نصر من الله

نقاط على الحروف

انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
17/01/2025

انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس

يُقرأ الخبر من غزّة، وعن غزّة، وفي خلفيّته صورة السيّد الشهيد الذي كان كلّما تحدّث عن غزّة، وصمود غزّة، وشجاعة غزّة، تكتسي الكلمات بعاطفة تفيض من عينيه وصوته. غُصّة مطرّزة بالعزّة.. ولهفة النّاصر حين عزّ النّاصرون. 

تلقَى أهل المقاومة في لبنان الإعلان عن التوصّل لاتفاق إيقاف الحرب على غزّة بشوقٍ مجرّح بالفقد، وباعتزاز مسكون بالفداء، وبتبريكات جاءت على قدر البذل، البذل العظيم.. فجبهة الإسناد التي استمرت طوال سنة وثلاثة أشهر، وتلقّت ما تلقّت من ملامات وانتقادات وتشكيك، أثمرت نصرًا في فلسطين.. والدم العزيز المبذول حبًّا وطوعًا وبدون منّة، أزهر ابتسامات على وجه أطفال غزّة وكلّ أهلها بعد صمودهم الأسطوري الجبّار.

بكثير من الحبّ ومن الكلمات التي وجهتها روح شهيدنا الأقدس، زفّ النّاس نصر غزّة إلى سيّد شهداء الأمّة، السيّد حسن نصر الله، رضوان الله عليه.

تساءل كثيرون عن جدوى جبهة الإسناد طوال شهور، وأيضًا حين تحوّلت هذه الجبهة إلى معركة مشتعلة قدّم فيها أهل المقاومة دم خيرة شبابهم وقادتهم وسيّدهم، لم يستحِ أهل التخاذل لحظة، وظنّ المتآمرون المتأمركون أن بات بإمكانهم العيش في عالم ليس فيه حزب الله، ليس فيه مقاومة.. وانتظروا طوال شهرين عسى أن تتمكّن "إسرائيلهم" من القضاء على المقاومة في لبنان. وأكثر من ذلك، حين فشل "ربّهم الأميركي" في تحقيق أهداف هذه الحرب، بلغت بهم الوقاحة حدّ القول إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو خذلان لغزّة وتخلّ عنها. والعجيب أنّ هؤلاء أنفسهم هم ممّن عارضوا بشدّة جبهة الإسناد وشكّكوا في جدواها وهزِئوا مرارًا من إنجازاتها. أما حين دخلنا في لبنان مرحلة "الستين يومًا" والتي ارتكب ويرتكب خلالها الصهاينة ما عجزوا عن فعله خلال المعركة، فقد سمعنا من يغيّب مقاومتنا عن أيّ ذكر في مساندة غزّة.. كأنّ كلّ الذي بُذل "على طريق القدس" في هذه المعركة، وهو أغلى ما لدينا، ليس يُرى! 

كلّ هذا، وغزّة تنظر بعين الحزن إلى مصابنا.. تكمل طريق المقاومة بعزيمة وثبات، تواصل رفع قرابينها الأجمل، وتلقّن العالم كلّه معنى الصمود، وكيفيّة صناعة النّصر من قلب الألم. 

يا سيّدنا، يا ناصر فلسطين وقد خذلها من خذل، وتآمر عليها من تآمر، وشمت بها من شمت، وعانت ظلم العدا، وظلم ذوي القربى، الأشدّ.. ها غزّة، الجريحة الصّابرة تنتصر بدمها، ومن قلب الإبادة والمجازر، تخرج مرفوعة الرأس.. ها هي، بعد أن جرى عليها ما ليس له مثيل في العدوانية والإرهاب في تاريخنا الحديث، تسطّر حكاية جديدة من حكايات الانتصار، وتطبع على وجه العدوّ علامة هزيمة لم تمسحها قدراته العسكرية المتقدّمة ولم يخفِها تطوّره التكنولوجي. تنهض من جمرها المتوقّد بالدم وبالتعب، وتقول للعالم، أنا هنا، لستُ أُهزم..

يا سيّدنا البهيّ، ويا قائدنا الأبيّ، ويا شهيدنا الأقدس، ها غزّة، مخضّبة بآلاف الشهداء، مجرّحة بمعالم الإبادة الهمجية، مرصّعة بآثار الدّمار الشامل، تنهي المعركة الأصعب، وتبقى حيث ظنّ العدوّ أنّه سينهيها، تحرّر الأسرى بالتبادل، وتلملم الجرح الغائر وتمضي إلى عالم بات يعلم أنّ المقاومة حقّ مقدّس، لا يُزال من الوجود. يا سيّدنا الذي قال ألّا عودة لمستوطني الشمال قبل إيقاف الحرب على غزّة، والذي آمن أن انتصار غزّة حتميّ مهما طالت أيام الحرب، والذي لم يترك فلسطين مهما كانت الأثمان، والذي أدرك الحقّ فما حاد عنه، غزّة انتصرت، وستتوقّف الحرب قبل أن يتمكّن مستوطنو الشمال من العودة، والدم المبذول حاشاه يذهب هدرًا.. والمعركة التي ستهدأ أصواتها عمّا قريب شكّلت خطوة كبيرة في الطريق إلى عالم خالٍ من "إسرائيل".

إذًا، زفّ أهل المقاومة نصر غزّة إلى سيّدهم نصر الله.. أهدوه على وقع الخبر دمعات الشّوق والعزّة، وبعيون قلوبهم رأوا الخبر يرتسم بسمة طمأنينة على وجهه.. وأيّ الأشياء تسكّن هذه القلوب كبسمة السيّد.

حركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزةالسيد حسن نصر االلهالمقاومة

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
لماذا نقول إنه نصر إستراتيجي لغزة وجبهات الإسناد؟
لماذا نقول إنه نصر إستراتيجي لغزة وجبهات الإسناد؟
صفقة تبادل تحمل هزيمة لـ"إسرائيل"..هل أرغم نتنياهو على القبول بها؟
صفقة تبادل تحمل هزيمة لـ"إسرائيل"..هل أرغم نتنياهو على القبول بها؟
حماس ردًا على مزاعم نتنياهو: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء
حماس ردًا على مزاعم نتنياهو: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء
حماس: اتفاق وقف العدوان إنجازٌ لمقاومتنا
حماس: اتفاق وقف العدوان إنجازٌ لمقاومتنا
قطر تعلن رسميًا التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
قطر تعلن رسميًا التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ترحيب عراقي بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإشادات بصمود المقاومة وشجاعتها
ترحيب عراقي بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإشادات بصمود المقاومة وشجاعتها
إحسان عطايا لـ"العهد": جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن شريكة في الإنجاز والانتصار
إحسان عطايا لـ"العهد": جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن شريكة في الإنجاز والانتصار
اليوم الـ469 للعدوان.. الاحتلال يرتكب 8 مجازر في غزة ‎
اليوم الـ469 للعدوان.. الاحتلال يرتكب 8 مجازر في غزة ‎
حماس تحيي ذكرى 100 يوم على استشهاد السيد نصر الله: لبنان ما يزال من أشدّ الداعمين للقضية الفلسطينية
حماس تحيي ذكرى 100 يوم على استشهاد السيد نصر الله: لبنان ما يزال من أشدّ الداعمين للقضية الفلسطينية
يقينًا كلّه خير.. والسنون الخمس تشهد!
يقينًا كلّه خير.. والسنون الخمس تشهد!
٢٠٢٤ .. حكاية كلّ السنين الآتية
٢٠٢٤ .. حكاية كلّ السنين الآتية
بين عبد الناصر والسيد نصر الله أكثر من وجه شبه وأمل بنصر قريب
بين عبد الناصر والسيد نصر الله أكثر من وجه شبه وأمل بنصر قريب
بالصور: إطلاق اسم الشهيد السيد حسن نصر الله على جسر الفضيلية في العراق
بالصور: إطلاق اسم الشهيد السيد حسن نصر الله على جسر الفضيلية في العراق
الموسوي: ما عجز العدو عن فرضه في الميدان لن يُفرض في السياسة
الموسوي: ما عجز العدو عن فرضه في الميدان لن يُفرض في السياسة
الحرس الثوري الإيراني: اتفاق وقف النار في غزة انتصار للمقاومة على الكيان الصهيوني
الحرس الثوري الإيراني: اتفاق وقف النار في غزة انتصار للمقاومة على الكيان الصهيوني
جولة في البياضة وشمع وطيرحرفا.. تمسك بخيار المقاومة والعودة لا بد منها
جولة في البياضة وشمع وطيرحرفا.. تمسك بخيار المقاومة والعودة لا بد منها
ماذا ينتظر لبنان في ظل التجاذبات العربية والإقليمية والدولية في سورية؟
ماذا ينتظر لبنان في ظل التجاذبات العربية والإقليمية والدولية في سورية؟

خبر عاجل