نقاط على الحروف
شهداء على طريق القدس.. أثمانٌ مقدسةٌ لهدف عظيم
شارل أبي نادر
نجح العدو الإسرائيلي مؤخرًا في اجتياز مسافة غير بسيطة عبر طريق استهداف عدد وازن من مجاهدي حزب الله؛ بينهم قادة ميدانيون، وذلك خلال الاشتباك المباشر الدائر حاليًا على الحدود بين جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، أو عبر عمليات الاغتيال الغادرة التي ينفذها في أماكن خلفية أو بعيدة عن بقعة الاشتباك المذكورة. وهذه الاغتيالات التي ينفذها العدو، إما ترتبط أو تتداخل ميدانيًا في الاشتباكات الحدودية الحالية، حتى لو حصلت خارج بقعة الاشتباكات، وإما تكون منعزلة عن الأخيرة ولا ارتباط بينها، لا في التوقيت ولا في المكان ولا حتى في أي حدث ميداني ضمن المواجهة الحالية.
في المقابل، يتكبّد للعدو في هذه المواجهة خسائر ضخمة من قتلى ومصابين وبعدد كبير جدًا. فالأعداد التي اعترف بها العدو فقط كافية لكي نعدّها غير مسبوقة وغير متوقعة ويصعب تحمّلها بالنسبة إلى قيادة العدو أو بالنسبة إلى "مجتمعه"، إضافة أيضًا لما يتعرض له من خسائر في الآليات والمنشآت والتجهيزات الاستثنائية الأساسية في بنيته الدفاعية على الحدود.
لكن بمعزل عن خسائر العدو الضخمة، هل سيكون للاغتيالات التي يرتكبها أي تأثير على مستوى معركة المقاومة الحالية المرتبطة بالحرب على غزة أو الدائمة المرتبطة بمواجهة الاحتلال بشكل عام؟
قد يكون السؤال- أعلاه- عن ماهية تأثير ارتقاء الشهداء من صف القادة والكوادر على معركة حزب الله، فرض نفسه مؤخرًا مع استشهاد القائد وسام طويل "جواد" بعملية اغتيال غادرة قرب منزله في بلدة خربة سلم الجنوبية، وذلك بعد أن كُشف عن موقع الشهيد وأدواره والمراكز التي استلمها في هيكلية المقاومة وبعد أن كُشف عن بعض المهمات التي شارك بها مقاتلًا أو قائدًا ميدانيًا ما قبل التحرير (2000) وبعده وفي سوريا أو في ميادين أخرى، إلى دوره الحساس مؤخرًا في الاشتباك الاستثنائي مع العدو بعد "طوفان الاقصى". الأمر الذي يفترض حكمًا الإضاءة على قدرات الشهداء الذين سبقوه وإمكاناتهم وخاصة في المرحلة الحالية الأخيرة، من قادة ميدانيين ومن كوادر ومقاتلين في قوة الرضوان أو في غيرها من مجموعات المقاومة، وتأثيراتها أيضًا على مستوى معركة المقاومة.
بالعودة إلى مسار المواجهة التي خاضها دائمًا حزب الله ويخوضها اليوم ضد العدو الإسرائيلي أو ضد الإرهاب، والتي هي عمليًا ضد استراتيجية الأميركيين بشكل عام، فإنّ هذا المسار كان دائمًا معمدًا بدماء الشهداء القادة وغير القادة، وجميع الشهداء هم بالنهاية قادة، وقيمة هذه الدماء أنها كانت بقيمتين، الأولى هي عند الاستشهاد، والثانية هي فيما قدمه هؤلاء قبل استشهادهم، أولًا في إعداد قادة وتدريبهم ليكملوا درب المقاومة والجهاد، ويحملون بأكبر قدر ممكن كل الخبرات والتجارب والحكمة والعلم والالتزام التي نقلها لهم قادتهم بأمانة وصدق، وثانيًا في مواكبتهم اللصيقة والدائمة للكوادر والمقاومين في كل المواجهات، وعلى رأسهم وفي طليعتهم.
من خلال هذا المسار المقدس بين المقاومين وبين قادتهم، خلال كل مراحل التدريب والقتال والمواجهات، ومن خلال ما تزرعه شهادة القادة في نفوس مجاهدي المقاومة، من إصرار والتزام على مواجهة العدو والانتصار عليه، ثأرًا وايمانًا، يمكن تفسير هذا الدفق المستمر في عصب المقاومة، وتكمن عمليًا وفعليًا، أهمية هذا الالتزام الثابت العنيد بمتابعة طريق المقاومة، ومعه، تنتفي حكمًا أية تأثيرات أو تداعيات سلبية لاستشهاد القادة، على مستوى معركة المقاومة ومسارها..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024