اليمن
في اليوم العالمي لأجل اليمن.. تهديد جرائم الحرب والحصار مستمرّ
أكد "معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان" أن اليمن يشهد أزمة غير مسبوقة بسبب الحرب التي تقودها السعودية والإمارات عليه"، مشيرا إلى أن قوات الدولتين تستهدف الأحياء السكنية والمدارس والأسواق الشعبية بشكل مباشر، ما يؤدي إلى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين من دون أن تتحمل مسؤولية ما ترتكبانه من جرائم".
وفي رسالة وجّهها المعهد للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في اليوم العالمي لأجل اليمن، قال إن "أرقام الضحايا الذين قُتِلوا بالاستهداف المباشر تقدر بأكثر من 100 ألف يمني حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بينهم آلاف الأطفال والنساء"، مؤكدا أن "هذه الهجمات تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدّولي الّذي يكفل حماية المدنيين والأطفال في حال النزاعات المسلحة".
واعتبر المعهد أن "هذه الهجمات ترقى لأن تصنّف جرائم حرب ينبغي ملاحقة مرتكبيها والمحرضين على ارتكابها والمسؤولين عن إصدار الأوامر بشنها".
ولفت إلى أن "ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد الذي يطرق أبواب اليمنيين هو أمر مقلق للغاية، خصوصًا مع تفشي جائحة "كورونا" وفقدان الكثير من الأشخاص لوظائفهم بسبب هذه الظروف الصحية"، مضيفًا أن "ذلك أدى إلى ازدياد نسبة السكان الذين يفقدون القدرة على تأمين احتياجاتهم، وبالتالي ارتفاع في نسبة الذين يحتاجون للمساعدة".
ورأى المعهد أن "تصنيف وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو لحركة "أنصار الله" اليمنية كمنظمة إرهابية أجنبية، فاقم الأوضاع سوءًا وأثار مخاوف من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية في البلاد".
وأشار المعهد إلى أن المدير العام لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارك لوكوك طالب بإلغاء القرار وحذر من أن التأثير الإنساني المحتمل له سيكون مجاعة واسعة النطاق لم نشهد لها مثيلًا منذ 40 عامًا تقريبًا"، وقال إن "رئيس قسم الغذاء في الأمم المتحدة ديفيد بيزلي وصف الوضع بأنه سيكون "حرفيًا حكمًا بالإعدام على مئات الآلاف بل ملايين الأبرياء في اليمن"".
وبحسب المعهد، تسبّب التدمير المنهجي للمزارع ومزارع الأسماك وشبكات الصرف الصحي ومحطات الصرف الصحي وغيرها في زيادة معاناة الشعب اليمني، إذ تقدر التقارير الأممية أن ثلثي اليمنيين يعانون بالفعل من الجوع وأن نصفهم لا يعرفون ما هي وجبتهم التالية، كما يعاني ربع السكان (من بينهم أكثر من مليوني طفل) من سوء التغذية المعتدل إلى الحاد.
وتحدث المعهد عن "حصار يعاني منه اليمنيون منذ حوالي ست سنوات، يُفرض على جميع موانئهم ومنع المساعدات الإنسانية والغذاء والأدوية والوقود والسلع الأخرى من دخول البلاد"، مضيفا أن هذا الحصار "ساهم في مفاقمة الكارثة الإنسانية التي يواجهها اليمنيون".
وقال إن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قدّر أن حوالى 131,000 يمني لقوا حتفهم بأسباب غير مباشرة كنقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية"، مؤكدا أن "كل هذه الأسباب هي نتائج للحرب التي تقودها السعودية والإمارات ولاستهدافهم المباشر للمدنيين وللحصار الذي يفرضونه على اليمن وتجويع الملايين وقتل عشرات آلاف اليمنيي".
ودعا المعهد الرئيس الأميركي إلى "إنهاء الدعم الأميركي للحرب السعودية على اليمن بأسرع وقت ممكن وإيقاف بيع الأسلحة للإمارات والسعودية، وطالب بالضغط على المجتمع الدولي والتحالف، وخصوصًا السعودية والإمارات، لإنهاء الحرب والحصار المفروض على الموانئ اليمنية".
كما دعاه إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في اليمن والمحرضين على ارتكابها ومحاكمتهم محاكمة عادلة، بالإضافة إلى تعويض ضحايا الحرب وإعادة إعمار اليمن.