائرة الامانة لعام 41هـ 15مليون ريال يمني وُزعت على الفقراء.
كل هذا التحرك الاستثنائي، والعطاء الباذخ القيم بلوره مشروعٌ قرآني انقاذيٌّ أسسه الشهيد القائد الحسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وخلّده بدمائه، ليجسده شعبٌ أصالته وهويته ايمانية يمانية.