اليمن
إنتقادات لحذف اسم الرياض من "قائمة العار": الأمم المتحدة رضخت لابتزاز السعودية المالي
انتقدت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان منظمة الأمم المتحدة لحذفها اسم قوى العدوان السعودي على اليمن التي تتسبب في قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل على رأس ساكنيها من القائمة السوداء.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتجاهل أدلة متوافرة بشأن انتهاكات جسيمة بحق الشعب اليمني الأعزل.
وفي السياق نفسه، انتقدت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها عباس موسوي المواقف والمعايير المزدوجة لمنظمة الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان، واصفًا قرار شطب اسم العدوان السعودي من القائمة السوداء لناقضي حقوق الطفل بانه "مقزز".
وأعرب موسوي عن اسفه لهذا القرار، قائلًا إن الامين العام لمنظمة الامم المتحدة قرر شطب اسم التحالف السعودي من قائمة ناقضي حقوق الطفل السوداء، بينما اقرت المنظمات الدولية بمقتل جمع كبير من الاطفال والفتية اليمنيين خلال مجازر القصف التي طالت حافلة نقل التلاميذ والمنازل السكنية والمدارس والمستشفيات، الامر الذي لا يمكن التغطية عليه نظرًا للانباء والصور المؤلمة المتعلقة بهذه المجازر.
ولفت موسوي الى أن هكذا اجراءات تكررت في وقت سابق ايضا، بما في ذلك قرار الامين العام للمنظمة الاممية عام 2015 المتمثل في شطب اسم السعودية من القائمة نفسها، عازيا السبب الى التهديد المالي السعودي ضد الامم المتحدة آنذاك.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الايرانية عن اسفه قائلا "هناك البعض في منظمة الامم المتحدة الذين يسعون باستخدام الدولارات السعودية الى تبرئة هذا البلد من الجرائم التي ترتكب بحق الاطفال والنساء في اليمن، وذلك في الوقت الذي تشير الاحصائيات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية بالمنظمة الاممية، الى وفاة طفل يمني واحد كل عشر دقائق جراء التداعيات الناجمة عن الحرب والحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على اليمن.
بدوره، أدان وزير الخارجية اليمني هشام شرف هذه الخطوة مؤكدًا أنها جاءت في إطار سياسة المصالح واستجابة للضغوط السعودية المتكررة على الأمم المتحدة بشأن العديد من القضايا والتي وصلت إلى حد التهديد بإيقاف تمويلها للمنظمة، وإنها ليس كما حاولت الأمم المتحدة وأبواق العدوان الترويج له كنتيجة لإحرازها تقدماً في مجال حماية أطفال اليمن خلال السنة الماضية.
وأعرب عن الأسف الشديد لاستجابة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، لهذه الضغوط على خلاف ما قام به سلفه بان كي مون، الذي تحلى ببعض الشجاعة وتحت ضغط الإعلام الدولي وأعاد إدراج السعودية في القائمة السوداء خلال فترة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد أن رفع اسم تحالف العدوان السعودي من قائمة العار انتكاسة جديدة للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ولو باستحياء في مجال حماية وتعزيز حقوق الأطفال في العالم، وسيؤدي إلى تشجيع النظام السعودي وقواته الجوية على الاستمرار في جرائمه بحق أطفال اليمن وآخرها جريمة استهداف المدنيين في مديرية شدا بمحافظة صعدة والتي راح ضحيتها أربعة أطفال لا ذنب لهم سوى كونهم يمنيين.
وأشار إلى أن السلطات اليمنية لن تسكت عن هذه الجرائم وعن هذا الإجراء المشين لإرضاء السعودية وستثير الموضوع دولياً وعبر كل الوسائل المتاحة لتعرية التواطؤ الأممي مع النظام السعودي تحت تأثير المصالح والمال الملطخ بالدم.
وفي السياق، قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في اليمن عبد القادر المرتضى إن المنظمة الأممية وأمينها العام تجاهلوا انتهاكات السعودية ورفعوا اسمها من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في اليمن، متناسين أن اللجنة سلمت لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة عشرات الأطفال الذين جندتهم السعودية وزجتهم في المعارك.