اليمن
السيد الحوثي: حزب الله نموذج المقاومة الشعبية الناجحة
أكّد قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنّ انتصار حزب الله على العدو الإسرائيلي عام 2000 إنتصار عظيم للأمة كلها، كان له تأثير على واقع الأمة وإحياء الأمل في شعوبها.
حزب الله.. نموذج المقاومة الشعبية الناجحة
السيد الحوثي وفي الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي أوضح أنّ الأعداء أدركوا أهمية انتصار حزب الله في لبنان فتحركوا لتفادي ذلك وتثبيت سيطرتهم على بلدان أمّتنا الأخرى.
وشدّد على أنّ أعداء الأمة سعوا لصنع حاجز نفسي وثقافي تجاه نموذج حزب الله الذي يمثّل حالة مقاومة شعبية تتمكن من الإنتصار وتحقيق الإستقلال والحرية، لافتًا إلى أنّ الأمريكيين والصهاينة يريدون أن تبقى أمتنا في وضعية هشة ومستسلمة وبيئة مفتوحة لمؤامراتهم دون عوائق.
وذكر السيد الحوثي أنّ تقديم حزب الله نموذج المقاومة الشعبية الناجحة التي صنعت الإّنتصار دفع الأعداء للتوجه إلى تشويه هذا النموذج.
وقال السيد الحوثي إن "الأعداء حاولوا ربط الأمة الإسلامية بنموذج آخر هو النموذج التكفيري الفتنوي"، مشيرًا إلى أنّ أعداء الأمة سعوا إلى بعثرتها من الداخل عبر الفتن الطائفية لتحويل بوصلة العداء من أمريكا والعدو الإسرائيلي إلى الداخل الإسلامي.
تشويه الإ سلام ديناً وأمة
السيد الحوثي رأى أنّ "من أهداف الأعداء أيضاً تشويه الإسلام كدين وتشويه المسلمين كأمة، وتشويه الجهاد كوسيلة للتحرر والدفاع عن الأمة".
وأكّد أنّ التكفيريين بمختلف تشكيلاتهم كانوا الأداة الرئيسة لتنفيذ المشروع الأمريكي الغربي الإسرائيلي كما حصل في 11 أيلول/سبتمبر وأنّ الأعداء أرادوا أن يتصدّر التكفيريين واجهة الأمة الإسلامية وكأنهم هم الذين سيدافعون عنها".
وقال "إنّ التكفيريين نموذج مصنوع لتحقيق السيطرة الأمريكية وهم يتحركون وفق الأهداف التي وضعتها أمريكا وأنهم يتحركون بما يؤمن العدو "الإسرائيلي" عبر تحويل بوصلة العداء إلى داخل الأمة الإسلامية بعيداً عن "إسرائيل".
وأضاف السيد الحوثي أنّ "القاعدة" نفّذت جرائم في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج ومصر ودول المغرب وأفريقيا وأوروبا، باستثناء كيان العدو الإسرائيلي".
اليمن في مقدمة مخطط الإستهداف الأميركي
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ تحرك أمريكي غربي يوازي تحرك التكفيريين لخداع الشعوب تحت عنوان "مكافحة الإرهاب"، حيث أنّ دول الخليج ليست بمنأى عن هذا الإستهداف الأمريكي، مبيّناً أنّ أميركا أجلت لتبدأ باستغلال هذه الدول في ظلّ استهدافه بقية دول الأمة.
وأكّد السيد الحوثي أنّ اليمن من البلدان المستهدفة في مقدمة المخطط الأمريكي يأتي بعدها أفغانستان والعراق على لائحة الإستهداف، مشيرًا إلى أنّ موقع اليمن الإستراتيجي وشعبه وثرواته دفعت الأمريكيين لوضع اليمن في مقدمة المستهدفين في أمتنا.
وأضاف أنّ "الإستهداف الأمريكي لبلدنا خطير وشامل، وإذا قرر شعبنا التنصّل عن مسؤوليته في التصدي لهذا الإستهداف فهذا قرار بالإستسلام وخسارة كل شيء"، مؤكّدًا "أنّ الإستسلام أمر يشذّ عن الفطرة الإنسانية ولا تتقبله الشعوب الحرة حتى من غير المسلمين كفييتنام وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا".
واعتبر أنّ الإستهداف الأمريكي لأمّتنا كان في مقدمته الإستهداف العسكري كما حصل في اجتياح العراق وأفغانستان، لافتًا إلى أنّ بعض البلدان لا تحتاج معها أمريكا الإجتياح بل تخضع سلطاتها وتنشئ فيها قواعد عسكرية في المواقع الإستراتيجية وهذا ما حصل في اليمن.
وأضاف السيد الحوثي "الأمريكيون حاولوا كل الجهد لتجريد اليمن من سلاحه، وتحركوا بحملة ثقافية وإعلامية لسحب السلاح الخفيف والمتوسط من المواطنين، والأمريكيون حاربوا حتى الزي اليمني وشجعوا الطلاب والنخب والسياسيين على ارتداء البنطال كي لا يضعوا الخنجر الذي كان مقلقاً للأمريكيين".
وشدّد على "أنّ الأعداء يسعون لتجريدنا من السلاح، بينما هم يمتلكون أفتك أنواع الأسلحة، بل حتى في أمريكا هناك محلات بيع أسلحة للمواطنين الأمريكيين، وبينما يسعون لتجريدنا من أسلحتنا، يملك العدو الإسرائيلي نشاطًا للتعبئة والتصنيع العسكري وبناء مجتمع عسكري واقتناء الأسلحة النووية".
"أنصار الله" م سيرة قرآنية
وعن تصنيف أنصار الله بالمنظمة الإرهابية قال السيد الحوثي "في الواقع أنصار الله ليس منظمة، بل أمة وجماهير ليسوا مهيكلين في إطار عضوي محدد، وأنّ عنوان أنصار الله هو عنوان قرآني يعبّر عن الإستجابة العملية لتوجيهات الله، وليس إسماً لمنظمة أو حزب، وعنوان أنصار الله انطلق فيه الكثيرون من مختلف المذاهب والتوجّهات السياسية والفئات المجتمعية.
وأوضح السيد الحوثي أنّ مسمّى "الحوثيين" هي يطلقها الأعداء وبعض الأصدقاء، قائلاً "نحن لا نريدها لأنها نسبة إلى مدينة "حوث"، ومشروعنا ليس محصورا في مدينة بل مسيرة قرآنية".
وتابع "مشروع أنصارالله يرسم مسارات محددة وواضحة للنهضة بالأمة في مختلف المجالات وتحوّل التهديد إلى فرصة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وغيرها".
وقال السيد الحوثي "سنواصل المشوار في مسيرة القرآن الكريم، مسيرة الوعي والحرية والأخلاق والكرامة والعطاء والإستقلال والنهضة والحضارة الإسلامية، وسنواصل المشوار مع كلّ الأحرار من أبناء شعبنا لنيل الإستقلال التام وتخليصه من السيطرة الخارجية، والتّصدي لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني".
جبهة مأرب
وحول التّطورات في جبهة مأرب لفت إلى أنّ الأعداء صوروا الوضع فيها أنّه كان هادئا وكانت مأرب واحة للنازحين وتضم 3 ملايين نازح وحولها الجيش واللّجان إلى ساحة مشتعلة، مؤكداً أنّ هذا غير صحيح.
وأضاف "حول الأعداء مأرب منذ بَداية العدوان إلى جبهة أساسية لعدوانهم، وتحركوا فيها عسكريا بجحافل جيوشهم من مختلف البلدان والجماعات التكفيرية".
وبيّن السيد الحوثي أنّ جبهة مأرب مشتعلة منذ بداية الحرب ولم تتوقف بأي هدنة وجبهة صرواح من أشهر الجبهات، والعدو أطلق من مأرب عمليات عسكرية باتجاه صنعاء والبيضاء والجوف، وهي جبهة عسكرية أساسية لهم، وما أزعجهم هو المنّ الإلهي على شعبنا بالإنتصارات".
التصدي للعدو ومؤامرته مستمرة
واختتم السيد الحوثي كلمته تأكيداً بمواصلة كلّ المساعي مع أحرار الأمة الإسلامية في التصدي للعدو "الإسرائيلي" ومؤامراته التي تواجه الأمة، ومواصلة دعم للقضية الفلسطينية إنساناً وأرضاً ومقدّسات كمبدأ ديني وحق إنساني وواجب أخلاقي.
وشدّد على استنكاره التطبيع مع العدو "الإسرائيلي" من قبل بعض الدول والأنظمة العربية واعتبره خيانة للإسلام والمسلمين.